غزة بين القصف والمفاوضات.. أوامر إخلاء وتهديدات بتوسيع العمليات

في وقت هدد فيه قائد الجيش الإسرائيلي بتوسيع العمليات البرية في قطاع غزة، تصاعدت الغارات على رفح الفلسطينية، وسط أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة.

وبحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية، فإن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم كانت «عنيفة جدا»، قبيل ساعات من اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" لبحث العملية العسكرية البرية المترافقة مع قصف جوي مكثف في غزة، وفي ظل معلومات عن استئناف مفاوضات للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 52 فلسطينيا قتلوا في هجمات إسرائيلية منذ فجر الخميس بينهم 39 في مدينة غزة وشمال قطاع غزة.

ولوح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بتوسيع العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "أجرى رئيس الأركان، الجنرال أيال زمير، اليوم (الخميس) تقييمًا للوضع وجولة ميدانية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، برفقة قائد المنطقة الجنوبية، وقائد الفرقة 36، وقائد فرقة غزة، وعدد من القادة".

وأضاف: "عُرضت عليه خطط عملياتية لمراحل القتال المقبلة على صعيديْ الدفاع والهجوم".

وقال زامير: "نواصل الضغط العملياتي وتشديد الخناق على حماس طالما تطلب ذلك وإذا لم نلحظ تقدمًا في استعادة المخطوفين – سنوسّع عملياتنا إلى عملية أكبر وأوسع حتى نصل إلى الحسم".

وأضاف: "حماس تخطئ في تقديراتها عن قدراتنا، ونوايانا، وتصميمنا – تمامًا كما اخطأ نصرالله وقيادته التقدير".

وكانت القناة 14 الإخبارية الإسرائيلية كشفت النقاب عن انهيار مبنى على جنود من لواء غولاني في رفح.

وأشارت إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الجيش.

وأفادت مصادر محلية في غزة وإعلامية في إسرائيل عن سماع دوي انفجارات هائلة اليوم الخميس في عموم قطاع غزة.

أوامر إخلاء
أصدر الجيش الإسرائيلي الخميس أمر إخلاء لسكان منطقتين تقعان في شمال قطاع غزة، وذلك استعدادا لشن هجوم.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي في منشور على منصة "إكس" "الى جميع المدنيين القاطنين في منطقتي بيت حانون والشيخ زايد، هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم"، داعيا إياهم الى التحرك غربا في اتجاه مدينة غزة.

وبحسب منشور أدرعي فإن "عمليات قنص وأنشطة إرهابية تنفذ من المنطقة المذكورة ضد قوات جيش الدفاع".

مقتل قيادي بـ«المجاهدين»
يأتي ذلك، فيما أعلنت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، مقتل عماد البابا "أبو أشرف" الذي قالت إنه قيادي في جهاز الاستخبارات العسكرية بقصف إسرائيلي في رفح بجنوبي قطاع غزة.

وقالت مصادر فلسطينية محلية إن البابا قتل مع اثنين من أفراد أسرته بينهما طفلة في قصف إسرائيلي على منزل في رفح. ولم يصدر بيان عن الجيش الإسرائيلي بشأن عملية القصف هذه.

رئيس الموساد في قطر
وسياسيا قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: "سافر مدير الموساد، ديفيد برنياع، إلى الدوحة اليوم للقاء رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة".

وأشار إلى أن "هذه هي أول زيارة لرئيس الموساد إلى قطر منذ توقيع اتفاق الرهائن في 17 يناير/كانون الثاني، ويُعد هذا أهم انخراط لبرنياع في قضية الرهائن خلال الأشهر الثلاثة الماضية".

وكان نتنياهو كلف وزير الشؤون الاستراتيجية والمقرب منه رون ديرمر برئاسة الوفد الإسرائيلي المفاوض ولكن في الأسابيع الأخيرة وجهت عائلات الرهائن الإسرائيليين انتقادات حادة لأسلوبه التفاوضي غير المثمر.

مسؤولية المفاوضات

وفي هذا الصدد قال موقع "واللا": "بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق الرهائن في يناير، قرر رئيس الوزراء نتنياهو نقل مسؤولية مفاوضات صفقة الرهائن من برنياع إلى وزيره المقرب رون ديرمر".

وأضاف: "منذ ذلك الحين، توقف برنياع تقريبًا عن التعامل مع قضية الرهائن، باستثناء تلقيه تحديثات من ممثلي الموساد في فريق التفاوض".

وتابع: "في الأسبوع الماضي، سافر برنياع مع ديرمر إلى باريس للقاء مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف على الرغم من أن الاجتماع تناول بشكل رئيسي القضية الإيرانية، إلا أن قضية الرهائن طُرحت أيضًا".

وأردف: "أفاد مصدر مطلع على التفاصيل أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن نفوذ رئيس الوزراء القطري على كبار مسؤولي حماس كبير جدًا".

وأشار إلى أنه "تريد الولايات المتحدة وإسرائيل من رئيس الوزراء القطري إقناع حماس بقبول صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن وفتح محادثات حول صفقة أوسع تُنهي الحرب".

وقال الموقع الإسرائيلي: "في الأيام الأخيرة، أوضحت حماس أنها ليست مهتمة باتفاق جزئي، بل بصفقة شاملة تُطلق فيها سراح جميع الرهائن وتنهي الحرب في غزة".