ليبيا «تختنق» سياسيا.. غضب في الشارع وآمال على «برلين 3»

بالتوازي مع محاولات سياسية ودولية لاحتواء حالة الجمود والانقسام الحاد الذي يضرب المؤسسات الليبية، تتسارع وتيرة الغضب الشعبي في البلد الأفريقي.

غضب تصاعد في عدد من المدن الليبية، لا سيما في الغرب الليبي، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"مماطلة السلطات" في الاستجابة لمطالب التغيير، وتشكيل حكومة موحدة تقود البلاد نحو انتخابات عامة تنهي سنوات من الفوضى والانقسام.

دعوات للتظاهر
في العاصمة طرابلس، دعا حراك "أبناء سوق الجمعة" إلى مظاهرة حاشدة، الجمعة، أمام مقر الحكومة في طريق السكة، للمطالبة بإسقاط الحكومة الحالية.

وشدد الحراك في بيان له، على التمسك بمطالبه التي تشمل إسقاط الحكومة، ومحاسبة المتورطين في الجرائم ضد المدنيين، ورفض محاولات "جر البلاد إلى التبعية أو الاحتلال".

تفويض المحكمة العليا

كما دعا "حراك إرادة الشعب"، إلى تظاهرة، الخميس، أمام المحكمة العليا بمنطقة زاوية الدهماني في طرابلس، مطالبًا بتفويض رئيس المحكمة العليا لتولي السلطة مؤقتًا، وقيادة مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة.

وأكد الحراك أن الانسداد السياسي والانهيار الاقتصادي والانقسام المؤسسي يُهدد وحدة ليبيا، في ظل غياب سلطة شرعية موحدة.

مصراتة تنتفض
وفي مدينة مصراتة، مسقط رأس رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، أصدر حراك "شباب مصراتة" بيانًا ندد فيه بتصريحات رئيس الحكومة، التي اعتُبرت تهديدًا لأمن المدنيين في العاصمة، وسوق الجمعة على وجه الخصوص.

وأشار البيان إلى أن "استهداف جماهير رياضية في مباراة الأهلي طرابلس بنيران المليشيات الموالية للدبيبة، يكشف نية السلطة في قمع المعارضين"، مؤكدًا رفض المدينة المشاركة في "أي مغامرة دموية تستهدف الليبيين"، ورفضها أن تكون غطاءً لسلطة وصفها بـ"القمعية".

مساعٍ نيابية
سياسيًا، يواصل مجلس النواب الليبي مساعيه لتشكيل حكومة موحدة، فالتقى رئيس البرلمان عقيلة صالح، بنائب رئيس المجلس الأعلى للدولة، عمر العبيدي، لبحث آليات تشكيل حكومة وطنية تتولى توحيد المؤسسات التنفيذية، والتمهيد لانتخابات شاملة.

وشملت المشاورات -أيضًا- ملف توحيد المناصب السيادية، بما يضمن إنهاء حالة الانقسام وتفعيل مؤسسات الدولة على أسس توافقية.

نسخة ثالثة من برلين
دوليًا، تستعد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلى جانب دول مسار برلين، لعقد النسخة الثالثة من مؤتمر برلين حول ليبيا، في 20 يونيو/حزيران الجاري، لمناقشة الملف الأمني والسياسي المتأزم، خاصة في طرابلس، التي تعيش توترًا منذ اغتيال قائد مليشيا دعم الاستقرار عبدالغني الككلي المعروف بـ"غنيوة، الشهر الماضي.

ويُرتقب أن يناقش المؤتمر سبل إعادة توحيد السلطة التنفيذية، وتنظيم الانتخابات، ووضع حد لتمدد المليشيات داخل مفاصل الدولة.

تحريض إخواني
في المقابل، يواصل تنظيم الإخوان في ليبيا، بقيادة مفتيهم السابق الصادق الغرياني، محاولاته لعرقلة أي حل سياسي.

وأطلق الغرياني تصريحات تحريضية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، داعيًا إلى مظاهرات مضادة ترفض مخرجات مؤتمر برلين، وتحذر من أي محاولة لتشكيل حكومة انتقالية جديدة أو مجلس تأسيسي