اخبار الإقليم والعالم
بعد ضغوط الكونغرس.. هل تتدخل إسرائيل لمنع نشر ملفات إبستين؟
مع إقرار مجلس النواب الأمريكي بأغلبية شبه كاملة لصالح نشر الملفات السرية المتعلقة بقضية جيفري إبستين، المدان بارتكاب جرائم جنسية، يتزايد الجدل السياسي والإعلامي حول الجهات التي قد تتضرر من الكشف المرتقب.
فبعد سنوات من محاولات العرقلة عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع ليدعو الجمهوريين إلى تمرير القرار، متعهداً بالتوقيع عليه إذا تمت المصادقة عليه.
ورغم الصمت شبه الكامل من وسائل الإعلام التقليدية، تعود إلى الواجهة أسئلة قديمة حول علاقات إبستين بحكومات أجنبية، وخصوصاً إسرائيل، وهي أسئلة أثارتها بوضوح النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن".
سؤال بلا أدلة مباشرة… لكن معطيات مقلقة
غرين، التي تقود جهوداً داخل الحزب الجمهوري للإفراج عن ملفات إبستين، تساءلت علناً عمّا إذا كان الرجل يعمل لحساب الحكومة الإسرائيلية. ورغم عدم تقديمها أدلة مباشرة، فإنها استندت إلى تقارير جديدة تشير إلى أن إبستين لعب دور "مستشار" أو "سمسار نفوذ" لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، وأن له صلات بمؤسسات مرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية.
وتأتي هذه التساؤلات في سياق تكهّنات طويلة تفيد بجمع إبستين قائمة بشخصيات نافذة شاركته رحلاته الخاصة وأنشطته غير القانونية بهدف ابتزازها لاحقاً - وهي مزاعم نفتها وزارة العدل الأمريكية، مؤكدة عدم وجود "قائمة" كهذه.
تسريبات جديدة: صفقات أمنية وتعاون بعد الإدانة
التكهنات تعززت خلال الأيام الماضية بعد نشر ديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب وثائق ورسائل إلكترونية مسرّبة تظهر استمرار علاقة إبستين بباراك حتى بعد إدانته عام 2008.
وقد كشف تقرير لموقع "دروب سايت" تفاصيل مثيرة عن دور إبستين في دعم باراك خلال صفقات أمنية بين إسرائيل وعدة دول أفريقية، بينها ساحل العاج.
وفي إحدى المراسلات كتب إبستين لباراك: "مع تصاعد الاضطرابات المدنية ويأس من هم في السلطة، أليس هذا مثالياً بالنسبة لك؟" ليرد باراك قائلاً: "ربما، لكن ليس من السهل تحويل ذلك إلى تدفق مالي."
هذه الوثائق أعادت فتح باب التساؤلات: هل تمارس حكومات أجنبية ضغطاً لمنع نشر الملفات، لما قد تحمله من إحراج لشخصيات متورطة؟
مواجهة على الهواء: سي إن إن وغرين
خلال المقابلة، واجهت المذيعة دانا باش النائبة غرين بسؤال مباشر: "هل تقولين إن إسرائيل تضغط على الرئيس ترامب لإخفاء ملفات إبستين؟ وما الدليل؟"
غرين أكدت أنها لا تتهم إسرائيل تحديداً، مضيفة: "أنا فقط طرحت سؤالاً… قد تكون أي حكومة أجنبية."
السجال بين الطرفين بدا محتدماً، واعتبر بعض المراقبين أن باش بدت غاضبة من الخط الذي طرحته غرين.
إعلام يغضّ الطرف… وصحافة استقصائية تفتح الملف
في السياق ذاته، انتقد الصحفي رايان غريم، الذي نشر تقارير عدة حول علاقات إبستين بالمسؤولين الإسرائيليين، تجاهل الإعلام التقليدي للقضية. وقال إن ما طرحته غرين لا يبدو غريباً إلا لأن مؤسسات كبرى مثل "سي إن إن" لا تغطي تلك الجوانب بالأساس.
وغرد قائلاً: "إذا كنتَ تعتمد على سي إن إن كمصدر وحيد للأخبار، فلن تعرف إطلاقاً ما الذي تتحدث عنه غرين."
ومع تزايد الضغوط للكشف عن الملفات، بدأت بالفعل تظهر تبعات على بعض الشخصيات المرتبطة بإبستين، ومنها لاري سمرز في جامعة هارفارد، الذي اضطر للتخلي عن ارتباطات مهنية بسبب علاقته السابقة به.