مواقف النظام الحاكم في إيران
نظرة على مواقف النظام الحاكم في إيران من حرب غزة
يحاول النظام الحاكم في إيران أن ينأى بنفسه عن حرب غزة عن طريق الخداع ونشر الأخبار الكاذبة من جهة، حتى لا يتضرر من تبعات هذه الحرب
استغلال قتل ومعاناة الشعب الفلسطيني من جهة ومحاولة الابتعاد عن تبعات هذه الحرب في الوقت نفسه
اعترافات مسؤولي النظام الحاكم في إيران حول دورهم في إشعال الحرب وخططهم للسيطرة على المنطقة
يحاول النظام الحاكم في إيران أن ينأى بنفسه عن حرب غزة عن طريق الخداع ونشر الأخبار الكاذبة من جهة، حتى لا يتضرر من تبعات هذه الحرب، ويبقى أهالي غزة الأبرياء وخاصة النساء والأطفال يتحملون ذلك ويدفعون الثمن، ومن جهة أخرى يبذل قصارى جهده لاستغلال مكاسب هذه الحرب لنفسه.
هدف النظام من هذه الحرب هو التغطية على أزماته الداخلية المستعصية التي أدت إلى انتفاضة عام 2022، ومن ناحية أخرى، توسيع هيمنته وسلطته على المنطقة من أجل الحفاظ على سيادته في طهران.
إن نظرة إلى مواقف مسؤولي النظام تظهر بوضوح دور الملالي في هذه الحرب وخططهم الإجرامية للزحف في المنطقة. وبطبيعة الحال، جزء من هذه الدعاية هو رفع الروح المعنوية لقوات الحرس، التي فقدت معنوياتها خلال انتفاضة 2022 في إيران وعانت من انهيار شديد، لكنها في الوقت نفسه، تظهر خطط الملالي الحاكمين في إيران للترويج للحرب.
وفي كلمة أمام عدد من عناصر النظام في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أشار اللواء سلامي، قائد قوات الحرس، إلى مخططات النظام الإجرامية والغبية للسيطرة على المنطقة، وقال: “… من غزة فلسطين إلى الضفة الغربية وإلى لبنان وإلى سوريا وإلى العراق وإلى اليمن وإلى أفغانستان وإيران، في كل مكان ترى نمطاً وفكراً وفكرة وقضية واحدة. هذه الوحدة هي واحدة من أهم الإنجازات الأساسية التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة. … يمكنكم أن ترون بصمات الباسيج (القوات المليشيات التابعة لقوات الحرس) في شرق البحر الأبيض المتوسط و في شامات للدفاع عن النواميس المسلمين… اليوم النقطة المحورية للتطورات السياسية في هذه المنطقة هي النظام الإيراني…هذه التعبئة لها نطاق ومساحة عالمية… الباسيج في الميدان يغير المعادلات السياسية ويغير أحياناً الخريطة السياسية في العالم… ليس هناك نقطة توقف لهذا التفكير…” (قناة شبكة أخبار النظام –21 نوفمبر).
محسن رضائي، القائد السابق لقوات الحرس والرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام: “في الأيام المقبلة ستفتح جبهات حرب جديدة في غزة / يمكن لليمنيين إرسال 500 ألف مقاتل إلى فلسطين” وكالة أنباء ايرنا نقلا عن قناة الميادين – 20 نوفمبر ).
إن الملالي، الذين يخشون عواقب تحريضهم للحرب في المنطقة ويريدون أن يدفع الشعب الفلسطيني فقط ثمن هذه الحرب بدمائهم وآلامهم، ينكرون باستمرار دورهم.
وقال ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في لقاء أسبوعي مع الصحفيين: إن جماعات المقاومة في المنطقة لا تعمل تحت إمرة إيران لتلقي الأوامر من إيران، كما أن إيران ليس لديها مجموعات وكيلة في المنطقة لإعطاء الأوامر لهم.” وكالة أنباء فارس التابعة للحرس– 20 نوفمبر).
لكن بعد احتجاز سفينة رهينة جنوب البحر الأحمر من قبل قوات الحوثيين التابعة للنظام الإيراني، قال وزير خارجية النظام الإيراني عبداللهيان: “لا تزال فصائل المقاومة تتمتع بقدرات كامنة”. (رويترز – 20 نوفمبر).
وقال الملا أعرافي ممثل خامنئي في محافظة يزد الإيرانية: “السؤال الثاني هو أن إيران هي المحرض والعامل الرئيسي في إشعال نار الحرب في فلسطين والمنطقة.. إيران تعمل وفق القوانين الدولية وحقوق الإنسان وفي إطار قواعد صارمة وصحيحة متطابقة مع المعاهدات والاتفاقيات، على التحفيز لمواجهة الظلم، ولا نخشى من ذلك”. (قناة يزد– 18 نوفمبر).
وكتبت صحيفة رسالت التابعة لعصابة خامنئي في 16 تشرين الثاني/نوفمبر: “على الرغم من كل جرائم الكيان الصهيوني وآلاف الشهداء الفلسطينيين، هل كان الأمر يستحق ذلك؟” مائة بالمائة…من خلال وضع نفسها في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تأمل إيران أن تكون قادرة على كسب موقع القيادة العالمية والتفوق الأخلاقي. بالنسبة لطهران، تأتي حرب إسرائيل في غزة في لحظة مناسبة… وإلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي ذي مصداقية، ستلعب إيران دورا فريدا في القضية الفلسطينية”.
وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر، كتبت صحيفة “سياست روز” التابعة لعصابة خامنئي: “إيران الإسلامية تتولى ريادة حركة المقاومة، ورغم أن فصائل المقاومة تتصرف بشكل مستقل في التعامل مع الكيان الصهيوني واتخاذ القرار بالقتال ضدها، ، لكنهم منسجمون مع سياسات إيران وإيران تدعم أفعالهم أيضا…”
وكتبت صحيفة تابعة للنظام تدعى “اعتماد” في 15 تشرين الثاني/نوفمبر: “تمكنت إيران، باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، من التصرف بطريقة جعلت دور إيران كلاعب جديد في التطورات الإقليمية مقبولاً من قبل الحكومات الكبرى”.
تغريدة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في 22 تشرين الثاني/نوفمبر: “اليوم في بيروت، خلال اجتماع مع مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، أُطلعت على آخر التطورات في غزة والضفة الغربية والمزيد من التفاصيل حول وقف إطلاق النار الإنساني والسيناريوهات المستقبلية. “
حسن نوروزي نائب رئيس اللجنة القانونية والقضائية في برلمان النظام: جبهة جديدة ستفتح حتماً ضد إسرائيل
هذا الموضوع سيحدث قريباً وهو أمر مؤكد، لكن لا أستطيع أن أقول التفاصيل. (موقع “رويداد 24” في 22 نوفمبر).
أهداف النظام الحالية من التحريض على الحرب في المنطقة
وقال أمير حسين أميرعبد اللهيان وزير خارجية النظام في مقابلة مباشرة على قناة النظام في 17 تشرين الأول: “…كل جهودنا هي ضمان الأمن القومي للبلاد وأمن المنطقة، وكل الإجراءات تتم في هذا الإطار.. بالنسبة لنا فرصة ليتوقف الصهاينة داخل بيوتهم”.
مخططات النظام:
كتب موقع الدبلوماسية الإيرانية التابع للنظام في 26 تشرين الثاني/نوفمبر: “يجب على جمهورية إيران الإسلامية، باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة… أن تسعى إلى ممارسة النفوذ والضغط على الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي. وتشجيعهم على اللعب على الأرضية المشتركة. في الوضع الحالي، أدى التحريض القوي للرأي العام العالمي ضد أعمال إسرائيل المعادية للإنسانية في غزة إلى خلق بيئة مناسبة لإيران للعمل في هذا المجال”.
بعض تصرفات النظام قبل بدء إثارة الحرب في المنطقة:
وفي 20 حزيران (يونيو)، نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن خبير النظام في شؤون غرب آسيا يدعى هاني زاده وكتب: «سنشهد في المستقبل مواجهة جدية ومشتركة (حرب) بين فصائل المقاومة مع الكيان الصهيوني، وفي الواقع سيتم إنشاء جبهة واسعة في المنطقة ضد الكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد، أقام إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس، فعالية لحل الخلافات والتنسيق بين المجموعات التابعة للنظام في المنطقة، وكان لها هدفان:
أولاً، حل بعض الخلافات الميدانية والسياسية ووضع استراتيجية واحدة لمواجهة العدوان الصهيوني
ثانياً، تشكيل غرفة حرب وجبهة مشتركة من سوريا والعراق ولبنان والأراضي المحتلة ضد عدوان الكيان الصهيوني».
نظام الملالي الغارق في أزمات داخلية وغير قادر على حل أي من أزمات إيران الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كثف القمع والإعدام داخل إيران خوفا من الإطاحة به في نفس الوقت الذي يروج فيه للحرب في المنطقة.
وفي شهر آبان الإيراني وحده، من 23 أكتوبر/تشرين الأول إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني، أعدمت السلطة القضائية في نظام خامنئي ما لا يقل عن 106 سجناء. وكثف الحرس والقوى القمعية الأخرى التابعة للنظام أجواء الخنق والقمع في كافة محافظات البلاد. وفي الواقع فإن الحرب الحقيقية التي يخوضها النظام تدور داخل إيران.
وعلى حساب فقر وجوع الشعب الإيراني، ينفق النظام مليارات الدولارات لتعزيز قواته القمعية في مختلف محافظات إيران. و قال قائد قوة الشرطة في محافظة سيستان وبلوشستان، حيث يعيش البلوش والسنة، هذا الأسبوع: “سيتم تجهيز وحدات الشرطة في مقاطعة سيستان وبلوشستان بناقلات أفراد ومركبات مدرعة”.
إلا أن شباب الانتفاضة ووحدات المقاومة في إيران، الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في الانتفاضة الإيرانية 2022، كثفوا أنشطتهم الخارقة لأجواء القمع لإشعال انتفاضة جديدة، ويهاجمون مراكز القمع والنهب التابعة للنظام، رغم القمع الشديد والواسع النطاق. . أجرت هذه الوحدات والشباب 640 ممارسة وعملية خارقة للقمع في 83 مدينة إيرانية فقط بين 13 و 18 نوفمبر.