صدمة في السعودية بسبب #متحرشي_اليوم_الوطني

الرياض

أثارت مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وقائع تحرش بمناسبة احتفالات اليوم الوطني الـ91 للسعودية جدلا.

وعلى الرغم من تغليظ القوانين المجرّمة للتحرش في السعودية خلال السنوات الماضية، إلا أن حوادث متفرقة أثارت الرأي العام. وانتشرت عدة هاشتاغات على تويتر تجرم المتحرشين على غرار #متحرشي_اليوم_الوطني.

ومن ضمن الإصلاحات الاجتماعية التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صدر قانون التحرش الذي “يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة مالية لا تزيد على 100 ألف ريال (نحو 30 ألف دولار أميركي)، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل من ارتكب جريمة تحرش”.

وأشارت وزارة الداخلية إلى أن العقوبة سيتم تغليظها لتصل إلى خمس سنوات في السجن، وغرامة مالية تصل إلى 300 ألف ريال (79.978 دولاراً)، في حال تكرار التحرش أو ممارسته بحق فئات معينة تشمل الأطفال وذوي الإعاقة. وسبق أن تعاملت السلطات على نحو حازم مع أشخاص تورطوا في وقائع تحرش أو مضايقات للنساء.

وتحتفل السعودية باليوم الوطني لتوحيد المملكة، في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام. وهذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز برقم 2716، الذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك ابتداءً من يوم الثالث والعشرين من عام
1932.

وبينما جددت وزارة الداخلية نشر نص القانون الجديد في تغريدة بعد حوادث التحرش خلال احتفالات اليوم الوطني، والتي تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي، أيد وزير الداخلية، الأمير عبدالعزيز بن سعود، تغريدة للصحافي سلمان الدوسري وأعاد تغريدها. وغرد سلمان الدوسري:

وكتب إعلامي:

altamimi14@

شباب من #متحرشي_اليوم_الوطني تجمهروا حول سيارة امرأة وضربوا سيارتها وتسلقوها وأصابوها بالرعب حتى اندفعت وتسببت بحوادث مع 4 سيارات! ثم تجد من يقول لا تنشر هذه المقاطع وغض الطرف عنها يجب على الجميع احترام #اليوم_الوطني_السعودي وأن لا يعتقد أن انفلاته فيه مبرر ومغفول عنه.

وقال آخر:

وكتب الإعلامي قاسم الخبراني:

khubrani2030@

البعض يبرر التحرش ويربطه بتصرفات الطرف الآخر، التحرش يبقى تحرشا مهما كان الدافع ويبقى جريمة يحاسب عليها القانون. لا عذر للمتحرش، احترم تحترم وإلا سيكون مصيرك #تم_القبض #احتفالات_ترند_الأخبار.

ونشرت وزارة الداخلية صورا ومقاطع فيديو تظهر القبض على بعض المتحرشين وهو ما قابله سعوديون بالثناء. وكان لافتا انتشار هاشتاغ #متعريات_اليوم_الوطني. ويبدو أن المشاركين في الهاشتاغات حسابات جديدة تندرج ضمن خانة ما يعرف بـ”الذباب الإلكتروني” هدفها تأليب الرأي العام ضد العقوبات وتحميل النساء مسؤولية التحرش بهن لفتح جبهة نقاش ضد القرارات الحكومية.

ويلقي بعض المغردين باللوم في التحرش على الضحية “المتبرجة”، مستحضرين خطاب “الحلوى المغلفة” وهو خطاب لطالما اعتمده المطوعون الذين تجاوزهم قطار التغيير في السعودية. وقال حساب:

ويذكر أنه قبل مدة تصدر هاشتاغ #متحرش_افضحوه الترند على تويتر في السعودية، على خلفية موافقة مجلس الشورى السعودي على “إدراج عقوبة التشهير بحق المتحرش حسب جسامة الجريمة وتأثيرها، على أن يكتسب الحكم الصفة النهائية”.

وقوبل قرار مجلس الشورى السعودي بتأييد واسع على تويتر، ودأب سعوديون على المطالبة بمعاقبة المتحرش بالتشهير به، مؤكدين أن ذلك سيقلص من ظاهرة التحرش في المجتمع، وسيردع من تسول له نفسه ذلك. ويقول مؤيدو إقرار التشريع الجديد، إن التشهير بالمتحرشين سيحد من حوادث التحرش.

وتشهّر السعوديات فعلا بالمتحرشين بهن عبر نشر صورهم على حساباتهن في موقع تويتر، محولات بذلك هواتفهن الذكية إلى سلاح فعال ضد التحرش. وقدمت السعوديات درسا في الإصرار، إذ تغيّرت صورة المرأة السعودية تدريجيا في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام العربي وحتى العالمي لتتحوّل من ربة منزل مطيعة إلى امرأة أكثر استقلالية ضمن رؤية 2030. وأثمرت حملات تويتر الحصول على جزء مهم من حقوقهن.