أوزبكستان - ماليزيا: آفاق جديدة للتعاون في مجال السياحة

وكالة أنباء حضرموت

قد تقع أوزبكستان وماليزيا في أجزاء مختلفة من العالم، في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، لكننا نتعاون بنشاط لتطوير طرق مفيدة للطرفين. السياحة هي مجال رئيسي لشراكتنا. وعلى الرغم من المسافة الجغرافية الكبيرة بيننا، هناك إمكانات هائلة لتوسيع العلاقات في قطاع السياحة، والذي بدوره سيجلب فوائد اقتصادية ويعزز التبادل الثقافي. تلعب السياحة دورًا حيويًا في اقتصادات البلدين، حيث تخلق فرص العمل، وتساهم في تطوير البنية الأساسية، وتحسين الروابط بين بلدينا.

كانت الخطوة المهمة في تعزيز الروابط السياحية بين أوزبكستان وماليزيا هي إدخال نظام الإعفاء من التأشيرة لمواطني البلدين، والذي يصل إلى 30 يومًا. وقد أدى ذلك إلى تبسيط السفر وهو عامل رئيسي في زيادة تدفقات السياحة. في عام 2023، زار 4396 سائحًا ماليزيًا أوزبكستان، وفي عام 2024، تضاعف العدد إلى أكثر من 9464، مما يشير إلى الاهتمام المتزايد بأوزبكستان كوجهة سياحية جذابة للماليزيين. وكان من بين المكونات المهمة الأخرى في هذه العملية تعيين دالير يوسف سفيرًا للعلامة التجارية السياحية لأوزبكستان لدى ماليزيا في يناير 2019، مما عزز علاقاتنا بشكل أكبر.
لقد أولت الدولتان اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الجوانب القانونية لتعاوننا السياحي. وفي أكتوبر 2023، خلال الدورة الخامسة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية في سمرقند، تم توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي أوزبكستان وماليزيا والتي أرست أسسًا متينة لتوسيع تعاوننا في العديد من مجالات السياحة.

في عام 2024، شارك وفد ماليزي بقيادة نائب وزير السياحة والفنون والثقافة، خير الفردوس أكبر خان، في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر وزراء السياحة الإسلامي في خيوة. وهذا مجرد مثال واحد على كيفية دعم ماليزيا وأوزبكستان لبعضهما البعض على الساحة الدولية وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال السياحة.

كما تؤثر الروابط التاريخية والثقافية بين أوزبكستان وماليزيا بشكل إيجابي على تعاوننا السياحي. فكلا البلدين ينتميان إلى العالم الإسلامي ويفتخران بتراثنا الثقافي الإسلامي المشترك. وهذا يشكل محركًا أساسيًا للسياحة الدينية، التي تحظى بمكانة خاصة في قلوبنا وكذلك في اقتصادنا.


كانت المدن التاريخية في أوزبكستان، مثل سمرقند وبخارى وخيوة، مراكز قديمة للثقافة والعلم الإسلامي. وهي تجتذب الحجاج من جميع أنحاء العالم، وخاصة من ماليزيا. وتتمتع ماليزيا بخبرة غنية في تنظيم مثل هذه الجولات، وبالتالي فهي شريكة ذات أولوية لأوزبكستان.

في السنوات الأخيرة، بذلت أوزبكستان جهودًا واسعة النطاق لإنشاء بنية تحتية صديقة للمسلمين، بما في ذلك أماكن جديدة للصلاة وفنادق ومطاعم حلال. وقد ساهم هذا في زيادة اهتمام السياح المسلمين - وليس فقط الحجاج المسلمين - بزيارة أوزبكستان. وتجذب سمرقند وبخارى، باعتبارهما مركزين روحيين وتاريخيين رئيسيين، كلتا المجموعتين بثقافتهما وتاريخهما وكرم ضيافتهما.

عند النظر إلى الماضي، ألاحظ أنه في الفترة من 21 إلى 23 فبراير 2019، شارك وفد ماليزي في المنتدى الدولي الأول للسياحة الزيارة، الذي عقد في بخارى. وهذا يوضح مدى الدعم الذي قدمته ماليزيا وأوزباكستان لبعضهما البعض في هذا المجال. خلال المنتدى، تم تعيين مفتي ولاية برليس الماليزية، محمد عصري بن زين العابدين، سفيرًا للسياحة الزيارة في أوزباكستان. نحن محظوظون بوجود مثل هذا المبعوث المحترم.


أود أن أتحدث الآن عن المجالات التي تتمتع بإمكانات كبيرة للتطوير المستقبلي: هذا الحدث يتعلق بالتطلع إلى المستقبل. وستكون السياحة البيئية والتعليمية ذات أهمية خاصة.

تعتبر أوزبكستان، بمناظرها الطبيعية المتنوعة، بما في ذلك الصحاري والجبال والواحات، وجهة جذابة للسياحة البيئية. كما تشتهر ماليزيا بغاباتها الاستوائية وأنظمتها البيئية الفريدة. ويتمتع كلا البلدين بإمكانات هائلة لجذب السياح المهتمين بالطبيعة والسياحة المستدامة. وينبغي أن يصبح التطوير المشترك لهذا القطاع من خلال تبادل الخبرات جانبًا أساسيًا من التعاون الثنائي.

وتتمتع السياحة التعليمية أيضاً بإمكانات كبيرة. وتشجع أوزبكستان بنشاط برامج التبادل الأكاديمي، وتجتذب الطلاب من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك من ماليزيا. ويمكن للمؤسسات التعليمية الماليزية أن تتعاون مع الجامعات الأوزبكية لتنفيذ برامج تعليمية مشتركة، وهو ما من شأنه أن يعزز الروابط الثقافية ويعزز السياحة الأكاديمية.

تلعب الرحلات الجوية المباشرة بين طشقند وكوالالمبور دورًا حيويًا في زيادة تدفقات السياحة. فهي توفر الراحة والرفاهية للمسافرين. وفي المستقبل، نخطط لتنويع المسارات وزيادة وتيرة الرحلات الجوية، مما يجعل الرحلات بين أوزبكستان وماليزيا أكثر سهولة. ومن المجالات الواعدة الأخرى إنشاء باقات سياحية ثنائية المركز تتضمن زيارات إلى كلا البلدين. وستكون هذه الباقات ذات أهمية خاصة للسياح الذين يرغبون في الجمع بين مجموعة متنوعة من المعالم الثقافية والطبيعية في رحلة واحدة.

للترويج بنجاح لمنتجات السياحة الأوزبكية في ماليزيا، نتعاون بنشاط مع وسائل الإعلام المحلية والمؤثرين. في السنوات الأخيرة، تم تنظيم العديد من الجولات الصحفية لقنوات التلفزيون الماليزية الرائدة وشركات الإعلام مثل "Sulalatus Salatin" و"RTM Malaysia"، وكذلك للمدونين المتخصصين في مجال تذوق الطعام. تساعد هذه الخطوات في نشر معلومات مباشرة حول إمكانات السياحة الأوزبكية في ماليزيا. كان الفيلم الوثائقي الذي صنعه فريق إبداعي من RTM TV حول سياحة الحج في بخارى والأماكن المقدسة في وادي فرغانة شائعًا بشكل خاص.


خلال العامين الماضيين، تكثفت أيضًا التبادلات الثقافية بين بلدينا. في عام 2023، تم تنظيم معرض للصور بعنوان "أوزباكستان - مركز الحضارة الإسلامية" في متحف الفنون الإسلامية في كوالالمبور، لتقديم المعالم الثقافية والتاريخية الفريدة لأوزباكستان لجمهور ماليزي أوسع. في عام 2024، قدمنا فرص السياحة في أوزباكستان في كوالالمبور، بالإضافة إلى استضافة اجتماعات B2B لمنظمي الرحلات لمناقشة تطوير حزم الرحلات المشتركة.

ونحن ملتزمون بإطلاق العنان لإمكانات السياحة الكاملة في كل من أوزبكستان وماليزيا، والتي يمكن تحقيقها من خلال الجهود المشتركة. فكلا البلدين يمتلكان تراثًا ثقافيًا غنيًا وموارد طبيعية فريدة وخبرة في تنمية السياحة. ومن المهم أن نلاحظ أن كلا الجانبين يعملان بنشاط على توسيع روابط النقل وإنشاء حزم سياحية مشتركة والترويج لعروضهما السياحية في البلدان الشريكة. ونظراً للعدد المتزايد من السياح والتقدم في البنية الأساسية والعلاقات الثقافية المتزايدة، فإننا على ثقة من أن العلاقات السياحية بين أوزبكستان وماليزيا سوف تتوسع، مما يجلب فوائد اقتصادية وثقافية طويلة الأجل لكلا البلدين. وفي السنوات القادمة، سوف تفتح السياحة آفاقًا جديدة لكلا البلدين وتساهم في تعزيز العلاقات الثنائية المتعددة