تقارير وحوارات
أصداء التوتر في حضرموت تبلغ واشنطن
علقت الولايات المتحدة ممثلة بسفارتها في اليمن على الوضع في محافظة حضرموت، وذلك في مظهر على اشتداد التجاذبات في المحافظة اليمنية الأكثر أهمية من حيث المساحة الجغرافية والموقع الإستراتيجي والغني بالثروات الطبيعية، وكذلك في دليل على بلوغ أصداء الأزمة السياسية المتفاعلة هناك أسماع القوى الدولية المهتمة بالشأن اليمني.
وأدّى تصعيد حلف قبائل حضرموت مؤخّرا لحراكه الذي يقول إنّه هادف إلى إنشاء حكم ذاتي في المحافظة وإسناده بقوة عسكرية إلى دخوله في تجاذبات حادّة مع أكثر من طرف من الأطراف المعنية بالشأن الحضرمي وفي مقدمها السلطات المحلية الممثلة للشرعية اليمنية التي أعلن الحلف الذي يقوده عمرو بن حبريش صراحة قطعه التعامل معها، إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي الرافض بشدّة لسيطرة أي طرف على المحافظة التي يقول إنّها جزء لا تنازل عنه من دولة الجنوب المستقلّة التي يعمل على تأسيسها.
وشدّدت السفارة الأميركية في اليمن على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في حضرموت، داعية كافة المكونات السياسية والاجتماعية إلى حل الخلافات الراهنة عبر الحوار السلمي، بعيدا عن التصعيد والتجاذبات.
كما دعت في بيان مقتضب نشرته عبر حسابها في منصة إكس جميع المكونات السياسية والاجتماعية في المحافظة إلى التوحّد في مواجهة الحوثي.
وباتت التوتّرات المتنامية في حضرموت تهدّد استقرار المحافظة ووحدتها الداخلية بعد أن مثّلت على مدى السنوات التي أعقبت طرد تنظيم القاعدة من مركزها مدينة المكلا وعدد من مناطقها سنة 2016 نموذجا للاستقرار وحتى الرخاء الاقتصادي والاجتماعي النسبي.
كما باتت تهدّد وحدة الأطراف المنضوية ضمن معسكر الشرعية المضاد لجماعة الحوثي وذلك في لحظة مفصلية لدى الولايات المتحدة نفسها والتي شرعت في توجيه ضربات قاصمة للجماعة الموالية لإيران.
وأخذا للتهديدات المتربصة بحضرموت على محمل الجدّ دشنت بعض القوى والشخصيات حراكا لنزع فتيل التوترات.
◄ التوتّرات المتنامية في حضرموت باتت تهدّد استقرار المحافظة ووحدتها الداخلية
وتوجهت بعض التحركات صوب المملكة العربية السعودية ذات العلاقة الجيدة بمكونات رئيسية فاعلة في المحافظة بما في ذلك حلف القبائل نفسه والذي زار قائده بن حبريش الرياض مؤخّرا حيث التقى بوزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان.
وصنّفت مصادر وصفت بالمطلعة زيارة بدأها اللواء فرج سالمين البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى الرياض ضمن ما قالت إنّه جهود وساطة يقودها البحسني بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحلف قبائل حضرموت “في محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة بين الجانبين.”
ونشب مؤخّرا تراشق بين الطرفين إثر زيارة قام بها رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى حضرموت حيث وجّه انتقادات للحلف رفضها الأخير بشدّة وردّ عليها بتصريحات نارية، وأيضا بتحركات على الأرض وذلك بتنظيمه أكبر تجمّع للقبائل في منطقة الهضبة جدّد خلاله تمسكه بالحكم الذاتي وبإنشاء قوات حماية حضرموت الأمر الذي رأى فيه الانتقالي محاولة لفرض أمر واقع مرفوض من قبله في المحافظة.