اخبار الإقليم والعالم
هل تتدخل السعودية عسكرياً في العملية البرية المرتقبة ضد الحوثيين؟.. تساؤلات متصاعدة مع اقتراب ساعة الحسم
مع تصاعد الحديث عن قرب تنفيذ عملية برية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، يبرز تساؤل محوري حول موقف السعودية، وما إذا كانت ستنخرط عسكرياً في هذه المرحلة الجديدة من الصراع، خصوصاً بعد أن ظلت في الآونة الأخيرة تفضّل التهدئة والتفاهمات الإقليمية، لا سيما مع إيران.
التطورات الأخيرة تشير إلى أن ساعة الحسم قد اقتربت، فبعد دعوة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، لتوحيد الصفوف ومساندة “معركة الخلاص”، تتعزز المؤشرات على أن عملية عسكرية برية واسعة باتت على الأبواب. العليمي أكد في الذكرى الثالثة لتشكيل المجلس، أن استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي ما زال هدفاً رئيسياً، مشيداً بصمود القوات المسلحة وكافة التشكيلات العسكرية في مواجهة المخططات الحوثية.
في السياق ذاته، عززت تصريحات قيادات بارزة في مجلس القيادة الرئاسي هذا التوجه، إذ أعلن عيدروس الزبيدي، نائب رئيس المجلس، عن ضرورة دعم وتمكين القوات الجنوبية للمشاركة في المعركة، فيما كشف طارق صالح، عن نية تحرير محافظة البيضاء، مشيراً إلى أنها ستكون أولى المحافظات المحررة، وذلك في لقاء جمعه بأبناء المحافظة خلال شهر رمضان.
وفي مؤشر إضافي على التحرك الإقليمي والدولي، بحث وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع نظيره الأميركي بيت هيغسيث، في اتصال هاتفي، تطورات الأوضاع في المنطقة، بما في ذلك التقدم المحرز في العمليات الأميركية التي تهدف إلى تقويض قدرات الحوثيين، والحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر. وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن الوزيرين ناقشا أيضاً فرص توسيع الشراكة الدفاعية، واتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق، وهو ما يفتح الباب أمام تعاون أوسع قد يشمل الدعم البري غير المباشر.
وتأتي هذه التصريحات واللقاءات بالتزامن مع تقرير شبكة CNN الأميركية، الذي كشف عن استعدادات لشن عملية برية ضد الحوثيين، بدعم أميركي وسعودي، مع الإشارة إلى أن الدور الأميركي قد يقتصر على الدعم الاستخباراتي واللوجستي، بينما تنفذ القوات اليمنية العمليات الميدانية المباشرة.
لكن يظل السؤال: هل ستشارك السعودية فعلاً في هذه العملية البرية؟
فالمملكة، رغم كونها لاعباً رئيسياً في التحالف العربي، قد تجد نفسها اليوم في موقف أكثر تعقيداً، بسبب تفاهماتها المستمرة مع إيران، واتصالاتها غير المباشرة مع جماعة الحوثي، ما قد يجعلها حذرة في إعلان دعم واضح لأي عملية برية، خشية من نسف جهود التهدئة.
مع ذلك، قد تلجأ السعودية إلى دعم غير مباشر، عبر تسهيلات عسكرية أو دعم استخباراتي، دون التورط في مواجهات ميدانية، خاصة وأنها تدرك أهمية حسم المعركة على الأرض، وتسعى للحفاظ على توازن دقيق بين الردع والتفاهمات.
ويبقى المستقبل مفتوحاً على كل الاحتمالات، خاصة إذا اتضح أن التدخل البري هو الخيار الوحيد لكسر القبضة الحوثية شمال اليمن.