الرئيس التونسي يرفض محاولات التهويل بشان النفق
سعيد يكشف عن تدبير إجرامي وراء حفر نفق قرب مقر السفير الفرنسي
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد الأربعاء خلال استقباله وزير الداخلية توفيق شرف الدين في قصر قرطاج،وذلك إثر معاينته الليلة الماضية لوجود نفق تم حفره في منزل بجهة المرسى، بالقرب من إقامة السفير الفرنسي هناك، أن "تونس ستبقى آمنة وقوية بفضل مؤسساتها وتماسك شعبها". مشيرا إلى تدبير إجرامي وراء الحادث.
ووفق شريط فيديو للمقابلة، نشرته رئاسة الجمهورية مساء الاربعاء، قال الرئيس التونسي إنه بالرغم من محاولات التهويل بخصوص النفق المذكور، فإنه "توجد جملة من القرائن تدل على وجود تدبير إجرامي"، مضيفا أن "الجهات الأمنية المختصة ستتولى التوصل إلى الحقيقة، ثم سيتولى القضاء النظر في الأمر"،وفقا لوكالة أنباء تونس أفريقيا.
وتوجه سعيد بالشكر إلى القوات الأمنية على يقظتها، كما طمأن التونسيين والدول التي لها علاقات مع تونس، قائلا "ليطمئن الجميع، فتونس ستبقى آمنة بالرغم من محاولات البعض اليائسة"، وذلك بفضل "قواتها المسلحة العسكرية والأمنية وتلاحم شعبها، رغم الجهات التي تقف وراء الستار"، على حد قوله.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أفادت في وقت سابق اليوم بالعثور على نفق في محيط إقامة السفير الفرنسي بتونس.
وقالت الوزارة، في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، إنه "بناء على معلومات وردت إلى المصالح الأمنية بخصوص وجود نشاط مشبوه بأحد المنازل بضاحية المرسى في محيط إقامة السفير الفرنسي بتونس ... اتضح أن من بين الأشخاص المترددين على المنزل المذكور شخصا معروفا بالتطرف".
وأضافت أنه "على الإثر، تمت مداهمة المنزل بعد التنسيق مع النيابة العمومية واتضح وجود أشغال حفر نفق".
ولفتت إلى أن مصالح الإدارة العامة للحرس الوطني المكلفة بمكافحة الإرهاب تعهدت بإجراء الأبحاث والمعاينات والتساخير الفنية اللازمة بالتنسيق مع النيابة العمومية.
ويتعرض السفير الفرنسي في تونس لانتقادات حادة من قبل أنصار التيار الإسلامي بذريعة دعم باريس للرئيس قيس سعيد بعد اتخاذه الإجراءات الاستثنائية يوم 25 يوليو/تموز الماضي والمتمثلة أساسا في حل الحكومة السابقة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.
وفي اغلب مظاهرات أنصار حركة النهضة والتيار الإسلامي ترفع شعارات تتهم فرنسا وسفيرها بالتدخل في شؤون تونس او بالتورط في دفع الرئيس قيس سعيد لاتخاذ التدابير الاستثنائية.
وهاتف الرئيس التونسي العديد من المرات نظيره الفرنسي امانويل ماكرون بشان التطورات السياسية في تونس وأعلن له في إحدى اتصالاته انه سيجري حوارا وطنيا.
ولوحظ مؤخرا تمكن الأجهزة الأمنية من إحباط العديد من العمليات الإرهابية وتفكيك خلايا تتبع اغلبها لتنظيم داعش الإرهابي.
وشهدت البلاد في السنوات القليلة الماضية تحسنا كبيرا في مواجهة الإرهاب على الرغم من أن تونس تعاني حالة من عدم الاستقرار السياسي منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.