اخبار الإقليم والعالم
محمد بن زايد والسيسي.. 56 قمة ولقاء تتوج علاقات الأخوة والشراكة
قمة إماراتية مصرية هي الثالثة التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال 3 شهور.
تلك القمة جاءت خلال زيارة أخوية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى مصر التي وصلها اليوم السبت في رابع زيارة خلال عام، بعد الزيارات التي أجراها في أكتوبر/تشرين الأول وأغسطس/آب، ومارس/آذار من العام الماضي.
قمم دورية ولقاءات متتالية ومباحثات مستمرة تبرز العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، وحرص قادتهما المشترك على تبادل وجهات النظر تجاه مختلف القضايا والتنسيق المشترك بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وبلقاء اليوم يرتفع عدد القمم واللقاءات التي جمعت الزعيمين خلال 11 سنة إلى 56 قمة ولقاء، حسب إحصاء لـ«العين الإخبارية»، بينها 21 لقاء وقمة جمعتهما منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار 2022، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين.
رقم قياسي من القمم واللقاءات خلال فترة قصيرة يبرز عمق العلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين.
توقيت مهم
الزيارة تأتي في توقيت حرج يزيد أهمية المباحثات بين قادة البلدين، في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة وخصوصا في غزة ولبنان والسودان.
واستأنفت إسرائيل قصفها المكثف لغزة الثلاثاء، مشيرة إلى الجمود في المفاوضات غير المباشرة بشأن الخطوات التالية في الهدنة بعد انتهاء مرحلتها الأولى في وقت سابق من هذا الشهر.
في الوقت نفسه، شن الجيش الإسرائيلي، السبت، ضربات على مواقع لحزب الله بجنوب لبنان، في رد ينذر بتجدد الحرب ببلد لا يزال يعاني من مخلفات السابقة.
ومن لبنان إلى السودان، حيث اقتربت الحرب من إكمال عامها الثاني، لا يزال الجيش والدعم السريع يقاتلان بشراسة لبسط سيطرتهما على الأرض، مما أدى إلى اتساع رقعة القتال وارتفاع أعداد القتلى والجرحى ومعدلات النزوح والجوع.
ويعد لقاء اليوم ثاني لقاء يجمع الزعيمين خلال شهر، بعد مشاركتهما في اللقاء الأخوي التشاوري الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض 21 فبراير/شباط الماضي، وشارك فيه إلى جانب الزعيمين، قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، والمخصص لتبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
اللقاء يُعد كذلك الثالث بين زعيمي البلدين خلال 3 شهور، بعد اللقاء الذي جمعهما خلال الزيارة التي أجراها الرئيس السيسي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي 16 يناير/كانون الثاني الماضي، وعقد خلالها الزعيمان قمة تم خلالها بحث العلاقات الأخوية وجوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تنميته في جميع المجالات خاصة التنموية والاقتصادية والاستثمارية بما يخدم مصالحهما المشتركة ويحقق تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار.
وأكد الزعيمان ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع، ومواصلة المساعي الحثيثة لتنفيذ «حل الدولتين»، كونه السبيل لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم والشامل في المنطقة.
كما أكدا حرصهما على وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها، إلى جانب أهمية بدء عملية سياسية شاملة تضم جميع مكونات الشعب السوري. وشدد الجانبان على ضرورة العمل من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة لمصلحة شعوبها.
ويُعد لقاء اليوم -كذلك- السادس من نوعه خلال 8 شهور والسابع خلال عام، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين والحرص على التشاور المستمر بين قادتهما.
لقاءات دورية
وسبق أن التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس السيسي على هامش قمة «بريكس 2024» في مدينة قازان بروسيا يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لبحث علاقات التعاون المشترك وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية وتسهم في دفع عجلة التقدم والازدهار بما يخدم المصالح المشتركة ويعود بالخير على شعبي البلدين.
وكان هذا هو اللقاء الثاني بين الزعيمين خلال الشهر نفسه، بعد الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لمصر، وشهد خلالها الزعيمان إعلان مخطط مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي الغربي في مصر باستثمارات مباشرة قدرها 35 مليار دولار.
كما شهد الزعيمان مراسم توقيع اتفاقية تطوير المشروع بمدينة رأس الحكمة وإعلان القابضة (ADQ)، الشركة الاستثمارية القابضة التابعة لحكومة أبوظبي، تعيين مجموعة "مُدن القابضة" الإماراتية، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية تحت الرمز: MODON، مطوراً رئيسياً لمشروع رأس الحكمة.
وشهد الزعيمان -أيضا- إبرام مجموعة "مدن القابضة" الإماراتية اتفاقيات تعاون مع أول مجموعة من الشركاء والمستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة.
وستضم مدينة رأس الحكمة، التي تمتد على مساحة تزيد على 170 مليون متر مربع، مرافق سياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية إلى جانب مشاريع سكنية وتجارية وترفيهية.
ويقع "مشروع مدينة رأس الحكمة" على الساحل الشمالي لمصر على بعد 350 كيلومتراً شمال غرب القاهرة.. ومن المتوقع أن يصل إجمالي الاستثمار التراكمي لهذا المشروع العملاق إلى 110 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2045.
وسيسهم المشروع بشكل كبير في الناتج المحلي للاقتصاد المصري بنحو 25 مليار دولار أمريكي سنوياً، وسيوفر ما يقرب من 750 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر.
وقوبل رئيس دولة الإمارات خلال زيارته بحفاوة استثنائية وترحيب خاص على الصعيدين الرسمي والشعبي.
جاءت لقاءات شهر أكتوبر/تشرين الأول بعد نحو شهرين من لقاء الزعيمين مطلع أغسطس/آب الماضي في مدينة العلمين الجديدة المصرية، خلال زيارة خاصة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى مصر، استمرت عدة أيام.
لقاء جاء بعد شهور قليلة من قمة جمعت الزعيمين خلال زيارة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة 23 مارس/آذار الماضي، وتم خلالها بحث العلاقات الأخوية ومختلف مسارات التعاون والعمل المشترك ومواصلة دفعهما إلى الأمام بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين ويسهم في تحقيق تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار، وذلك في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية البنّاءة التي تجمعهما في جميع أبعادها الاقتصادية والتنموية والسياسية.
وشدد الزعيمان خلال اللقاء على ضرورة التحرك الدولي الجاد لفتح آفاق للمسار السياسي والدفع تجاه السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة على أساس "حل الدولتين" كونه السبيل لتعزيز الأمن والاستقرار فيها.
علاقات تاريخية
وتكتسب العلاقات بين مصر ودولة الإمارات قوتها من جذورها التاريخية، التي تعود إلى ما قبل تأسيس الاتحاد عام 1971، التي أرسى دعائمها مؤسس دولة الإمارات -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وكانت رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تنطلق أبعد من حدود الاتحاد في استهداف مستقبل عربي مزدهر ومتضامن، وهو ما عبر عنه بمسارعته -وكان وقتها حاكم إمارة أبوظبي- لدعم مصر بعد حرب 1967.
وعقب قيام اتحاد دولة الإمارات كانت مصر من أوائل الدول التي دعمته بشكل مطلق، حيث سارعت للاعتراف به فور إعلانه، وقامت بتبادل العلاقات على مستوى السفارات، ودعمته إقليميا ودوليا معتبرة أنه ركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة تصب في صالح قوة العرب.
وبالفعل، أثبتت التطورات سريعا أن الاتحاد قوة للعرب، برز ذلك جليا خلال الموقف الإماراتي التاريخي المساند لمصر في عام 1973 ودعم حقها في استعادة أراضيها المحتلة، فكان قرار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوقف تصدير البترول إلى الدول المساندة لإسرائيل، معلنا أمام العالم أجمع مقولته التاريخية "النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي".
وازدادت العلاقات قوة على مدار السنوات، حتى وصلت إلى مرحلة تقارب وتنسيق غير مسبوقة.
ولا ينسى المصريون الوقفة التاريخية لدولة الإمارات، في أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران بمصر عام 2013، وما عانته مصر -آنذاك- من ظروف اقتصادية صعبة، وكانت دولة الإمارات بقيادتها ودبلوماسيتها وأموالها في طليعة الدول الداعمة لها لتنهض مجددا وتستعيد دورها.
ومع تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حكم مصر عام 2014، وصلت خصوصية العلاقات بين الدولتين ذروتها، حيث شهدت تطورا كبيرا ونوعيا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها.
ومن الأحداث الفارقة لدى المصريين الكلمة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الرئيس السيسي عقب توليه رئاسة مصر في يونيو/حزيران 2014، التي قال فيها إن «الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسندا قويا لها».
ومنذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار 2022، جمعته 21 لقاء وقمة مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي.
قمم ولقاءات نقلت مستوى العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة إلى مراحل متقدمة مما أسهم في تعزيز حضورهما، كأحد أهم اللاعبين الأساسيين في المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري.