اتخذ من لشبونة مقراً رئيسياً بعد قرابة عقد في فيينا
مبادرات وأدوار مهمة لمركز الملك عبد الله في مجال الحوار ودعم الشباب
أعلن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، نقل مقره الرئيسي من العاصمة النمساوية فيينا إلى العاصمة البرتغالية لشبونة واتخاذها مقراً له.
وجاء نقل المركز الرئيسي «كايسيد» إلى لشبونة عقب مباحثات دبلوماسية لمجلس أطراف الدول المؤسِّسة للمركز والمكون من السعودية والنمسا وإسبانيا والفاتيكان، العضو المؤسس المراقب، ومسؤولين من الحكومة البرتغالية، حيث تم التوقيع على اتفاقية المقر بين المركز وبين الحكومة البرتغالية أمس، في لشبونة، وقّعها عن المركز فيصل بن معمر، الأمين العام للمركز، وعن حكومة البرتغال وزير الخارجية أوغستو سانتوس سيلفا، لينضم إلى 9 منظمات دولية تحضنها لشبونة على أراضيها؛ ما يعزز من مكانتها الدولية في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
فيما أشار فيصل بن معمر إلى استمرار المركز في تفعيل دور القيادات والمؤسسات الدينية والثقافية لمساندة صانعي السياسات وتعزيز دور القيم الدينية والإنسانية وتحقيق العيش السلمي والمواطنة المشتركة ومكافحة كل أشكال الكراهية والتطرف.
وشدد على الدور التاريخي الكبير الذي قام به المركز في العمل منذ تدشينه في فيينا عام 2012، في احتضان الشباب وتعزيز أدوارهم، واستعرض جهود المركز في النهوض بأدوار مهمة وواعدة في مجال نشـر الحوار العالمي من خلال تفعيل جهود القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات.
وأكد أن المركز أسس شبكة واسعة من القيادات الدينية العاملة في أكثر من 60 دولة وتدريب قيادات وتربويين من خلفيات دينية وثقافية متنوعة على تيسير الحوار والاتصال وتعزيز التماسك الاجتماعي؛ وإطلاقه برنامج «كايسيد للزمالة الدولية»، مساهمةً منه في بناء مجتمع متماسك وشبكة تضم 364 خريجاً من 67 بلداً يمثلون 9 أديان رئيسية في العالم، والذين أطلقوا 375 مبادرة في هذا الشأن؛ جنباً إلى جنب تعاونه مع المنظمة العالمية للحركة الكشفية، في إقامة علاقات بين الشباب بوساطة برنامج الحوار من أجل السلام، الذي وصل منسوبوه إلى أكثر من 9 آلاف شاب، مشيراً إلى إطلاق برنامج «وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار» الخاص بالمنطقة العربية، ونجاحه في تدريب أكثر من 700 مشارك من القيادات الشابة، ينتمون لـ12 دولة على مكافحة خطاب الكراهية والتطرف على الإنترنت وتعزيز عملية الاندماج.
وأشار إلى أن أبرز الفعاليات التي أطلقها أو أسهم في إطلاقها المركز مع شركاء النجاح من المنظمات الأممية والدولية ذات العلاقة، خطة عمل القيادات والجهات الفاعلة الدينية لمنع التحريض على العنف والجرائم الوحشية، بمشاورات بين مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية وشبكة صانعي السلام ومجلس الكنائس العالمي، ومنظمة الدين من أجل السلام، ومنظمة «أريجاتو»، وجامعة الأمم المتحدة للسلام، واستغرقت عامين ونصف العام، وأطلقتها الأمم المتحدة عام 2017 بمشاركة أكثر من 100 ممثل من منظمات القيم الدينية وممثلين من أكثر من 35 من الدول الأعضاء.
ونوّه ابن معمر بمشاورات المركز في دوائر صناعة السياسات العالمية خصوصاً مع وكالات الأمم المتحدة التي تعمل على تأمين الحرية الدينية وحماية دور العبادة ومناهضة خطاب الكراهية.
وفي عام 2019؛ أسهم المركز في خُطة العمل لحماية دُور العبادة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، وأوكل مهمة تنفيذها لتحالف الأمم للحضارات.
وقال ابن معمر: «عندما واجه العالم جائحة كورونا، ساهم المركز العالمي للحوار بتوجيه أنشطته وبرامجه لاستنفار جهود المنظمات والقيادات الدينية وأطلق 210 مبادرات في 50 دولة لمعالجة تداعياتها اجتماعياً واقتصادياً ومكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التماسك والتضامن الاجتماعي ومساعدة المحتاجين».
وأضاف أن وراء المهمة التي يقوم المركز على أساسها، فتح آفاق الحوار وتعزيزه بين القيادات الدينية وصانعي السياسات، وكذلك تقريب وجهات نظر وممارسات القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية والثقافية العالمية المختلفة، معتزاً باستضافة السعودية هذه الاجتماعات في عاصمتها الرياض امتداداً لجهودها لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان.