سجل كاسبر هيولماند يضعه على خارطة الكرة العالمية.

الدنمارك تتابع مسيرتها التاريخية في تصفيات مونديال 2022

كوبنهاغن

واصلت الدنمارك تألقها اللافت هذا العام عندما حجزت بطاقتها إلى نهائيات كأس العالم المقررة في قطر العام المقبل بالعلامة الكاملة في ثماني مباريات، وذلك بعد مشوارها الرائع في كأس أوروبا الأخيرة هذا الصيف عندما ودّعتها من دور الأربعة.

وتغلبت الدنمارك على ضيفتها النمسا 1 - 0 واحتفلت مع جماهيرها التي ملأت جنبات ملعب باركن في كوبنهاغن عن آخرها، بلحاقها بألمانيا إلى العرس العالمي.

وتدين الدنمارك بهذا الفوز إلى لاعب أتالانتا الإيطالي يواكيم مايهلي الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الـ53، ليحقق منتخب الـ”فايكينغز” العلامة الكاملة بـ24 نقطة من ثمانية انتصارات.

وسبق للدنمارك أن فازت على النمسا على أرضها برباعية نظيفة ضمن منافسات الجولة الثالثة. ويحافظ رجال المدرب كاسبر هيولماند على مستوى رائع ومستقر منذ وصولهم إلى نصف نهائي بطولة كأس أوروبا 2020 في يوليو الماضي عندما خسروا في الوقت الإضافي أمام إنجلترا. ومذاك فازوا بالمباريات الأربع التي خاضوها في التصفيات. ومنتخب الدنمارك هو الوحيد الذي فاز بكل مبارياته الثماني في التصفيات مع تسجيله 27 هدفا، وشباك نظيفة.

ومع ضمانه التأهل، تبقى مساعي أسكتلندا للحفاظ على مركزها الثاني، بعدما عززته الثلاثاء بفوزها الصعب على جزر الفارو 1 - 0.

وبهذا الهدف الذي سجله ليندون دايكس في الدقيقة الـ86، رفعت أسكتلندا رصيدها إلى 17 نقطة. وبالتالي، باتت كل من النمسا الرابعة مع 10 نقاط، والفارو الخامسة مع أربع نقاط، ومولدافيا الأخيرة مع نقطة، خارج المنافسة.وكشفت صحيفة “بوليتيكن” اليومية أن “العام شبه المثالي للمنتخب الوطني شهد نهاية مثالية تقريبا”، مضيفة أن “الأفضل من ذلك أن القائد المدافع سيمون كاير وزملاءه أكدوا من الآن أنهم جاهزون لكأس العالم مبكرا أكثر من أي وقت مضى”. وعمت الفرحة في جميع أنحاء المملكة الأسكندنافية الصغيرة بدءا من رئيسة الحكومة ميتي فريديريكسن التي أبدت حماسها على إنستغرام.

وهنأت منتخب بلادها بتغريدة “أحسنتم!”، مرفقة بصورة لها ووزيرة الرياضة وهما ترتديان الزي الأحمر. وقال المعلّق في القناة العامة “دي.آر” أندرياس كراول “يبدو الأمر كما لو أن الدنمارك ومنتخبها الوطني قد وقعا في الحبّ مرة أخرى”. وأضافت صحيفة “بوليتيكن” أن الدنمارك التي كانت مرشحة للفوز أمام النمسا عانت في الشوط الأول قبل أن يسجّل لها مدافع أتالانتا الإيطالي يواكيم ميهيلي هدف الفوز، مشيرة إلى أن منتخب بلادها عاش “مرة أخرى لحظة سحرية في عام ساحر من كرة القدم”.

خلال نهائيات كأس أوروبا الأخيرة التي أقيمت في 12 ملعبا بينها “باركن” في كوبنهاغن، أثار المنتخب الأحمر والأبيض إعجاب عالم كرة القدم بتماسكه، بعد السكتة القلبية التي تعرّض لها صانع ألعابه ونجمه الأوّل كريستيان إريكسن في العاصمة قبل نهاية الشوط الأول من مباراته الأولى في النهائيات ضد فنلندا.

لم ينس لاعبو المنتخب الدنماركي زميلهم إريكسن الثلاثاء وأهدوه الفوز والتأهل. بالنسبة إلى المعلق كراول “كان من الواضح أن الحادث كان مؤسسيا للمجموعة التي أصبحت أكثر من مجرد فريق”.

وأضاف “لقد جعلهم يكبرون”. وبعد الهلع الكبير الذي تسبب فيه إريكسن، تجاوز المنتخب الدنماركي الصدمة والخسارة أمام فنلندا وحقق انتصارات تلو أخرى ليبلغ الدور نصف النهائي لكأس أوروبا قبل أن يخسر بصعوبة 1 – 2 بعد التمديد أمام إنجلترا التي كانت مرشحة بقوة أمام جمهورها في ويمبلي، وبركلة جزاء مثيرة للجدل.

وقال ميهيلي إن اللقاء ضد النمسا كان “من أفضل أمسيات باركن منذ وقت طويل. إنه أمسية رائعة”. أما حارس مرمى ليستر سيتي الإنجليزي كاسبر شمايكل ابن أسطورة الدنمارك بيتر الذي توج معها بلقب كأس أوروبا عام 1992، فقال “لقد فعلنا شيئا رائعا معا”. وفرض الدنماركيون أنفسهم بقوة في المجموعة السادسة، ففضلا عن العلامة الكاملة في ثماني مباريات، سجلوا 27 هدفا ولم يستقبلوا أي هدف! حتى أن هذا المنتخب دخل تاريخ كرة القدم الدنماركية بتسجيله 42 هدفا في عام 2021، قبل آخر مباراتين في نوفمبر، محطما رقما قياسيا يعود تاريخه إلى ما يقرب من 60 عاما (تم تسجيل 32 هدفا في عام 1962).

وشاركت الدنمارك خمس مرات في كأس العالم، وكانت الأفضل لها عام 1998 عندما بلغت ربع النهائي، فيما خرجت من دور الـ16 في نسخة 2018 الأخيرة. وقال القائد كاير الذي اختير للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية بين المرشحين لجائزة الكرة الذهبية، إن “هذه الأرقام تمنحنا الطموح. آخر مرة كنا في نصف النهائي (كأس أوروبا). أريد المزيد، نريد المزيد. الآن، سنلعب كأس العالم ونريد المزيد”.

وأشاد كراول بأبطال منتخب بلاده الذين لم يراهن أحد عليهم قبل ستة أشهر، قائلا “يلعبون كرة قدم تروق للدنمارك وللخارج والتي هي بالإضافة إلى ذلك ممتعة للمشاهدة”.

حتى أن صحيفة “بيلد” الألمانية أطلقت عليهم لقب “منتخب العام”، لكن المدرب هيولماند بدا متواضعا بقوله “إن الأمر يستحق العناء هناك الكثير من الأشخاص الذين لهم دور في هذا النجاح”.