الاتحاد الأفريقي: لا توجد فرصة كبيرة لإنهاء القتال في إثيوبيا
قائد قوات أورومو يتوقع نهاية "قريبة" لحكومة أبي أحمد
عندما أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد، قبل سنة، الحرب على جبهة تحرير شعب تيغراي، تعهّد بأن تكون سريعة ومحددة الهدف، لكن التطورات على الأرض اليوم تكشف أن الأمور بدأت تنفلت من بين يدي أبي أحمد فيما يؤكد قائد قوات أورومو، المتحالفة مع التيغراي، أن "نهاية حكومة آبي أحمد باتت قريبة جدا مع اقتراب قواته من أديس أبابا".
وقال جال مورو، قائد جيش تحرير أورومو، لوكالة فرانس برس في مقابلة عبر الهاتف إن المقاتلين الموالين للحكومة بدأوا الانشقاق وإن المتمردين أصبحوا قريبين للغاية من النصر. وأضاف جال، واسمه الحقيقي كومسا ديريبا، "ما أنا متأكد منه هو أن الأمر سينتهي قريبا جدا". وأكد "نحن نتحضر من أجل انطلاق آخر وهجوم آخر. الحكومة تحاول فقط كسب الوقت ويحاولون إثارة حرب أهلية في البلد ولهذا يدعون الشعب إلى القتال".
وبعدما أعلنوا نهاية الأسبوع الماضي استعادة مدينتين إستراتيجيتين على مسافة 400 كلم من العاصمة، لم يستبعد مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفاؤهم من جيش تحرير أورومو الزحف نحو أديس أبابا.
وتنفي الحكومة أي تقدّم للمتمردين أو تهديد للعاصمة. إلا أنها أعلنت حال الطوارئ وطلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم أنفسهم للدفاع عن المدينة.
ومع تطور الوضع، وقال الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة إنه لا توجد فرصة كبيرة لإنهاء القتال في إثيوبيا في حين حذرت الأمم المتحدة من أن خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة النطاق "حقيقي للغاية".
وقدم كل من مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو ومنسقة الشوون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو إحاطة لمجلس الأمن الدولي.
وقال أوباسانجو متحدثا من إثيوبيا إنه بحلول نهاية الأسبوع "نأمل في التوصل إلى برنامج يوضح" كيف يمكنهم السماح بوصول المساعدات الإنسانية وانسحاب للقوات يرضي جميع الأطراف. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 400 ألف شخص في منطقة تيجراي بشمال إثيوبيا يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة بعد عام من الحرب.
وأبلغ أوباسانجو مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا قائلا "كل هؤلاء القادة هنا في أديس أبابا وفي الشمال يتفقون على نحو فردي بأن الخلافات بينهم سياسية وتتطلب حلا سياسيا من خلال الحوار". لكن أوباسانجو أكد أن "الفرصة التي لدينا ضئيلة والوقت قصير".
ويقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات إن جبهة تحرير شعب تيغراي لن تخوض أي محادثات لحين رفع القيود المفروضة على وصول المساعدات إلى الإقليم، بينما تشترط الحكومة انسحاب المتمردين من منطقتي عفر وأمهرة قبل أي شيء.
وبحسب جال فإن جبهة أورومو "لا تشكل خطرا" على المدنيين العاديين لكن يجب "إزالة" أبي أحمد وحزبه "الازدهار" بشكل كامل لبدء المصالحة.
وأعلنت تسع جماعات إثيوبية بينها جبهة تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير أورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة الفدرالية برئاسة أبي أحمد.
وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لحوالى ثلاثين عاما، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت النظام العسكري الماركسي المتمثل بـ"المجلس العسكري الإداري الموقت" في 1991. وأزاح أبي أحمد الذي عُيّن رئيسا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.
وبعد خلافات استمرّت أشهرا، أرسل أبي أحمد الجيش إلى تيغراي في نوفمبر 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتّهمها بمهاجمة قواعد للجيش الفدرالي. وأعلن انتصاره في 28 نوفمبر. لكن في يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.