«جبهات الإسناد تعزل غزة».. والقطاع يكافح للعودة

وكالة أنباء حضرموت

بدا أن التطورات في لبنان ومن ثم سوريا ولاحقا اليمن خطفت الاهتمام العالمي من تطورات الحرب في قطاع غزة.

ويمكن تلمس هذا التراجع في مسار طرح حرب غزة على طاولة مجلس الأمن، إذ يعكس بوضوح خفوت الاهتمام الدولي بوقف إطلاق النار في القطاع في الأشهر الأخيرة، بعد أن كان جرى التصويت بشكل متكرر في المجلس على اقتراحات في هذا الصدد.

التصويت في مجلس الأمن

وفيما يلي تسلسل التصويت الذي جرى في مجلس الأمن منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، وفق مراجعة "العين الإخبارية" لسجل مجلس الأمن:

16 أكتوبر/تشرين الأول 2023

18 أكتوبر/تشرين الأول 2023

25 أكتوبر/تشرين الأول 2023

15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

8 ديسمبر/كانون الأول 2023

22 ديسمبر/كانون الأول 2023

20 فبراير/شباط 2024

22 مارس/آذار 2024

25 مارس/آذار 2024

10 يونيو/حزيران 2024

20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024

ومن بين هذه القرارات مرت 3، وسقطت 9، من بينها 6 بسبب الفيتو الأمريكي، و2 بسبب الفيتو الروسي الصيني، وقرار واحد عارضته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ولكن حتى القرارات التي تم قبولها لم تتحدث عن وقف إطلاق نار كامل، وإنما أقرت وقفا إنسانيا أو مشروطا بموافقة إسرائيل وحماس.

الاهتمام بالتطورات في لبنان
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هيمنت تطورات الحرب في غزة على أجندة الاهتمام الدولي والشعبي العالمي، لكن هذا الاهتمام بدأ ينخفض في منتصف عام 2024 إثر التطورات في لبنان، التي خطفت أنظار العالم، إثر الضربات غير المسبوقة التي وجهها الجيش الإسرائيلي لحزب الله، بما فيها هجمات أجهزة النداء الـ"بيجر" ومقتل قادة الحزب بمن فيهم أمينه العام حسن نصر الله.

وسحب لبنان البساط أكثر من قطاع غزة مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية برية في جنوب لبنان في 30 سبتمبر/أيلول 2024 ولاحقا مع متابعة مجريات مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، وصولا إلى دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني ومتابعة تنفيذه.

وفي ذروة هذه التطورات شرعت إسرائيل بتطبيق واحدة من أخطر الخطط العسكرية في شمال قطاع غزة والقاضية بفصله عن باقي أنحاء القطاع، وهو ما عُرف بـ"خطة الجنرالات"، وإن كان الجيش الإسرائيلي لم يقر تنفيذها رسميا.

وشرع الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024 بإجبار عشرات آلاف الفلسطينيين في شمال قطاع غزة على النزوح إلى جنوب ووسط القطاع تحت وطأة هجمات جوية ومدفعية وتوغلات إسرائيلية في المنطقة.

ومنع الجيش الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع ما دفع المؤسسات الأممية والدولية إلى الإعلان عن حالة مجاعة في عدة مناطق بالقطاع.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وخلال ذات الفترة انشغل العالم بتطورات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسادت توقعات بأن الفائز فيها سيحدد مصير الحرب، إلى أن خفتت الآمال بوقفها قريبا في ضوء المواقف الإسرائيلية الرسمية عقب نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات.

وبات العالم يربط موعد نهاية الحرب بما سيقرره سيد البيت الأبيض القادم في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

تراجع المظاهرات في العالم
ولوحظ أن المظاهرات الداعية لوقف الحرب على غزة قد تراجعت بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب في لبنان.

وبعد أن كانت المظاهرات تعم العديد من العواصم الغربية في العالم، خاصة نهاية كل أسبوع، فإنها باتت معدودة في الأشهر الماضية.

التطورات في سوريا
وما أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ حتى توجهت أنظار العالم إلى سوريا، لا سيما مع السقوط السريع لنظام بشار الأسد.

وتركز الاهتمام العالمي منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري على التطورات في سوريا ومصير البلاد في مرحلتها الجديدة.

وباتت الحرب على غزة في أولوية ثانية مع الانشغال بما يجري في سوريا.

حماس تحاول لفت الأنظار
وبدا أن حركة حماس تحاول لفت الأنظار إلى غزة من خلال إطلاق صواريخ من القطاع، ولكن بعد زخم إطلاق المئات من الصواريخ في بداية الحرب فإن قدرات الحركة على هذا الإطلاق تراجعت بشكل متواصل منذ بداية عام 2024.

ووفق معطيات جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، التي حصلت عليها "العين الإخبارية"، فإن عدد الصواريخ التي أطلقت من غزة منذ بداية عام 2024 كانت كما يلي:

يناير/كانون الثاني (357)، فبراير/شباط (165)، مارس/آذار (104)، أبريل/نيسان (113)، مايو/أيار (452)، يونيو/حزيران (205)، يوليو/تموز (216)، أغسطس/آب (116)، سبتمبر/أيلول (26)، أكتوبر/تشرين الأول (76)، نوفمبر/تشرين الثاني (76).

ولكن حتى إطلاق هذه الصواريخ غطى عليه إطلاق الصواريخ من اليمن، لأنه يتركز على منطقة وسط إسرائيل بما فيها تل أبيب، في ساعات ما بعد منتصف الليل.

وجذب إطلاق الحوثيين صاروخا من اليمن على وسط إسرائيل، فجر اليوم السبت، الانتباه أكثر من إطلاق "حماس" صاروخين، عصرا، باتجاه منطقة القدس الغربية.

غير أن الإسرائيليين المؤيدين لنهاية الحرب على غزة يقولون إن وقف الحرب في غزة من شأنه أن يؤدي إلى إيقاف الحوثيين إطلاق صواريخهم على وسط إسرائيل، بما فيها تل أبيب.