تقرير: سمعة فيسبوك تقترب من "نقطة اللاعودة" والمشكلة في زوكربيرغ

واشنطن

قال تقرير صحفي بريطاني، اليوم الجمعة، إن سمعة عملاق التواصل الاجتماعي ”فيسبوك“ تقترب من ”نقطة اللاعودة“، مشيرا إلى أن مشكلة الشبكة تكمن في قيادتها.

واعتبر التقرير الذي نشرته مجلة ”الإيكونوميست“، أن الكارثة التي أصابت ”فيسبوك“، في الرابع من الشهر الجاري، عندما توقف والتطبيقات الشقيقة عن العمل لمدة 6 ساعات، تعتبر ”إحدى اللحظات الأقل إحراجًا خلال الأسبوع الماضي، بالمقارنة مع ما تعرضت له الشبكة من نكسات“.

”كبح جماح فيسبوك“

وذكرت المجلة أن ”جزءًا من الازدراء الذي تراكم على فيسبوك غير متماسك. فالسياسيون غاضبون ولكنهم يبدون حتى الآن غير قادرين على تنسيق الإصلاح لكبح جماح الشبكة“.

وأضافت أن ”المستثمرين استمروا في شراء الأسهم، بغض النظر عن العناوين السيئة. ومع ذلك، يجب ألا يشعر فيسبوك بالراحة من هذا، لأن الغضب الأعمى الذي انفلت عنانه يُظهر أن مشاكل سمعة هذه الشبكة قد خرجت عن السيطرة“.

ووصفت المجلة البريطانية بعض الانتقادات التي طالت ”فيسبوك“، الأسبوع الماضي، بأنها ”متحيزة“.

وتابعت: ”سلطت التقارير الضوء على الأبحاث الداخلية التي تظهر أن تطبيق انستغرام، الذي يقوم على مشاركة الصور يجعل واحدًا من كل خمسة مراهقين أمريكيين يشعر بعدم الرضا عن نفسه“.

”لكن هذه التقارير أولت اهتمامًا أقل للنتيجة التي تفيد بأن انستغرام ترفع إلى الضعف، نسبة عدد الأشخاص الذين يشعرون بتحسن رضاهم تجاه أنفسهم“.

ورأت ”الإيكونوميست“ أن ”منتقدي فيسبوك محقون في وجوب أن يكون أكثر انفتاحًا. لكن الشركة مُحقة جزئيا، وهي تقول إن رد الفعل الهستيري على هذه النتائج غير المفاجئة سيقود الشركات إلى استنتاج أنه من الأكثر أمانًا عدم إجراء مثل هذه الأبحاث على الإطلاق“.

ولاحظت المجلة في تقريرها أن ”الشكاوى الأخرى على فيسبوك هي في الحقيقة انتقادات للإنترنت كفضاء اتصالي أوسع“.

واعتبرت أن ”مسألة تنظيم المحتوى المسموم الذي يُقدّم للأطفال هي مشكلة تتجاوز فيسبوك وتشمل يوتيوب وغيره. كذلك هي مشكلة إثارة الاستنفار وكيفية رسم الخط الفاصل بين دعم حرية التعبير وتقليل الضرر“.

وكانت ”فيسبوك“ كررت دعاويها بأن على ”الكونغرس أن يفكر في أمور مثل الحد الأدنى للسن في استخدام مواقع التواصل، بدلا من ترك الأمر للشركات“.

جيل الشباب يغادر فيسبوك

وقال التقرير البريطاني إن القضية الأهم في هذا الشأن والتي لم تحظ بالكثير من الاهتمام، هي مزاعم الموظفة السابقة في فيسبوك فرانسيس هوغن بأن ”الشبكة أخفت الانخفاض الذي حصل في عدد مستخدميها الأمريكيين الشباب“.

وأضاف: ”كشفت هوغن عن توقعات داخلية بأن انخفاض مشاركة المراهقين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض عام في المستخدمين الأمريكيين بنسبة 45٪ خلال العامين المقبلين“.

وكانت في ذلك ”تكرر شكاوى المستثمرين والمعلنين من الافتقار إلى الإفصاح المفتوح، وهو ما تنفيه شركة فيسبوك“، وفق التقرير.

وأشار إلى أن ”زوبعة الغضب على فيسبوك مهمة. فهذه الشبكة تقترب من نقطة اللاعودة للسمعة، وتخاطر بالانضمام إلى صفوف الشركات المنبوذة مثل شركات التبغ الكبرى“.

ولفت إلى أنه ”إذا ترسخت هذه الفكرة، فإن فيسبوك يخاطر بفقدان موظفيه الشباب الليبراليين. وحتى إذا استمر عملاؤه المتقدمون في السن في استخدام الشبكة الاجتماعية، فإن الشبكة لديها طموحات أكبر يمكن إحباطها إذا استمر الرأي العام في التخثر“.

وكانت هوغن أبلغت الكونغرس بما وصفته ”الإيكونوميست“ بأنه ”كل أنواع الشر في الشركة، من الترويج لاضطرابات الأكل إلى تعريض الديمقراطية للخطر“.

وكانت الموظفة السابقة في ذلك تجعل البعض يتساءل عما ”إذا كان العالم سيكون مكانًا أفضل إذا كان انقطاع فيسبوك دائما“.

”المشكلة هي زوكربيرغ“

ويخلص تقرير ”الإيكونوميست“ إلى القول إنه ”لم تعد الحجة العقلانية وحدها كافية لإخراج فيسبوك من حفرته، فيجب على الشركة أن تنظر بجدية إلى صورتها كما أصبحت شائعة“.

وأضافت المجلة: ”صحيح أن مؤسسها القوي للغاية مارك زوكربيرغ، أدلى بتصريح منطقي بعد موجة الغضب هذا الأسبوع، إلا أن هذا التصريح جرى تجاهله أو السخرية منه؛ لأن القناعة باتت تتزايد بأنه هو المشكلة والعائق“.