الغضب الأوروبي يفشل في تحصين «يونيفيل».. ضربات جديدة في لبنان

وكالة أنباء حضرموت

في تصعيد هو الثاني من نوعه خلال يومين وقع انفجار قرب موقع للقوة الأممية في لبنان "يونيفيل"، وصدمت جرافة إسرائيلية حواجزها.

وأعلنت القوة الأممية، اليوم الجمعة، وقوع انفجار في مقرها بمنطقة الناقورة جنوبي لبنان، للمرة الثانية خلال الساعات الـ48 الماضية، ما تسبب في إصابة جنديين من قوات حفظ السلام.

كما أشار بيان القوة الأممية التي تضم نحو 10 آلاف جندي إلى سقوط عدد من الحواجز في موقع 1-31، القريب من الخط الأزرق في بلدة اللبونة، بعدما صدمت جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي محيط المكان.

وفي تعليق فوري قال الجيش الإسرائيلي بأن الاستهداف تم "عن غير قصد" في أثناء القتال مع حزب الله، وأنه يجري حاليا مراجعة شاملة للأمر.

وأثار استهداف مواقع اليونيفيل أمس الخميس غضبا غربيا، عبرت عنه فرنسا وإيطاليا وإسبانيا إلى جانب الأمم المتحدة لكن على ما يبدو لم يفلح الغضب الأوروبي في تحصين مواقع القوة التي تطالب إسرائيل بإعادة تموضعها.

قوة رد سريع
وتعاملت القوات الأممية على الفور مع الأمر، حيث جرى نشر قوة رد سريع للمساعدة وتقديم الدعم، وشددت القوة الأممية في بيانها على "ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها".

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة أعلنت الخارجية اللبنانية أن هجوما إسرائيليا جديدا استهدف مقر الكتيبة السريلانكية في قوات «يونيفيل»، أسفر عن سقوط جرحى غداة هجوم مماثل أدى لإصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح وأثار تنديدا دوليا.

وتأتي هذه الانفجارات غداة تأكيدات القوة الأممية، الخميس، أن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.

ودعت القوة الأممية إلى وقف التصعيد الحاد الذي بدأ اعتبارا من 23 سبتمبر/أيلول بين إسرائيل وحزب الله، بعد عام من تبادل الطرفين إطلاق النار عبر الحدود.

خطوة فرنسية ضد إسرائيل
وفي غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس بسبب إطلاق النار على بعثة قوات حفظ السلام الأممية "يونيفيل" في جنوب لبنان (في إشارة للحادث الذي وقع أمس الخميس).

ونددت فرنسا بإطلاق "النار المستمر" من الجيش الإسرائيلي على بعثة الأمم المتحدة، قائلة إن ذلك "يشكل انتهاكا للقانون الدولي، ويجب أن يتوقف على الفور".

وكشفت فرنسا الأربعاء عن استضافتها لمؤتمر دولي في باريس لدعم لبنان، وسط تصاعد التوتر الإقليمي، ويهدف المؤتمر لحشد الدعم الدولي وتلبية احتياجات الشعب اللبناني، وحذر وزير الخارجية الفرنسي من تداعيات توسع النزاع، مؤكدا أهمية انتخاب رئيس لوضع لبنان على المسار الصحيح والحفاظ على وحدته واستقراره.

ويجمع المؤتمر المقرر عقده في باريس 24 أكتوبر/تشرين الأول الدول الشريكة للبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني.

كما يهدف إلى تعبئة المجتمع الدولي للاستجابة لحاجات الحماية والإغاثة الطارئة لشعب لبنان، وتحديد سبل دعم المؤسسات اللبنانية، لا سيما القوات المسلحة اللبنانية الضامنة للاستقرار الداخلي في البلاد، حسب الخارجية الفرنسية.

وكانت قد ندّدت الدول الأوروبية المساهمة في القوة الأممية بهذا القصف، الذي حذّرت روما من أنه قد يرقى إلى "جريمة حرب".

ويعتقد مراقبون أنه في حال مضت إسرائيل قدما في استهداف «يونيفيل» بحثا عن عناصر حزب الله فإن الأمور قد تسوء بينها وبين دول القارة العجوز المساهمة بالقوات.

غوتيريش يندد بالاستهداف
ومن جهته، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إسرائيل على عدم تكرار إطلاق النار على قوة اليونيفيل، مشدّدا أن ذلك "غير مقبول".

وكان مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون طالب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) بالتحرك شمالا بضع كيلومترات.

وأضاف محذرا أنه «إذا كان حزب الله يختبئ بالقرب من قواعد يونيفيل فسنعمل في كل مكان لتحييد التهديد»، في إشارة ضمنية إلى أنه لا شيء سيحول دون وصول تل أبيب لعناصر الحزب حتى في حال اختبائهم في مواقع أممية.