أخبار محلية

ماذا بعد الزخم الجماهيري في الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر

وكالة أنباء حضرموت

شهدت محافظات الجنوب خلال الأيام الماضية زخماً جماهيرياً واسعاً احتفاءً بالذكرى 62 لثورة  14 أكتوبر المجيدة، تلك الثورة التي غيّرت مسار التاريخ وأسست لمرحلة جديدة من الوعي الوطني الجنوبي.
آلاف المواطنين خرجوا إلى الساحات والميادين رافعين رايات الحرية ومجددين العهد للثوار الأوائل الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الاستقلال والكرامة.

لقد حملت هذه المناسبة الوطنية رسائل عميقة ودلالات قوية أكدت أن الشعب الجنوبي ما زال ثابتاً على موقفه، ومتمسكًا بحقه في تقرير مصيره، ومؤمناً بعدالة قضيته رغم ما يعيشه من معاناة يومية نتيجة تردي الخدمات وانقطاع الرواتب لأشهر طويلة. لقد خرج الناس ليس لأن الظروف ميسّرة بل لأن الكرامة الوطنية لا تُقاس بالرخاء المادي بل بالوفاء للمبدأ والإيمان بالمستقبل.

إلا أن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه اليوم هو: ماذا بعد هذا الزخم الجماهيري الكبير؟
هل سيبقى هذا الحراك الشعبي حبيس المناسبات؟ أم أنه سيكون بداية مرحلة جديدة من الوعي والبناء السياسي الواعي؟

إن المرحلة تتطلب من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي قراءة هذا المشهد الشعبي قراءة صادقة ومسؤولة، بعيداً عن لغة المجاملة أو التبرير، فالجماهير التي خرجت بالملايين لم تفعل ذلك من فراغ بل خرجت لتقول بوضوح:«كفى عبثاً نريد تصحيح المسار، وتوحيد الصف، ومكافحة الفساد.»

لقد حان الوقت لأن يبادر المجلس الانتقالي بخطوات شجاعة لإعادة ترتيب البيت الجنوبي من الداخل، وتوحيد المكونات الجنوبية على قاعدة الشراكة لا الإقصاء، والعدالة لا المناطقية، والشفافية لا المصالح الشخصية، فالمشروع الجنوبي لا يمكن أن ينجح إلا بوحدة الصف وصدق النواياء.

إن محاربة الفساد وتطهير المؤسسات والهيئات من العناصر التي أساءت للانتقالي وشوهت سمعته هي الخطوة الأولى نحو استعادة ثقة الشارع. كما أن تقديم نموذج ناجح للإدارة السياسية والخدمية سيعزز من مصداقية المجلس أمام الداخل والخارج، وسينعكس إيجابياً على حياة المواطنين الذين ينتظرون تحسّن الخدمات واستقرار المعيشة.

إن الزخم الجماهيري الذي شهدته ذكرى ثورة 14 أكتوبر يمثل رصيداً وطنياً ثميناً لا يجوز تبديده، والمطلوب اليوم من قيادة الانتقالي أن تحوّل هذا الزخم إلى قوة تغيير إيجابية تُعيد للمشروع الجنوبي بريقه، وتُثبت أن الجنوب قادر على النهوض من جديد بوحدة أبنائه وإخلاص قادته، وفاءً لتاريخ صنعه الأبطال بدمائهم الزكية، ووفاءً لثورة ما زالت جذوتها متقدة في قلوب الأحرار.

حكومة أبوظبي تطلق منصة «الذكاء الاصطناعي في صندوق»


مظهر أنيق دون مكياج حقيقي.. غوغل تطلق فلتر التجميل الذكي في Meet


«هالاند البرازيلي» يغازل مانشستر سيتي.. أحلام أوروبية ومهارات لاتينية


تحذيرات أممية من ثغرات وجمود.. ماذا يعرقل خارطة الطريق في ليبيا؟