اخبار الإقليم والعالم

قاعدة العديد الجوية في قطر.. الذراع الجوية الأمريكية في قلب الخليج

وكالة أنباء حضرموت

في قلب الصحراء القطرية، وتحديدًا جنوب غرب العاصمة الدوحة، تمتد قاعدة العديد الجوية على مساحة تقدر بنحو 26 كيلومترًا مربعًا، لتشكل إحدى أبرز أدوات النفوذ العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط. فعلى مدى العقدين الماضيين، لم تكن "العديد" مجرد قاعدة عسكرية عابرة، بل تحوّلت إلى منصة مركزية تُدار منها معظم العمليات الجوية الأمريكية في المنطقة، مما جعلها تمثل ركيزة استراتيجية يصعب تجاهلها في أي حديث عن التوازنات العسكرية في الخليج.
تُستخدم القاعدة بشكل رئيسي من قبل القوات الجوية الأمريكية، إلى جانب القوات الجوية الأميرية القطرية. لكن دورها لا يقتصر على ذلك؛ فهي بمثابة غرفة عمليات متقدمة للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، حيث يتم التخطيط وتنفيذ المهام المرتبطة بالعراق وسوريا وأفغانستان. وتضم القاعدة أكبر مدرج لطائرات النقل والقاذفات الثقيلة في المنطقة، بما في ذلك طائرات B-52 الاستراتيجية، ما يمنح واشنطن قدرة سريعة على الرد العسكري والتدخل في أي بؤرة توتر.
تشير التقديرات إلى أن القاعدة تستضيف نحو 10,000 جندي أمريكي، بالإضافة إلى وحدات دعم لوجستي واستخباراتي متقدمة. هذا الانتشار يُظهر مدى اعتماد واشنطن على "العديد" كنقطة ارتكاز عسكرية، في ظل التحولات المتسارعة في المشهد الأمني الإقليمي، وخصوصًا بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وتصاعد التهديدات الإيرانية وامتداداتها في المنطقة.
منذ عام 2017، وفي خضم الأزمة الخليجية، ضاعفت قطر من جهودها لتعزيز العلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، فاستثمرت أكثر من مليار دولار في تطوير وتوسيع مرافق القاعدة، ما عزز مكانتها كحليف موثوق به في نظر واشنطن. وجاءت هذه الخطوة أيضًا في سياق البحث القطري عن مظلة حماية سياسية وأمنية في وجه الضغوط الخليجية.
ورغم الدور المحوري الذي تلعبه القاعدة، فإنها لم تسلم من الانتقادات. فخصوم الولايات المتحدة في المنطقة، وعلى رأسهم إيران، يعتبرونها أداة لفرض الهيمنة الغربية، ويرون فيها عنصرًا مهددًا لأمن الخليج. في المقابل، تصر واشنطن على أن "العديد" تمثل جزءًا من تحالفات دفاعية ضرورية لحماية مصالحها وشركائها، ولردع الخصوم المشتركين.
أما داخليًا، فتثير مسألة التواجد العسكري الأمريكي في الخليج نقاشًا داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، لا سيما مع تصاعد الدعوات للحد من الانخراط العسكري الخارجي والتركيز على الأولويات الداخلية.
في التحليل النهائي، تبدو قاعدة العديد أكثر من مجرد منشأة عسكرية ضخمة. إنها منصة حيوية لتطبيق السياسات الأمريكية، وجزء لا يتجزأ من المعادلة الأمنية الإقليمية، وورقة استراتيجية تستخدمها واشنطن في إدارة التوازنات والتحالفات. أما بالنسبة للدوحة، فالعديد تمثل ركيزة لبناء دور أكبر في المعادلات الإقليمية، يوازن بين الضرورات الأمنية والطموحات السياسية

السياحة الأردنية في مهب التوترات الجيوسياسية


العراق يحشد لاحتواء الأزمة في الشرق الأوسط خوفا من امتداد الصراع إلى ساحته


حرب إسرائيل وإيران: تعزز دحر محور المقاومة أم بعثه


إيران تلجأ إلى الباسيج تحسبا لانهيار الجبهة الداخلية