«مصنع دواء» متناهي الصغر يُزرع في الجسم لمحاربة السرطان

سان فرانسيسكو

ابتكر باحثون في الولايات المتحدة تقنية جديدة لعلاج سرطان المبايض والقولون والمستقيم عن طريق زرع مصانع دواء بحجم رأس الدبوس داخل الجسم لحقن جرعات مباشرة للقضاء على الخلايا السرطانية.

وفي إطار التقنية الجديدة، التي ما زالت في طور التجارب على الفئران، يتم زرع «مصانع الأدوية» داخل الجسم لإعطاء جرعات مستمرة من مادة «إنترلوكين 2» وهي مادة طبيعية تنشط خلايا الدم البيضاء لمكافحة الخلايا السرطانية.

ويذكر أن الإنترلوكين 2 هي نوع من السيتوكينات، وهي فئة من البروتينات التي تفرز داخل النظام المناعي للجسم وتستخدم للتعرف على الأمراض والتصدي لها، وقد حصلت هذه المادة على موافقة إدارة الدواء والغذاء الأميركية من أجل استخدامها في علاج السرطان.

ويؤكد فريق الدراسة من جامعة رايس في مدينة هيوستن الأميركية أن مصانع الأدوية متناهية الصغر تأخذ شكل وحجم حبات صغيرة يمكن زرعها داخل الجسم من خلال جراحات بسيطة. وتحتوي كل حبة على خلايا يمكنها إنتاج مادة إنترلوكين مع تغليفها داخل وعاء خارجي لحمايتها.

ونقل الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية عن أوميد فيسيه الباحث في مجال الهندسة الحيوية قوله إن تجربة التقنية الجديدة على البشر سوف تبدأ الخريف المقبل لأن فريقه البحثي ما زال يبحث كيفية وضع برامج علاجية لمساعدة مرضى السرطان بأسرع وقت ممكن، حيث إن الفريق لا يختار سوى المكونات الطبية التي ثبت أنها آمنة على البشر، وثبتت فعالياتها في تجارب عديدة.

وأوضح أن «مصانع الدواء متناهية الصغر» تقوم بإنتاج جرعات الدواء بشكل يومي حتى يتم القضاء على الخلايا السرطانية، مضيفا أنه «بمجرد أن حددنا الجرعة الصحيحة وعدد المصانع التي يتعين زرعها داخل الجسم، نجحنا في القضاء على السرطان في مائة في المائة من الحيوانات التي خضعت للتجربة لعلاج سرطان المبايض وسبعة من كل ثمانية حيوانات مصابة بسرطان القولون والمستقيم».