رياضة وشباب

عبدالله الحمدان من هداف الخليج إلى تجميد جيسوس ورينارد

وكالة أنباء حضرموت

انتصر عبدالله الحمدان مهاجم الهلال والمنتخب السعودي على نفسه تهديفيا ما بين الموسم الماضي والحالي، لكن ذلك لم يكن كافيا لكي يكون اللاعب خيارا مُفضلا لمدربيه سواء على مستوى الفريق أو المنتخب. الحمدان صاحب الـ25 عاما، ومنذ بزوغ نجمه كان يُتوقع له أن يكون من بين الهدافين المميزين للكرة السعودية، ذلك لأنه لاعب يتميز بالمرونة التكتيكية التي تجعله قادراً على اللعب في أي مركز من المراكز الهجومية سواء رأس حربة أو جناح أو مهاجم ثانٍ.

وربما تلك الميزة هي التي جعلته يدخل في حسابات مدربه البرتغالي جورجي جيسوس في الهلال خاصة الموسم الماضي، وأيضا لفت أنظار الفرنسي هيرفي رينارد مع المنتخب. سجل الحمدان 4 أهداف وصنع 6 أخرى في الموسم الحالي على مدار 25 مباراة حتى الآن، علما بأنه في الموسم الماضي سجل 4 أهداف وصنع هدفا وحيدا في 36 مشاركة. لكن مشاركات الحمدان في الموسم الحالي جاءت أغلبها كبديل حيث بلغت دقائق مشاركته 793 دقيقة فقط، وهو معدل ليس بالكثير بالنسبة إلى مهاجم يبحث عن مناطحة الكبار.

ومر الهلال بفترة من عدم وضوح الرؤية بشأن خيارات مدربه البرتغالي جورجي جيسوس في الهجوم، ففي بداية الموسم الحالي عاد البرازيلي نيمار بعد غياب لمدة عام بسبب الإصابة ليدخل الحسابات ثم يتلقى إصابة جديدة تبعده من جديد. وفي أكثر من مناسبة أبدى جيسوس رغبته في ضم لاعب جديد إلى مركز الجناح، ليكون إضافة قوية للهجوم الذي يضم الهداف المتميز ألكسندر ميتروفيتش، بالإضافة إلى بديله البرازيلي ماركوس ليوناردو الذي أظهر تألقا كبيرا في موسمه الأول. كذلك كان لتألق مالكوم وسالم الدوسري دوراً في أن تنحصر خيارات جيسوس في هذه المجموعة من اللاعبين وأن يكون أغلب ظهور الحمدان كبديل مع الفريق، على الرغم من البداية الجيدة للاعب وصناعته هدفين في أول مباراة بالدوري ضد الأخدود.

بقدوم كايو سيزار في يناير من فيتوريا جيماريش البرتغالي، زاد الوضع صعوبة بالنسبة إلى الحمدان، حيث بات وضعه لا يختلف كثيرا عن زمليه محمد القحطاني المهاجم الشاب، إذ يثق جيسوس بشكل أكبر في الخيارات الأخرى مثل ميتروفيتش ومالكوم وسالم وكايو وليوناردو، حتى مع إصابة المهاجم الصربي، أعاد توظيف ليوناردو في مركز رأس الحربة وكسب البرتغالي الرهان عليه.

ولسوء حظ الحمدان أن جيسوس لم يفتقد ميتروفيتش رغم أهميته وتأثيره في هجوم الهلال، إذ أن الصربي الذي سجل 13 هدفا -منها 12 قبل إصابته- استطاع أن يتفوق عليه ليوناردو بتسجيل 17 هدفاً في الدوري، الأمر الذي عزز قوة هجوم الهلال -الأفضل في دوري روشن بـ72 هدفا. وفي ظل تراجع مشاركة الحمدان، فإن استغلال الفرص التي يحصل عليها ليس رفاهية، إلا أن الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمهاجم لا تعكس ذلك، فهو ليس الأفضل على مستوى الربط مع زملائه في الهجوم.

وتشير إحصائيات الحمدان أيضا إلى أن نسبة تحويله الفرص التي يحصل عليها إلى أهداف تصل إلى 20 في المئة فقط، علاوة على ضعف نسبة التسديد على المرمى بواقع 0.5 تسديدة لكل مباراة بحسب موقع “سوفا سكور” الإحصائي. ولأن جيسوس يرفع شعار “الكل يدافع والكل يهاجم” ضمن منظومة الكرة الشاملة التي ينتهجها فإنه لن يقبل بـ70 أو 80 في المئة من مجهود الحمدان، فنرى على سبيل المثال سالم الدوسري (32 عاما) يعود إلى المناطق الدفاعية ويُبعد فرص خطيرة للمنافس من داخل منطقة الجزاء، ونفس الأمر بالنسبة إلى مالكوم، وحتى ميتروفيتش.

أما الحمدان فربما يكون أقل لاعبي الخط الأمامي في المساندة الدفاعية، وهو ما يفسر الاعتماد عليه كبديل وفي أغلب الأحوال بعد ضمان نتيجة المباراة. فقد شارك عبدالله لمدة 5 دقائق ضد العروبة خلال الفوز 5 – 0، وحتى في اكتساح الفتح بنتيجة 9 – 0 شارك مدة 3 دقائق فقط، ولعب 21 دقيقة في مباراة شبه محسومة ضد الوحدة (4 – 1)، كما شارك مدة 7 دقائق أمام الأخدود في مباراة الدور الثاني (4 – 0). وعلى النقيض من ذلك فإن دفْع جيسوس بالحمدان في المواقف الصعبة لم يجن ثماره المدرب البرتغالي، ففي كلاسيكو الاتحاد حين تأخر الزعيم بنتيجة 1 – 3 لجأ المدرب إلى اللاعب الشاب على أمل تحسين النتيجة لمدة 24 دقيقة لكنه لم يقدم الإضافة وفشل الزعيم في زيارة الشباك مرة أخرى.

اقرأ أيضا: الأندية السعودية الكبرى تخطط لضم رودريغو وفينيسيوس
أما على صعيد المشاركة الدولية فقد لاحت فرصة ذهبية للحمدان في كأس الخليج العربي “خليجي 26”، وساعدته الظروف على أن يكون خيارا أساسيا لدى المدرب رينارد، بعد إصابة فراس البريكان وصالح الشهري قبل انطلاق البطولة. وكافأ الحمدان مدربه في هذه البطولة بأن أصبح هدافاً لها بالتساوي مع البحريني محمد مرهون والعماني عصام الصبحي، لكن أهدافه لم تكن كافية لتقود الأخضر إلى ما هو أبعد من الدور نصف النهائي.

كما أن حسابات رينارد أيضا تغيرت بالنسبة إلى الاعتماد على الحمدان، فلم يعتمد عليه بصفة أساسية في العطلة الدولية السابقة، رغم قلة الخيارات لديه على المستوى الهجومي. وزاد الوضع تعقيدا في الجولتين الماضيتين من التصفيات في عطلة مارس الدولية، حيث حقق رينارد ما أراد ضد الصين وفاز بهدف، وأمام اليابان لم يكن المدرب الفرنسي يرغب في أكثر من تعادل سلبي، ومن ثم لم يكن هناك أي وجود للهجوم.

علاوة على ذلك فإن المحرك الأساسي لهجوم الأخضر هو سالم الدوسري، اللاعب الذي يثق به رينارد أكثر من غيره، وبالتالي فإن بقاءه لمدة 90 دقيقة أمر مفروغ منه حتى لو لم يقدم إضافة قوية، بجانب ميل المدير الفني إلى منح فرصة لمروان الصحفي اللاعب الشاب المحترف في بيرشكوت البلجيكي والذي يتميز مهاريا عن الحمدان في المواقف الفردية. ويستمر عقد الحمدان مع الهلال حتى صيف 2026، إلا أن تراجع مشاركته مع فريقه سيكون له أثر بالتبعية على حضوره الدولي وفرصة مشاركته بقميص المنتخب.

نزيف في صفوف الحوثيين.. مقتل 88 قياديا خلال مارس


أمريكا وإيران.. 46 عامًا من التوترات


إضراب السجناء السياسيين في إيران في الأسبوع الـ 62 من حملة «ثلاثاء لا للإعدام»


البيت الأبيض: ترامب سيتوجه إلى السعودية في مايو