اخبار الإقليم والعالم
كارثة بيئية تضرب الشواطئ التونسية.. نفوق جماعي للأسماك وتحذيرات من استهلاكها
تشهد السواحل التونسية منذ أيام كارثة بيئية متفاقمة، بعد نفوق آلاف الأسماك وظهورها طافية على سطح البحر في عدد من المناطق الساحلية، ما أثار قلق السكان والمراقبين بشأن تداعيات صحية وبيئية محتملة.
ورُصدت كميات كبيرة من الأسماك النافقة في سواحل ولاية المنستير، خاصة بين منطقتي خنيس وطبلبة، إضافة إلى شواطئ مدينة سليمان بمحافظة نابل، شمال شرق البلاد. وتدخلت السلطات على الفور لإجراء المعاينات الميدانية وجمع الكميات المتناثرة، وسط دعوات للسكان بتجنب الاقتراب من المياه وعدم استهلاك الأسماك المتأثرة.
وأكدت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في بيان رسمي، أن الفرق المختصة قامت بجمع وإتلاف الأسماك النافقة، إلى جانب تكثيف الرقابة على وسائل النقل والأسواق ونقاط البيع، منعًا لأي محاولة لترويج هذه الأسماك خارج القنوات الرسمية.
من جهته، أوضح محمد الرابحي، المدير العام للهيئة لـ"العين الإخبارية"، أن الظاهرة قد تكون ناجمة عن تراكم المواد العضوية في البحر، بسبب تصريف المياه المستعملة والأسمدة الكيميائية، ما يؤدي إلى تكاثر مفرط للطحالب ونقص في الأوكسجين المذاب، وهو ما يتسبب في اختناق الأسماك ونفوقها.
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة عفاف الفطحلي، الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، أن صور الأقمار الصناعية كشفت عن ارتفاع درجات حرارة المياه بشكل غير معتاد، إلى جانب تغيّر في حركة التيارات البحرية، ما ساهم في احتباس الكتل المائية وتفاقم نقص الأوكسجين.
ودعت الهيئة المواطنين إلى الامتناع تمامًا عن استهلاك أي أسماك يتم اصطيادها أو العثور عليها خارج نقاط البيع الرسمية، مشددة على أن الأسماك النافقة تُعد غير صالحة للاستهلاك البشري وقد تكون سامة.
وتواصل الجهات المختصة متابعة الوضع البيئي عن كثب، وسط جهود حثيثة للحد من آثار هذه الكارثة على الصحة العامة والبيئة البحرية في البلاد.