حزب الله وإسرائيل يتبادلان التهديدات والاتهامات بانتهاك اتفاق الهدنة
تبادل حزب الله وإسرائيل التهديد والوعيد والاتهامات أيضا بانتهاك اتفاق الهدنة الذي بدأ بين الطرفين أواخر نوفمبر، وفيما قال الأمين العام للجماعة اللبنانية نعيم قاسم إن حزبه مستعد للرد على "الخروقات"، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي من أن تل أبيب "ستضطر للتحرك" إذا لم يتراجع الحزب إلى "أبعد من نهر الليطاني".
وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السبت إن جماعته جاهزة للرد على "خروقات" إسرائيل لوقف إطلاق النار، بعد مضي أكثر من شهر على سريان الاتفاق الذي ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في ظرف 60 يوما.
وصرّح قاسم في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد "قلنا بأننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأننا سنصبر" لكن "لا يعني هذا أننا سنصبر لمدة ستين يوما".
وفي المقابل، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأحد حزب الله اللبناني بعدم التزام شروط اتفاق وقف إطلاق النار، وحذر من أن تل أبيب "ستضطر للتحرك" في حال تواصل ذلك.
وقال كاتس إن الحزب لم ينسحب بعد إلى "أبعد من نهر الليطاني" في جنوب لبنان، أي إلى منطقة شمال النهر والابتعاد بالتالي عن المنطقة الحدودية. مضيفا "في حال لم يتم تنفيذ هذا الشرط، لن يكون ثمة اتفاق، وستضطر إسرائيل إلى التحرك بمفردها لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
وكان قاسم قد أكد أيضا أنه "لا يوجد جدول زمني يحدد أداء المقاومة لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مهلة الستين يوما في الاتفاق". وتابع "قد ينفد صبرنا قبل الستين يوما وقد يستمر، هذا أمر تقرره القيادة، قيادة المقاومة هي التي تقرر متى تصبر ومتى تبادر ومتى ترد".
ودخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، بعد شهرين من بدء مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.
وينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد حيث تعمل أيضا قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يوما. وكذا على تراجع عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني (نحو 30 كلم شمال الحدود)، وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب النهر.
واتهمت اليونيفيل السبت إسرائيل بتدمير "برميل أزرق يمثّل خط الانسحاب بين لبنان وإسرائيل في اللبونة، وكذلك برج مراقبة تابع للقوات المسلحة اللبنانية بجوار موقع لليونيفيل في المنطقة".
واعتبرت أن "التدمير المتعمد والمباشر من جانب الجيش الإسرائيلي لممتلكات اليونيفيل والبنية الأساسية التي يمكن التعرف عليها بوضوح والتي تخص القوات المسلحة اللبنانية يشكل انتهاكا صارخا للقرار 1701 والقانون الدولي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس ضرب منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، مؤكدا أنه سيتحرك لإزالة أي تهديد "وفق تفاهمات وقف إطلاق النار".
وحثّت اليونيفيل الشهر الماضي على "الإسراع في انسحاب الجيش الإسرائيلي ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان". كما أعربت عن قلقها إزاء "استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكا للقرار 1701".
وشدد قاسم السبت أيضا على أن "الاتفاق يعني حصرا جنوب نهر الليطاني ويلزم إسرائيل بالانسحاب"، مضيفا أن "الدولة الآن ونحن منها مسؤولة عن أن تتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل ويطبق الاتفاق".