اخبار الإقليم والعالم
وفد برلماني كيني يشيد بالنموذج التنموي في الأقاليم الجنوبية للمغرب
أشاد وفد برلماني كيني يزور المغرب حاليا بالتطور التنموي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، مؤكدا أن المغرب يشكّل نموذجا ملهِما بفضل استقراره وإنجازاته في مختلف المجالات.
وجاء ذلك خلال لقاء عقده الوفد الكيني الاثنين مع أعضاء من لجنة الداخلية والجماعات الترابية والبنيات الأساسية، ولجنة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية بمجلس المستشارين، حيث عبّر عن إعجابه بالتقدم الملحوظ الذي حققته المملكة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية.
ويندرج التعاون البرلماني ضمن رؤية طويلة المدى تهدف إلى جعل الشراكة المغربية – الكينية نموذجا للتعاون، لاسيما في مجالي الاندماج الأفريقي والتنمية المستدامة.
وأبدى الوفد الكيني إعجابه بالمستوى التنموي الذي بلغته الجهة، وتحدث عن رغبته في الاستفادة من التجربة المغربية بما يعزز التعاون ويمنح الشراكة بين الرباط ونيروبي بعداً ملموساً. وهي إشارة لا تخلو من دلالة في سياق التحولات الجارية بالقارة، حيث تتجه الأنظار أكثر فأكثر إلى صيغ التعاون جنوب – جنوب بدل الارتهان بعلاقات عمودية قديمة مع الشمال.
ونوه رئيس اللجنة الخاصة بمجلس الشيوخ الكيني، كودفراي أسوتسي، بجودة البنيات التحتية الكبرى التي يتوفر عليها المغرب، معبرا عن الرغبة في الاستفادة من التجربة المغربية في مجالات اللامركزية والاستثمار، ومشددا على أن المغرب يعتبر مصدر إلهام بالنظر إلى تميزه اللافت على جميع المستويات، وأن هذا اللقاء شكل فرصة للإطلاع على التجربة المغربية الرائدة في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأكد استعداد مجلس الشيوخ الكيني لتعزيز تعاونه مع مجلس المستشارين من أجل خدمة قضايا القارة الأفريقية.
هشام معتضد: التوجه الدبلوماسي لكينيا سيكسبها المزيد من الاحترام
من جانبه أبرز رئيس لجنة الداخلية والجماعات الترابية والبنيات الأساسية بمجلس المستشارين، مولاي عبدالرحمان أبليلا، أن زيارة الوفد الكيني تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة، وتأتي في سياق يطبعه الزخم الكبير الذي تعرفه العلاقات المغربية – الكينية، لاسيما بعد الزيارة التي قام بها الوزير الأول الكيني إلى المملكة في مايو 2025، مؤكدا أن المباحثات مع الجانب الكيني شكلت مناسبة لاستعراض مختلف المبادرات التي أطلقتها المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس لفائدة تنمية القارة الأفريقية، وكذلك التجربة المغربية في مجال تدبير الصناديق العمومية والنهوض بالاستثمار الخاص.
وقال هشام معتضد، الخبير في السياسات العامة والتحليل الإستراتيجي، إن “زيارة الوفد الكيني إلى الأقاليم الجنوبية واللقاءات مع المسؤولين المغاربة تعززان التحول الإستراتيجي لكينيا تجاه ملف الصحراء ضمن مفهوم أشمل لتطوير العلاقات الثنائية، والذي يؤكد مرة أخرى نجاح المقاربة المغربية في بناء قنوات التواصل السياسي مع كافة الفاعلين الدوليين والأفارقة ومنهم كينيا، وقدرتها على تفكيك الرؤى المليئة بالمغالطات لتصحيح المفاهيم المجانبة للحقائق التاريخية والسياسية لملف الصحراء المغربية.”
وشدد في تصريح لـ”العرب” على أن “حديث الوفد الكيني عن دعم بلاده التام لمخطط الحكم الذاتي واعتبار هذا المقترح جادّا وذا مصداقية، يبرهن مرة أخرى على عدالة القضية وقوة تماسك مكونات الملف المغربي بعيدًا عن الحسابات الضيقة ومنطق الأيديولوجيات الذي يهيمن على حاملي مشروع الأطروحة الوهمي، إضافة إلى أن هذا التوجه الجديد في السياسة الخارجية الكينية تجاه المملكة سيكسبها المزيد من الاحترام الدبلوماسي على المستوييْن القاري والدولي.”
وتندرج هذه الزيارة، الممتدة من 1 إلى 7 سبتمبر الجاري، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات المغربية – الكينية. وسيقوم الوفد البرلماني الكيني بزيارة ميدانية إلى مدينة الداخلة، حيث سيعقد لقاءات مع مسؤولين محليين للإطلاع عن قرب على الديناميكية التنموية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتعتبر زيارة الوفد البرلماني امتدادا لزيارة سابقة قام بها موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين الكيني، في مايو الماضي، حيث أشرف رفقة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، على توقيع خمس مذكرات تفاهم همّت مختلف المجالات، ما يعكس الإرادة السياسية لقادة البلدين من أجل تطوير الشراكات وتنسيق الجهود في القضايا ذات الاهتمام المشترك، ويخدم قضايا التنمية في القارة السمراء.
وأوضح بوريطة أن “المغرب يعتبر كينيا فاعلًا أساسيّا ومحوريّا في أفريقيا، وعنصرًا دافعًا للسلام فيها، خاصة في ظل المواقف الكينية
البنّاءة من قضية الوحدة الترابية للمملكة، التي أعطت دفعة قوية لهذه العلاقات.”
وفي إطار تفقد الوفد الكيني للتقدم الملحوظ الذي أنجز في مختلف المجالات بالمغرب وآليات مراقبة الاستثمارات العمومية التي تنجزها الدولة والجماعات الترابية، أشادت زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، عند استقبالها للوفد بالديناميكية المتنامية للعلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية كينيا، وبآفاق التعاون المتعددة في إطار الشراكة، التي تجسد التزاما ثنائيا بتعزيز التنمية وتبادل الخبرات، مع الدور المحوري الذي يضطلع به المجلس في مراقبة الاستثمارات وتقييم المشاريع والبرامج العمومية، مع التركيز على برامج الإصلاحات الكبرى ذات الأولوية الإستراتيجية.
من جانبه استعرض رئيس اللجنة الخاصة بمجلس الشيوخ الكيني، كودفراي أسوتسي، التجربة الكينية في ما يخص العلاقة بين البرلمان والجهاز الأعلى للرقابة، كما أعرب عن تقديره للتجربة المغربية في مجال الرقابة العليا على المالية العمومية، وما اكتسبته من خبرة ومصداقية على المستويين الوطني والقاري.
كما أبدى الاهتمام بمسار برمجة وتنفيذ وتتبع المهمات الرقابية، والآليات التي تضمن استقلالية المجلس، مشيدا في نفس الوقت بالمستوى المتقدم
لهذه الاستقلالية التي تعتبر نموذجا يحتذى به.