اخبار الإقليم والعالم

إسرائيل مع حكومة الشرع وضدها: الموقف يرتبط بأي جغرافيا ومع أي جماعة

وكالة أنباء حضرموت

تجد إسرائيل نفسها في مفارقة حيال الإدارة السورية الجديدة التي يرأسها أحمد الشرع؛ فهي تقصف مواقع قريبة من الحدود السورية بشكل موجه بهدف القضاء على الأسلحة، لكن الجيش الإسرائيلي في الوقت نفسه يمكن أن يتدخل لضرب تحركات حزب الله على الحدود السورية – اللبنانية في ذروة التوتر بين بيروت ودمشق.

تبدو إسرائيل، ميدانيّا، مع حكومة الشرع وضدها في الوقت نفسه، فقط الموقف يرتبط بأي جغرافيا ومع أي جماعة تلتقيان فيها أو تختلفان. وإذا تحركت القوات السورية وضايقت الدروز فسيتدخل الإسرائيليون ويضربونها. لكن إذا تحرك حزب الله أو العشائر الموالية له في منطقة الحدود لضرب السوريين فإن من الوارد أن يتحرك الإسرائيليون ويضربوا أعداء السوريين من جماعة حزب الله وحلفائه.

إسرائيل لا تثق بالمرونة التي تبديها المجموعات التي تسيطر على دمشق، وتنظر إلى الخطر الذي يمكن أن تمثله على أمنها على المدى البعيد

وشهدت المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان هدوءا حذرا بالتزامن مع إعادة انتشار الجيش اللبناني. لكنّ مراقبين يرون أن انتشار الجيش اللبناني قد يكون مؤقتا بهدف فك الاشتباك، غير أن حزب الله وحلفاءه قد يعودون في أي لحظة، ما يعني استئناف الاشتباكات.

وتلتقي إسرائيل والإدارة السورية الجديدة على أرضية واحدة؛ هي مواجهة حزب الله ومنعه من تفعيل شبكات تهريب السلاح والمخدرات عبر الأراضي السورية. وليس مستبعدا أن تتدخل إسرائيل لضرب حزب الله أو إتلاف شحنات يتم تهريبها من مخازن ومستودعات لعلها ما زالت تحت نفوذ شبكات تابعة له، وتلتقي بذلك مع إدارة الشرع في توقيت واحد وإزاء خصم واحد.

وفيما تعمل إسرائيل على ضرب مساعي الحزب للحصول على أسلحة من إيران، تتهم إدارة الشرع الحزب وشبكاته بترتيب محاولة التمرد التي حصلت قبل أسبوع في الساحل السوري، وبأنه يحرك فلول الأسد بدعم من إيران لضرب الاستقرار.

ولا تنسى المجموعات المسلحة، التي تسيطر على دمشق، لحزب الله دوره في إسناد نظام الرئيس السابق بشار الأسد خلال الحرب وتتهمه بالتطهير الطائفي لمناطق سنية.

ويبلغ طول الحدود بين سوريا ولبنان نحو 300 كيلومتر. وكانت هذه الحدود في عهد نظام الأسد قد تحولت إلى أرض مشاع استخدمها حزب الله في تهريب الأسلحة والذخائر وحبوب الكبتاغون.

لكن التوافق السوري – الإسرائيلي على استعداء حزب الله وضرب شبكاته على الحدود يتحول إلى حالة عداء في بقية الجغرافيا السورية.

وتضغط إسرائيل على دمشق بورقة حماية الدروز والدفاع عنهم بعد المناوشات التي حصلت بين القوات السورية ومسلحين محليين في محيط مدينة جرمانا التي يتمركز فيها الدروز. ونجحت تل أبيب في كسر القطيعة مع دروز سوريا بأن سمحت لوفد من شيوخ الطائفة بزيارة مناطق درزية في الجولان المحتل.

وأعطت الزيارة دفعا قويا لجهود إسرائيل في اتخاذ موضوع حماية الدروز مدخلا للضغط على دمشق، وهو ما يعني أيضا أن هناك فئة مهمة من الدروز لم تعد تثق بقدرة الدولة السورية على حمايتها، ما يدفعها إلى البحث عن بديل حتى لو كان إسرائيل.

وبالتوازي مع لعبة ورقة الدروز تستمر إسرائيل في ضرب مواقع القوات السورية الجديدة غير عابئة بالرسائل التي بعثت بها إدارة الشرع في أكثر من مرة، لتأكيد أنها لا ترغب في الحرب، وأنها لا تعادي سوى حزب الله وإيران.

التوافق السوري – الإسرائيلي على استعداء حزب الله وضرب شبكاته على الحدود يتحول إلى حالة عداء في بقية الجغرافيا السورية

ولا تثق إسرائيل بالمرونة التي تبديها المجموعات التي تسيطر على دمشق، وتنظر إلى الخطر الذي يمكن أن تمثله على أمنها على المدى البعيد. والصمت الإسرائيلي يمنح هذه المجموعات الوقت لتتجهز وتتدرب في انتظار تنفيذ هجمات، تماما مثلما جرى لتجربة إسرائيل مع حماس قبل حرب أكتوبر 2023.

وجاء في بيان للجيش “هاجمت طائرات سلاح الجو قبل قليل في منطقة خان أرنبة في جنوب سوريا مدافع شكلت تهديدا لدولة إسرائيل.”

ومنذ الإطاحة بالأسد شنّت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.

وفي فبراير طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.

واكتفت وزارة الخارجية السورية بالتنديد بالضربات الإسرائيلية على مدينة درعا، وقالت إنها أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

خطوات التظلم والاستعلام عن نتيجة «سكن لكل المصريين 5»


بعد قرار الفائدة.. جيروم باول يتحدث عن الضبابية والتضخم ورسوم ترامب


«إف-35».. الخاسر الأكبر من سياسات ترامب


توخيل يستهل مشوار المونديال مع إنجلترا وقمة بين ألمانيا وإيطاليا