اخبار الإقليم والعالم
«ليست المواقع النووية».. هدف آخر لإسرائيل من الحرب ضد إيران
منذ اندلاع التصعيد الأخير، كانت إسرائيل أكثر فعالية في قتل أعضاء رئيسيين في النظام الإيراني الأمر الذي قد يُشير إلى دوافعها الحقيقية.
عند تحليل الأهداف التي تركز عليها الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران يتضح أن الصراع لا يدور حول مهمتها المعلنة المتمثلة في إنهاء برنامج الأسلحة النووية الإيراني، بل "حول القضاء على النظام السياسي ككل"، وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أنه بالنظر إلى عدد كبار قادة النظام الذين قُتلوا منذ بدء الحرب، يتضح جليًا أن "اهتمام إسرائيل بإنهاء النظام أكبر من اهتمامهم بإنهاء التهديد النووي".
وأول ما يجب فهمه هو أن الغارات الجوية الإسرائيلية، على الرغم من شموليتها وتأثيرها، لم تدمر جميع مواقع تطوير الأسلحة النووية الإيرانية بشكل كاف وهو ما يرجع إلى انتشار المواقع النووية في جميع أنحاء البلاد فضلا عن وجودها داخل منشآت مُحصّنة في أعماق الأرض.
في المقابل، تفتقر إسرائيل إلى القنابل الخارقة للتحصينات اللازمة للوصول إلى المواقع النووية وتدميرها لذا لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي تدميرها بالكامل بالأسلحة التقليدية المحدودة التي يمتلكها.
ومع ذلك، يمكن لإسرائيل إسقاط أسلحة نووية تكتيكية على الأهداف المعنية بما يؤدي إلى تدميرها لكن ذلك سيُنهي أيضًا تحريم استخدام الأسلحة النووية الذي ساد بعد عام 1945، ويفتح بابًا من المشكلات التي تُفضل إسرائيل إبقاءها مغلقة.
أما إذا نفّذ الإيرانيون ضربة ناجحة على محطات الطاقة النووية الإسرائيلية أو نجحوا بطريقة ما في ضرب مدينة إسرائيلية بسلاح نووي بدائي فسيدفع ذلك سلاح الجو الإسرائيلي إلى التفكير بجدية في إسقاط قنابل نووية منخفضة القوة على مواقع أسلحة نووية إيرانية مُشتبه فيها.
من جهة أخرى، كانت إسرائيل أكثر فعالية في قتل أعضاء رئيسيين في النظام الإيراني، وخاصةً علمائه النوويين وقادته العسكريين رفيعي المستوى حتى إنه في الواقع، يُعتقد أن أحد أسباب تأخر الرد الإيراني كان فقدان قادة رئيسيين في شبكة القيادة والتحكم.
وكانت الرسالة الواضحة للنظام الإيراني من اغتيال عدد من أعضائه هي أن سلاح الجو الإسرائيلي قادر على قتل القيادة العليا الإيرانية متى شاء.
والآن، وبعدما انتقلت أكثر من 20 طائرة أمريكية للتزود بالوقود من الولايات المتحدة إلى أوروبا، يتساءل الكثيرون عما إذا كان هذا الأمر يعد تمهيدًا لتصعيد كبير من جانب التحالف الإسرائيلي الأمريكي.
فهل تستعد الولايات المتحدة للتدخل المباشر؟ حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فإن نقل الأمريكيين لهذا الكم الهائل من الأصول إلى الشرق الأوسط يُشير إلى مدى جدية الحملة ضد إيران.
وفي الوقت نفسه ظهر ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، نجل الشاه المخلوع عام ١٩٧٩ وبدأ يدعو إلى "إسقاط النظام".
كانت إسرائيل قد دعت في الماضي إلى إسقاط النظام الإيراني، وسلطت الضوء على إمكانية إعادة النظام الملكي الدستوري كبديل له وهو الأمر الذي يظهر الآن كهدف حقيقي للضربات الإسرائيلية، وفق الموقع الأمريكي.
حاليا، وعلى الرغم من الأضرار التي ألحقتها إيران بمدن إسرائيل، فإن "الإسرائيليين هم من يكسبون الحرب"، وفقا لـ"ناشيونال إنترست" الذي أشار إلى أن المساعدة الأمريكية (مهما كانت خافتة في الصحافة) تثبت أنها حاسمة في هذا الإطار.
واعتبر الموقع أن هذه الحرب لن تنتهي إلا بتدمير المواقع النووية الإيرانية وهو ما يجب على القادة الأمريكيين توخي الحذر فيه، مشيرا إلى أنه رغم قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل على التعامل مع الجانب الحربي من الصراع إلا أن المشكلة تكمن في وضع ما بعد الحرب.
فمع تزايد احتمال تغيير النظام، لن يكون الإسرائيليون قادرين على تخصيص موارد لاستقرار إيران ما بعد الحرب، ولن يكونوا راغبين في ذلك وكذلك القوى الإقليمية التي ستطالب الولايات المتحدة بالتدخل بمفردها وهو أصل كل المشكلات التي وقعت فيها الولايات المتحدة في الماضي.