روائيون عرب: وسائل التواصل الاجتماعي أثرت في الرواية العربية وعلى وزارات الثقافة التدخل

وكالة أنباء حضرموت

تتواصل فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان كتارا للرواية العربية إلى غاية 20 أكتوبر الجاري، بعقد ندوات ولقاءات نقدية وجلسات حوارية وورش عمل شاركت فيها نخبة من المهتمين بالرواية والأدب، إلى جانب معرض كتارا للكتاب.

وضمن فعاليات المهرجان ناقشت ندوة حول الرواية العربية وشبكات التواصل الاجتماعي العلاقة بين الإبداع الروائي العربي المعاصر ووسائط التواصل الاجتماعي ومنصاته ودرجة التأثير والتأثر بينهما، وكيفية تقديم الكاتب الروائي نفسه لجمهور هذه الوسائط.

وتطرقت الندوة، التي أدارتها الإعلامية آلاء كراجة، إلى موضوع العلاقة بين الكاتب والقارئ ودور النشر، وانعكاس وسائط التواصل الاجتماعي في البناء الروائي، إلى جانب موضوع الذكاء الاصطناعي وأثره في صناعة الرواية، ودور النقد الأدبي في تقويم الإنتاج الروائي وتقييمه.

وأكد الروائي فيصل الأنصاري، الحائز على جائزة كتارا للرواية العربية عام 2021 فئة اليافعين، خلال الندوة أن تكنولوجيا الاتصال المعاصرة صنعت واقعا حيويا ومتجددا، وأن شبكات التواصل أثرت في واقع الاقتصاد والسياسة والأعمال والحياة الاجتماعية، ووفرت للكتاب والقراء فرصا جديدة للتواصل لم تكن موجودة قبلها، كما حققت نقلة نوعية في العلاقة بين الروائيين وقرائهم، داعيا إلى التعامل مع هذه العلاقة بشجاعة وبطريقة منطقية.

◙ تكنولوجيا الاتصال المعاصرة صنعت واقعا حيويا ومتجددا ووفرت للكتاب والقراء فرصا جديدة للتواصل

وحول نوعية المحتوى الذي يقدمه الروائي على وسائط التواصل الاجتماعي أوضح أن الأمر يتوقف على نوع الرسالة التي يقدمها الكاتب في إنتاجه، مشيرا إلى دور وزارات الثقافة بالوطن العربي في رعاية الكتاب وحمايتهم من الخضوع لمنطق العرض والطلب في هذه الوسائط الاجتماعية.

وتطرق إلى واقع صناعة الكتاب وعلاقة دور النشر بالكاتب من حيث الحقوق المادية، واضطرار دور النشر إلى الخضوع لمبدأ العرض والطلب تحت ضغط الأعباء المادية للنشر، كما طالب بضرورة مواكبة الكاتب للمجتمع للتعرف على اللغة التي تصل إلى أفئدة الناس وعقولهم والهموم التي تشغلهم، وارتفاع حسه لرصد المسكوت عنه في المجتمع والسياسة وتجاوز المرئي إلى غير المرئي.

من جانبها ألقت الروائية والإعلامية أسيل سامي الضوء على جانب من تجربتها الروائية وعلاقتها مع وسائط التواصل الاجتماعي، مؤكدة ضرورة توطيد العلاقة بين الروائيين وهذه الشبكات، وتجاوز التحفظ في التواصل بين هذين العالمين، حيث تقتصر هذه الوسائط على المشاهير والمؤثرين والنجوم.

ودعت إلى ضرورة تفاعل الروائيين مع هذه الوسائط لأنها وسيلة بارزة لإيصال أفكارهم إلى الآخرين، موضحة أن العبرة تكمن في المحتوى الذي يريد الكاتب نشره، وكيفية تقديم نفسه للجمهور والمتابعين، كما لفتت إلى الطبيعة الخاصة للاستجابة للمنشورات على هذه الوسائط من خلال “الإعجاب” لأن المتابعين في الغالب هم من أصدقاء الكاتب أو المقربين إليه، ولذلك يحرصون على مجاملته.

وحول انعكاس أثر شبكات التواصل الاجتماعي على الروائيين أشارت إلى نماذج من الكتّاب الذين يستخدمون لغة هذه الوسائط ومصطلحاتها في أعمالهم السردية في إطار رغبتهم في مخاطبة الجيل المعاصر بأسلوب ولغة عصره.

وشهدت فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان كتارا للرواية العربية عقد ورشة عمل تحت عنوان “روايات الفتيان والفن التشكيلي”، والتي تم تخصيصها للبنين والبنات من الفئة العمرية بين 12 و15 عاما، حيث تستمر الورشة على مدى خمسة أيام وتهدف إلى تلخيص الرواية ومحاكاتها بالرسم.