اخبار الإقليم والعالم
انفجار إيران.. حصيلة ضحايا جديدة وإغلاق المدارس المحيطة
مع «اشتداد» الحريق الناتج عن «الانفجار الضخم» الذي هزّ ميناء الشهيد رجائي جنوب إيران وأسفر عن 8 قتلى و750 جريحا، أغلقت السلطات المحلية المدارس في المنطقة المحيطة.
وبعد عشر ساعات من وقوع الكارثة، قال التلفزيون الرسمي مساء السبت، إن الحريق الناتج من الانفجار الضخم اشتد، فيما أكد وزير الداخلية الإيراني إسكندر مومني من مكان الحادث أن تعزيزات من طهران ومدن أخرى ينتظر وصولها. واضاف «نأمل إخماد الحريق في الساعات المقبلة».
ووقع الانفجار قرابة الظهر (08,30 ت غ). وبعد مضي أكثر من ساعات على الحادث، أكد التلفزيون الرسمي أن فرق الطوارئ تواجه صعوبة في إخماد النيران جراء الرياح القوية.
وأظهر بث مباشر للقناة النيران تلتهم العديد من الحاويات في الميناء القريب من مدينة بندر عباس، مركز محافظة هرمزكان المطلة على الخليج، وتحليق مروحيات ومشاركتها في جهود الاطفاء ونقل الجرحى.
كما أظهرت لقطات أضرارا كبيرة في الميناء والطرق المؤدية إليه حيث تناثر الحطام، فيما ينقل مسعفون مصابين على متن حمالات إلى سيارات الإسعاف. كما تسبب عصف الانفجار بتضرر عشرات الحاويات الحديد والشاحنات التي تفحم بعضها بشكل شبه كامل، بينما كانت أخرى تلتهمها النيران بالكامل.
إلى ذلك، أظهر شريط مصور من كاميرا مراقبة نشرته وكالة "مهر"، انفجارا هائلا في أحد العنابر في الميناء، ما تسبب بتصاعد كميات هائلة من الدخان والغبار، قبل أن يبدأ بعض الأشخاص بالتجمع والابتعاد سريعا من المكان.
وأظهرت لقطات ملتقطة من الجو، سحبا من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من ثلاثة مواقع في الميناء. وظهرت في شريط آخر تم تداوله على منصات التواصل، خمس شاحنات بيضاء محطمة بشكل شبه كامل، وخلفها النيران مندلعة في أحد العنابر.
وسمع صوت الشخص الذي يصوّر الفيديو وهو يقول: "شاحنتي دمرت بالكامل وصديقي لقي حتفه"، في حين بدت جثة ممددة على الأرض.
ودعا مركز نقل الدم في المحافظة الإيرانيين الى التبرع بالدم، فيما أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن تعاطفه مع ضحايا الانفجار، مشيرا إلى أنه "أصدر أوامر بالتحقيق في الوضع والأسباب"، وتوجه وزير الداخلية إسكندر مومني إلى الموقع.
سبب الانفجار
وكان مسؤول جهاز الطوارئ مهرداد حسن زاده قال للتلفزيون الرسمي، إن «الحادث وقع نتيجة انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف ميناء الشهيد رجائي».
ونقل الإعلام الرسمي عن هيئة الجمارك في طهران، أن «الانفجار وقع على الأرجح بسبب تخزين مواد خطرة ومواد كيميائية في منطقة الميناء».
ويقع الميناء على مسافة نحو 23 كيلومترا غرب بندر عباس، وعلى مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي. وأوردت وكالة «إيرنا» الرسمية أنه «أكبر وأكثر موانئ الحاويات في إيران تطورا ويضم 12 رصيف حاويات و30 رافعة وانواع التجهيزات المتطورة، ويؤدي دورا محوريا في الاقتصاد البحري للبلاد».
فيما أكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية أن الانفجار «ليست له علاقة بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط المرتبطة بالشركة في تلك المنطقة»، مشيرة إلى أن «المرافق الواقعة في منطقة بندر عباس تعمل حاليا من دون انقطاع».
وأشارت وكالة فارس إلى أن دوي الانفجار سُمع على مسافة 50 كيلومترا من موقع الميناء، ونقلت عن شهود قولهم إن الأرض اهتزت جراء شدته.
وذكرت وكالة تسنيم أن «قوة موجة الانفجار كانت شديدة لدرجة أنها دمرت بالكامل مبنى إداريا بالقرب من موقع الانفجار وسحقت العديد من السيارات في المنطقة».
ولم يعرف على الفور عدد الموظفين الذين كانوا في الميناء لحظة وقوع الانفجار السبت، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في طهران.
تعاز وتضامن
وجاء في بيان للخارجية الإماراتية أن دولة الإمارات تعرب عن "تضامنها وصادق تعازيها في انفجار ميناء بندر عباس"، مقدمة "خالص التعازي والمواساة لجمهورية إيران وشعبها الجار ولأهالي ضحايا هذا المصاب الأليم".
وفي حين أن الحوادث والحرائق في المصانع والمعامل ليست أمرا غير معتاد في إيران، إلا أن وقوع انفجار بهذا الحجم يبقى أمرا نادر الحدوث.
ومطلع أبريل/نيسان، قتل سبعة أشخاص جراء تسرب للغاز في منجم للفحم في محافظة سمنان شرق طهران.
وفي سبتمبر/أيلول، أدى انفجار في منجم للفحم في طبس في محافظة خراسان الجنوبية، إلى مقتل أكثر من 50 شخصا.
وفي 2017، قُتل 43 عاملا في انفجار في منجم في مدينة آزادشهر بشمال إيران، ما أثار موجة غضب ضد السلطات.