تقارير وحوارات
جرائم الحوثي من «إب» إلى «صعدة»: مشاهد توثق قمع المدنيين
لم تسلم أي فئة من المجتمع اليمني من انتهاكات مليشيات الحوثي، والتي أصبحت مؤخراً تحت مقصلة محاكمة الرأي العام في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان آخر هذه الجرائم التي أشعلت منصات التواصل الاجتماعي تعرضُ مسنٍّ كان يبتاع الزلابيا، وهي نوع من أنواع الحلويات الشعبية في محافظة إب (وسط)، لحروق بالغة الخطورة بعد شجاره مع قيادي حوثي.
وتداول ناشطون يمنيون مقطعاً مصوَّراً يظهر المسن "علي دبوان" وهو في أحد مستشفيات إب لتلقي العلاج، بعد إصابته بحروق في أنحاء مختلفة من جسده على يد قيادي حوثي يدعى "أحمد الطاهري الحلواني".
ووفقاً لمصادر محلية، فإن العم دبوان تعرّض للضرب والحرق على يد قيادي حوثي في إدارة أمن العدين في إب، والذي قام بالاعتداء عليه وركل صحن الزيت المغلي الخاص بالزلابيا، مما أدى إلى تعرّض المسن لحروق بالغة الخطورة، ليُنقل بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وبحسب شهود عيان، فإن القيادي الحوثي طلب "زلابيا مجاناً"، وحين رفض العم دبوان طلبه، قام بركل صحن الزيت المغلي عليه وضربه، ليُنقل الرجل بعدها إلى المستشفى متأثراً بجراحه البالغة.
اعتداء على عامل مطعم
في واقعة ثانية، وثّقت كاميرات المراقبة قيادياً حوثياً يعتدي بالضرب على شاب يعمل في مطعم بمدينة إب لتأخره في تقديم "الكنافة"، وهي أيضاً نوع من أنواع الحلويات الشعبية.
وقال ناشطون إن القيادي في أمن محافظة إب، المدعو بكيل غلاب، قام بالاعتداء بالضرب على عامل في مطعم "الدار" بسبب تأخر العامل في تقديم الحلوى له.
وأثارت الحادثة موجة استهجان واسعة النطاق في محافظة إب، واعتبروها "انتهاكاً بحق الضعفاء من قبل جماعة تحكم المحافظة بالقوة منذ أكثر من عقد".
قتلوا أبي
وإلى صعدة، حيث تداول ناشطون يمنيون مقطعاً مصوَّراً يظهر طفلاً يصرخ فوق جثة أبيه وهو يقول: "قتلوه بلا ذنب"، بعد مصرعه برصاص مشرف حوثي بمديرية الصفراء شرق المحافظة، المصنفة كمعقل رئيسي للمليشيات.
وقال ناشطون إن مسلحين يتبعون مشرفاً حوثياً يُدعى أبو صرواح السحاري نصبوا كميناً لوالد الطفل "حسين ناجع" من قبيلة آل مهدي وائلة، بالقرب من منزله، وأطلقوا عليه النار داخل سيارته، ليردوه قتيلاً في الحال، وذلك في 11 مايو/ أيار الجاري.
وظهر الطفل لاحقاً فوق جثة والده، الذي قتله الحوثيون أمام عينيه، وهو يستصرخ اليمنيين قائلاً: "جاءوا قتلونا، ونحن في بيوتنا، قتلوا أبي بلا ذنب، نحن مسلمون، ولسنا في غزة، الحوثيون يقتلوننا".
وأثارت الجريمة المروعة موجة غضب عارمة في أوساط اليمنيين، وخاصة أبناء صعدة، وكشفت حجم المأساة التي يتعرّض لها المدنيون في مناطق الانقلابيين، حيث تغيب العدالة وتُستخدم سطوة القوة في تصفية الخصوم وإرهاب السكان بشكل جماعي.