المجلس الانتقالي الجنوبي

من الطيران الحربي إلى القيادة السياسية: العميد ناصر السعدي واستشراف مستقبل الجنوب

العميد ناصر أحمد محمد حسين السعدي، طيار حربي سابق وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي

حفظ الصورة
وكالة أنباء حضرموت

العميد ناصر أحمد محمد حسين السعدي، طيار حربي سابق وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، يجسد نموذجًا للنضال الوطني المتميز في مسيرة غنية بالبطولات والتحديات. وُلد السعدي عام 1965 في محافظة أبين ونشأ في مدينة زنجبار، حيث بدأ مشواره التعليمي قبل أن ينتقل إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة الطيران، ويتخصص في قيادة المقاتلة ميج 21.
 

في عام 2015، وخلال اجتياح قوات الحوثيين لمدينة عدن (العاصمة)، كان العميد السعدي في مقدمة صفوف المدافعين، وشارك في معارك شرسة إلى جانب القائد اللواء علي ناصر هادي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الذي استشهد أثناء تلك المعركة البطولية. أصيب العميد السعدي بخمس طلقات نارية في الكتف الأيمن والأيسر، ونجا بأعجوبة بعدما نُقل عبر قارب إلى مستشفى بي بي، ثم إلى منظمة أطباء بلا حدود. ورغم الإصابات والجراح، استمر في معركته، ليضيف فصلاً جديدًا في مسيرة نضالية بدأت منذ مشاركته في حرب 1994 دفاعًا عن الجنوب، مرورًا بدوره في تأسيس الحراك الجنوبي عام 2007، ووصولاً إلى موقعه القيادي اليوم كعضو في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

العميد السعدي يسعى في الهيئة إلى تعزيز العمل المجتمعي عبر التعاون مع منظمات المجتمع المدني والجهات الجنوبية الفاعلة، بهدف تحقيق تكامل بين القيادة السياسية واحتياجات المواطن، ونقل صوته إلى صناع القرار في المجلس الانتقالي.

التحديات متعددة، أبرزها تدمير النسيج الاجتماعي خلال العقود الماضية، إضافة إلى المشكلات الاقتصادية والقبلية. يعمل العميد السعدي بالشراكة مع أبناء الجنوب على مواجهة هذه المشكلات، وإطلاق برامج تنموية تدعم الاستقرار الاجتماعي.

يركز العميد السعدي على إشراك كل القوى الجنوبية في العمل المجتمعي، وخاصة الشباب والنساء، الذين يمثلون العمود الفقري للتنمية. لديه مشاريع مستقبلية تعزز دورهم في بناء المجتمع وتحقيق الاستقرار.

الهيئة، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، تبذل جهودًا لدعم الأسر الفقيرة ومواجهة البطالة، رغم الظروف الصعبة. ويؤكد العميد السعدي على مواصلة هذا المسار حتى تجاوز الأزمات الحالية.


يدعو العميد السعدي أبناء الجنوب إلى التلاحم والترابط ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي كسبيل لتحقيق حلم الدولة الجنوبية المستقلة. ويؤكد على أهمية العمل معًا يدًا بيد للوصول إلى مستقبل أفضل.

أثبت العميد ناصر السعدي، من خلال رحلته المليئة بالتضحيات والمواقف البطولية، أنه قائد يتمتع برؤية استشرافية تجمع بين الإرادة والإصرار. ومع قيادته للهيئة المجتمعية، يواصل مسيرته في خدمة الجنوب، مستندًا إلى قيمه الوطنية الراسخة وإيمانه بحتمية تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي.