اخبار الإقليم والعالم
سياسات ترامب تهدد خزائن السياحة الأمريكية
يبدو أن السياحة هي أحدث ضحايا سياسات الرئيس الأمريكي الاقتصادية.
قال تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية إن عمليات الترحيل والاحتجازات البارزة التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحدود جعلت السياح ينفرون من القدوم إلى الولايات المتحدة. وأضافت أن الموقف المتشدد الذي يتبناه ترامب بات ضارًا بصناعة السفر والسياحة، التي من المتوقع أن تخسر مليارات الدولارات هذا العام بسبب سياسات الحكومة وإجراءاتها.
ووفقا للتقرير، انخفض عدد الزوار القادمين من الخارج إلى الولايات المتحدة بنسبة 11.6% في شهر مارس/آذار مقارنة بالعام السابق، بما في ذلك انخفاض بنسبة 17.2% في عدد المسافرين من أوروبا الغربية، وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية. وبما أن معظم الانتباه لقضايا الاحتجاز والترحيل بدأ في منتصف مارس/أذار، من المتوقع أن يستمر هذا الانخفاض، وهو ما سيكون مدمرًا لصناعة السياحة وما يتبعها.
سياح كندا
وكان الكنديون، الذين أبدوا انزعاجهم من تهديدات ترامب المتكررة بضم كندا كـ"الولاية رقم 51"، في مقدمة هذا التراجع. واضطرت شركات الطيران الكندية الكبرى إلى تقليص رحلاتها إلى وجهات أمريكية مثل لاس فيغاس ونيويورك ولوس أنجلوس، بعدما شهدت الحجوزات لعام 2025 تراجعًا حادًا، كما انخفضت زيارات السيارات بنسبة 32% في مارس/آذار.
وكان من المفترض أن يكون هذا العام مزدهرًا للسياحة الأمريكية. فبعد التراجع الحاد الذي شهدته الصناعة خلال جائحة كوفيد-19، كان من المتوقع أن تعود أعداد الزوار الدوليين إلى مستويات ما قبل عام 2020. لكن الأمور تغيرت.
وقال آدم ساكس، رئيس مجموعة "تورزم إيكونوميكس" المتخصصة في أبحاث السياحة، إن مجموعته توقعت قبل تنصيب ترامب زيادة بنسبة 9% في السفر الدولي إلى الولايات المتحدة في عام 2025. لكنهم الآن يتوقعون انخفاضًا بنسبة 12%.
وقال ساكس: "نحن نتحدث عن خسائر كبيرة هذا العام، تُقدّر بنحو 10 مليارات دولار في إنفاق الزوار الدوليين مقارنة بالعام الماضي".
القادمون من أوروبا
وكان تقرير نشرته مجلة "ترافل آند تور وورلد"، قال إنه يبدو أن الأشخاص في إسبانيا وألمانيا تأثروا بشكل خاص، حيث انخفض عدد الزوار بنسبة 25% و28% على التوالي. كما قامت المملكة المتحدة وألمانيا ودول أوروبية أخرى بتحديث إرشادات السفر للمواطنين الراغبين في زيارة الولايات المتحدة، مما قد يُقلل من السفر أكثر، وقد بدأ الأثر يُلمس في بعض من أشهر الوجهات السياحية في أمريكا.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن مبيعات تذاكر زيارة تمثال الحرية انخفضت بنسبة 6% حتى الآن في أبريل/نيسان، في حين أن حجوزات الفنادق في مدينة نيويورك في وقت لاحق من هذا العام انخفضت بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي. أما في لوس أنجلوس، حيث يعمل أكثر من 500,000 شخص في صناعة السياحة والضيافة، فالقلق يسود الأجواء كذلك.
وقالت جاكي فيلا، رئيسة جمعية الفنادق في لوس أنجلوس، لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز": "الطريقة التي نُنظر بها عالميًا تجعلنا وكأننا لا ندمر اقتصادنا فحسب، بل اقتصاد الآخرين أيضًا".