جماعة باكستانية متشددة توقف احتجاجاتها بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة
ألغت جماعة إسلامية باكستانية متشددة مسيرة احتجاجية إلى العاصمة إسلام آباد، أمس، بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة، منهية اشتباكات أسفرت عن مقتل 7 من رجال الشرطة على الأقل وإصابة العشرات من الجانبين على مدى أسبوعين. وبدأت حركة «لبيك باكستان» احتجاجها بالمطالبة بالإفراج عن زعيمها السجين سعد رضوي وطرد السفير الفرنسي بسبب نشر رسوم مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في مجلة فرنسية ساخرة.
وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي، الذي مثّل الحكومة في المفاوضات مع الجماعة، في مؤتمر صحافي: «جرى التوصل إلى اتفاق من أجل تهدئة الوضع». وأكد مفتي منيب الرحمن، المفاوض الرئيسي في حركة «لبيك باكستان»، التوصل إلى اتفاق. وقال إن التفاصيل ستُعلن في مرحلة لاحقة، «لكنكم سترون مظاهر (الاتفاق) العملية قريباً». كما رفض قريشي الخوض في تفاصيل الاتفاق. وكانت باكستان نشرت أول من أمس قوات شبه عسكرية في إقليم البنجاب بوسط البلاد لمواجهة الآلاف من المتطرفين الذين يشاركون في مسيرة إلى العاصمة إسلام آباد تشجب التجديف بحق الله، في تحد لتحذيرات الحكومة. وينزل أعضاء من حركة «لبيك باكستان» اليمينية المتطرفة إلى الشوارع منذ أكثر من أسبوع الآن، في محاولة لإجبار الحكومة على طرد السفير الفرنسي، رداً على رسم للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) العام الماضي في مجلة فرنسية. وقُتل 7 على الأقل من عناصر الشرطة في اشتباكات مع المشاركين في المسيرة الذين بدأوا من مدينة لاهور بشرق البلاد منذ 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال وزير الداخلية، شيخ رشيد أحمد، إنه جرى منح القوات شبه العسكرية صلاحيات شرطة عبر البنجاب جراء المظاهرات. وأعلنت الحكومة أول من أمس حملة إجراءات صارمة ضد الحركة، ولكن التحذير لم يردع المشاركين في المسيرة. وقطع المشاركون في المسيرة نحو مائة كيلومتر؛ سيراً على الأقدام وبالسيارات وبالحافلات والدراجات النارية، وتغلبوا على عراقيل، مثل خنادق وجدران من حاويات الشحن والغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها الشرطة. ونظمت حركة «لبيك باكستان» التي يتبع أفرادها العقيدة البريلوية مظاهرات مميتة احتجاجاً على رسومات مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في فرنسا.
يذكر أن البريلوية مختلفة عن الإسلام الذي تمارسه جماعات مثل «طالبان». فتسمح البريلوية؛ التي تعرف أيضاً بـ«الصوفية»، لأتباعها بالموسيقى والرقص». ورفضت الحكومة طرد السفير، وبدلاً من ذلك حظرت الحركة، في أبريل (نيسان) نيسان الماضي، بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، وأدرجت الحركة على التصنيف نفسه لـ«القاعدة» المحظورة و«طالبان باكستان».