بلينكن: اتفاق تام مع حلفائنا بشأن إعادة طهران لـ«النووي»

وكالات

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، إن الولايات المتحدة «على اتفاق تام» مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا بشأن إعادة إيران إلى الاتفاق النووي، لكنه أضاف أنه من غير الواضح ما إذا كانت طهران مستعدة للعودة إلى المحادثات «بطريقة مجدية».
وقال بلينكن خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» إن العودة للاتفاق النووي «تعتمد بالفعل على ما إذا كانت إيران جادة بشأن القيام بذلك. جميع دولنا، تعمل بالمناسبة مع روسيا والصين، تؤمن بقوة بأن ذلك سيكون أفضل سبيل للمضي قدماً»، حسب «رويترز».
وجاءت تصريحات بلينكن الأحد، غداة دعوة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا إيران لاستئناف الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، من أجل «تجنُّب تصعيد خطير».
والتقى بايدن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بهدف تنسيق المواقف حول النووي الإيراني. وأوضح زعماء الدول الأربع، التي تأمل في إقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من الدرجة اللازمة لتطوير أسلحة نووية، السبت، أنهم يريدون حلاً تفاوضياً.
وقال بلينكن: «غير أننا لا نعرف بعد ما إذا كانت إيران راغبة في العودة للمشاركة بطريقة مجدية. لكن لو لم تكن كذلك ولن تكون، فعندئذ سنبحث معاً في كل الخيارات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة».
في مقابلة أخرى مع شبكة «سي بي إس» الإخبارية، أشار بلينكن إلى إعلان الإيرانيين استئناف المحادثات نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). وقال: «سنرى ما إذا كانوا سيفعلون ذلك بالفعل...سيكون ذلك مهماً». وقال بلينكن عن اجتماع الرئيس بايدن وحلفائه الغربيين: «نحن في تنسيق وثيق للغاية مع أقرب شركائنا في مواجهة هذا التحدي الذي يمثله برنامج إيران النووي، ونعمل أيضاً مع روسيا والصين، ونعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريق للمضي قدماً لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى المربع الذي كان موجوداً بموجب الاتفاق وخطة العمل الشاملة المشتركة». وأضاف: «نبحث خيارات أخرى إذا لم تكن إيران مستعدة للانخراط بسرعة وبحسن نية، والمضي من حيث توقفنا في يونيو (حزيران) الماضي حينما توقفت المحادثات بسبب تغيير الحكومة في إيران».
قبل ساعات من تصريحات بلينكن، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن قاذفة من طراز «بي - 1 بي لانسر» قامت بدورية جوية «متعددة الأطراف»، لمدة خمس ساعات دون توقف، وحلقت فوق خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس والخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان.
وأفاد البيان بأن المهمة تهدف إلى إيصال رسالة طمأنة واضحة للحلفاء الإقليميين، مشيرة إلى أن القاذفة لا تحمل قدرات نووية، وأوضح مرافقتها من طائرات مقاتلة لعدة دول حليفة، من أبرزها المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر وإسرائيل، فوق ممرات مائية رئيسية في الشرق الأوسط.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية فرانك ماكينزي إن «الاستعداد العسكري لأي طارئ أو مهمة - من الاستجابة للأزمات إلى المناورات متعددة الأطراف إلى الدوريات الجوية ليوم واحد مثل هذه - يعتمد على شراكات موثوقة».
ورداً على سؤال حول الوقت الذي سيتمكن فيه الإيرانيون من تجاوز عتبة القدرات النووية، وما إذا كانت خيارات واشنطن تشمل الخيار العسكري، قال بلينكن: «كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وللأسف إيران تمضي قدماً بقوة في برنامجها، والوقت الذي يستغرقه إنتاج ما يكفي من مواد انشطارية لتصنيع سلاح نووي أصبح أقصر وأقصر، وإذا عدنا إلى الامتثال للاتفاق وعادت إيران فإننا سنستعيد جميع مزايا الاتفاق، وعلى إيران أن تتعلم وتقوم بما يلزم، وسنرى ما إذا كانت إيران جادة».
وكانت شبكة «سي إن إن» قد نقلت عن مصادر أميركية، الجمعة، أن المسؤولين الأميركيين يشكّون بشدة في نية طهران، بشأن التوصل إلى النتائج المطلوبة في إعادة التفاوض بشأن إحياء الاتفاق النووي، مشيرين إلى نقاش مستمر داخل الإدارة حول المضي قدماً في الوضع الحالي، ومدى زيادة الضغط على إيران.