الشارع هو الفيصل
الانتقالي الجنوبي يحشد لمليونية الهوية ردا على "الحملة الشمالية" على حضرموت
من المقرر أن تكون مدينة سيئون عاصمة منطقة الوادي مركزا للتظاهرة المرتقبة.
تستعد قوى جنوبية متبنيّة لمشروع استعادة دولة الجنوب المستقلة على رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي لشنّ حملة مضادة لما تسميّه تلك القوى هجمة سياسية شمالية يقودها الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين بهدف السيطرة على محافظة حضرموت الغنية بالموارد الطبيعية وذات الموقع الاستراتيجي وإخراجها من حسابات الدولة المنشودة.
وبدأ المجلس بالحشد لتظاهرات شعبية في المحافظة أطلق عليها تسمية “مليونية الهوية” وتقرّر أن تجري في الرابع عشر من أكتوبر في ذكرى الثورة على الاحتلال البريطاني.
وأصبحت الأوضاع في حضرموت موضع انشغال المجلس الانتقالي بسبب تعدّد الجهات التي تقدّم نفسها ممثلة لأبناء المحافظة وقائدة للحراك الاحتجاجي دفاعا عن مصالحهم، وخصوصا بسبب رعاية المملكة العربية السعودية بالتعاون مع السلطة الشرعية اليمنية لتأسيس هيكل حضرمي جديد تحت مسمى مجلس حضرموت الوطني تقول جهات مقرّبة من الانتقالي إنّ الإخوان المسلمين ممثلين بحزب التجمّع اليمني للإصلاح مسيطرين على أبرز مناصبه القيادية.
وقال سعيد المحمدي رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت “إنّ مليونية الهوية الجنوبية تأتي للتأكيد على مطالب حضرموت، وفي مقدمتها تحرير واديها من القوات الإخوانية، وإحلال قوات النخبة الحضرمية على جميع ترابها”.
وتسيطر قوات الانتقالي الجنوبي بشكل رئيسي على منطقة ساحل حضرموت حيث تقع مدينة المكلاّ مركز المحافظة، بينما تسيطر قوات الشرعية التي يضطلع كبار الضباط التابعين لحزب الإصلاح بدور بارز في قيادتها على منطقة الوادي.
وعلى هذه الخلفية تقرّر أن تكون مدينة سيئون عاصمة منطقة الوادي مركزا للتظاهرة المرتقبة.
وتحدّث المحمدي خلال لقاء انعقد بالمكلا عن الأوضاع والمستجدات السياسية في حضرموت والظروف التي دعت إلى إقامة المليونية في ظروف وصفها بالصعبة مشدّدا على عامل السلمية في التظاهرة المرتقبة.
وقال محمد محسن الكثيري المدير التنظيمي للهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي بوادي وصحراء حضرموت، إن الحشود الغفيرة التي ستجتمع في ساحة المليونية في سيئون ستكتب صفحات جديدة من تاريخ الجنوب، مؤكدا أن هذا التجمع يهدف لترسيخ الهوية الجنوبية وإبراز ممثليها الحقيقيين.
وحرص في تصريحات صحافية على توضيح أن “المليونية ليست مجرد تجمع بل هي رسالة واضحة ومؤثرة تعبر عن إرادة أهل حضرموت وكل أبناء الجنوب”، كما أعاد التذكير بالمشروع الأصلي للانتقالي الجنوبي قائلا “عندما تنطق حضرموت تتجلى الحقيقة ويكون الجنوب هو هويتنا. وهويتنا تتجه نحو الفيدرالية والاستقلال”.
ويُعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي شريكا رئيسيا للشرعية اليمنية وهو ممثل داخل مجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشاد العليمي بشخص رئيسه عيدروس الزبيدي.
ورغم الخلافات التي تطرأ على علاقات الطرفين بين حين وآخر إلاّ أن المجلس يبدي استعدادا للحفاظ على تلك الشراكة داعيا في نفس الوقت قيادة الشرعية والأطراف الشريكة لها إلى احترام مشروعه في استعادة دولة الجنوب ومراعاة ذلك في أي ترتيبات قد تتم مستقبلا لإنهاء الصراع في اليمن سلميا.
وعلى هذا الأساس نفى مدير إدارة الإعلام والثقافة بالهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، أمجد يسلم صبيح “ما تردده بعض التقارير حول محاولة المجلس الانتقالي الجنوبي استغلال الأزمة في حضرموت للسيطرة على المحافظة وإقصاء الشرعية”، واصفا بذلك بـ”الادعاءات البعيدة كل البعد عن الحقيقة”.
ونقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية قوله “الانتقالي الجنوبي لا يسعى إلى السيطرة بقدر ما يسعى لتحقيق إرادة أبناء حضرموت، التي تم التعبير عنها في العديد من المناسبات، بما في ذلك ما يتم التجهيز له حاليا من مليونيات الهوية الجنوبية، التي أكدت مرارا وتكرارا على أن حضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب، وأن أبناء حضرموت يطالبون بالتحرر من القوات اليمنية المحتلة وإدارة شؤونهم بأنفسهم ضمن إطار دولة الجنوب الفيدرالية”.
وأضاف صبيح “المجلس الانتقالي يمثّل إرادة شعبية واسعة في الجنوب، وهو ليس جهة تسعى لإقصاء أحد، بل يسعى إلى تمكين أبناء حضرموت من استعادة حقوقهم المشروعة والعيش في ظل دولة جنوبية تضمن لهم الحرية والسيادة”.
واعتبر أن ما آلت إليه “الأوضاع في حضرموت وخصوصا في الوادي والصحراء نتيجة لسياسات الإقصاء والتهميش التي مارستها قوى الشرعية اليمنية منذ عقود”، مضيفا “المجلس الانتقالي يعمل على إنهاء هذا الوضع، من خلال دعم مطالب أبناء حضرموت المشروعة وليس من خلال استغلال الأزمة أو فرض السيطرة”.
وتطرق إلى مليونية الهوية قائلا إنّ هدفها “إعادة التأكيد على الهوية الجنوبية لأبناء حضرموت ودورها الحيوي في تعزيز وحدة الجنوب في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها قضيّته”، مشيرا إلى أنّ “المليونية تأتي في ظرف استثنائي تشهده حضرموت حيث تتزايد التحديات السياسية والأمنية، مما يجعل من وحدة الصف الحضرمي والجنوبي ضرورة لا غنى عنها”.