تقارير وحوارات
أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
في ظلّ فصول من الظلم والقمع التي يمرّ بها الوطن الإيراني، يبرز اليوم نداءٌ جريءٌ للنهوض والتحرر قائم على المقاومة المنظمة والتضامن الوطني والدولي. إن كلمات السيدة مريم رجوي التي تم بثها خلال تظاهرات واشنطن في يوم المرأة العالمي ما هي إلا صرخةٌ تحث أبناء إيران على أن يضعوا مستقبلهم في أيديهم، فلا مجال للاعتماد على الحظ أو الصدفة لتغيير واقعٍ دام طويلاً في قمع الحرية وتقييد الحقوق.
التحرك الداخلي: إرادة الشعب للتغيير
لا يخفى على أحد أن الشعب الإيراني لم يعد يحتمل وطأة النظام المستبد الذي يمارس العنف والقمع ضد كل من يسعى إلى الحرية والعدالة. ففي قلب كل إقليم وكل حي من أحياء إيران، تتأجج مشاعر الاستياء والانفجار الشعبي، حيث أدرك المواطنون أن الحل الوحيد يكمن في النهوض والتحرك الجماعي. فالكثير من التجمعات والمظاهرات التي اندلعت في المدن الإيرانية لم تكن مجرد احتجاجات عابرة، بل هي تعبيرٌ حقيقيٌّ عن إرادة الشعب في إنهاء حقبة الاستبداد التي طال أمدها.
إن مبدأ المقاومة الذاتية لا يعني الاعتماد على دعم خارجي فقط، بل يشير إلى القدرة على تنظيم وتوجيه النضال الداخلي بحيث يصبح التغيير حتميًا. فقد أدرك أبناء هذا الوطن أن التغيير لا يأتي بمحض الصدفة، بل هو ثمرة تعب وسهر من أجل حرية تستحق أن تُدافع عنها الأرواح. وعليه، فإن المقاومة المنظمة التي تقودها صفوف من الشباب والشابات تعكس روح التحدي والعزيمة القوية لمواجهة كل أشكال القهر.
النشاط الدولي ودعم الشتات الإيراني
لم يقتصر النضال الإيراني على الحدود الداخلية فحسب، بل امتدّ ليشمل المحافل الدولية التي أصبح فيها الشتات الإيراني أحد أهم العوامل الداعمة لهذا التحول التاريخي. ففي قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، تجمع آلاف الإيرانيين والمناصرين للقضية الإيرانية أمام مبنى الكونغرس، حيث تحولت الشوارع إلى منصةٍ تبرز الوحدة الوطنية والدعم العالمي لتحقيق الحرية. وقد تضمن التجمع تصريحات من شخصيات بارزة أمريكية، أكدت أن استمرار النظام الاستبدادي يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام في المنطقة.
وقد صرح أحد المسؤولين الأمريكيين بأن «الدعم الحقيقي للشعب الإيراني لا يحتاج إلى تدخل خارجي مبالغ فيه، بل يكمن في تمكين أبناء إيران من تنظيم أنفسهم والعمل بإرادة جماعية لتحقيق الديمقراطية». وهكذا، يتضح أن الدعم الدولي للثورات الشعبية يتماشى مع الرؤية التي تؤمن بأن تغيير النظام لا يمكن أن يكون مهمشاً أو معزولاً عن إرادة الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها.
دور المرأة: ركيزة النهوض والتحرر
لا يمكن الحديث عن مسيرة المقاومة دون التأكيد على الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في النضال الإيراني. ففي خطابها المؤثر، شددت السيدة مريم رجوي على أن المرأة ليست مجرد شريكة، بل هي القوة الدافعة وراء التغيير الحقيقي، إذ أن مشاركتها الفاعلة والمتكافئة في الحياة السياسية والاجتماعية تعتبر الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل حر ومشرق. وفي كل زاوية من زوايا الاحتجاجات سواء داخل إيران أو خارجها، نجد نساءً يقفن في الصفوف الأولى يعبرن عن عزيمتهن في مواجهة القيود والظلم.
إن تمكين المرأة يمثل شرطاً أساسياً لكسر قيود الاستبداد وتحقيق انقلاب حقيقي في المشهد السياسي الإيراني. ومن هنا، فإن نداء «النساء هن قوة التغيير» لم يعد مجرد شعار بل أصبح واقعاً ملموساً، تتجسد قوته في تنظيم حملات ومبادرات تعكس الإرادة الجماعية للنهوض بمجتمع يستحق الحرية والكرامة.
التغيير كخطوة نحو سلام دائم في المنطقة
إن النضال الإيراني، بمظاهره ومطالبته بالتحرر من نظام قمعي، لا يقتصر أثره على داخل الحدود الوطنية فحسب، بل يتعداه إلى أفق أوسع في الشرق الأوسط. ففي زمنٍ تشتد فيه التوترات الإقليمية وتتكاثر فيه التدخلات الخارجية، يُعدّ تحقيق تحولٍ ديمقراطي في إيران خطوةً جوهرية نحو إرساء قواعد السلام والاستقرار في المنطقة. إذ أن استمرار النظام الحالي لا يضمن فقط بقاء معاناة الشعب الإيراني، بل يُؤجج فتيل الصراعات الإقليمية ويعيق مساعي تحقيق المصالحة الشاملة.
ومن هنا، فإن دعم التحركات الشعبية داخل إيران وخارجها يشكّل عنصرًا حاسمًا في رسم مستقبلٍ ينهض فيه شعبٌ كامل الإرادة لاستعادة حريته واستقرار بلاده. هذا الدعم الدولي، الذي يجسد روح التضامن مع الثورة، يُرسل رسالةً واضحةً إلى النظام المستبد بأن الوقت قد حان لتغيير معادلة السلطة.
نحو مستقبلٍ تتوجّه فيه آمال الحرية
إن رؤية التغيير الذي دعا إليه النضال الإيراني اليوم تعتمد على الوحدة الوطنية والتكاتف الجماعي بين كل من يسعى إلى الحرية والعدالة. فالنضال ليس طريقاً سهلاً، ولكنه الطريق الوحيد الذي يمكن أن يقود إلى إنهاء حقبة القمع والتسلط. إن «أفق جديد للنضال» هو دعوة لتجديد العزم وتنشيط الأمل في مستقبلٍ تُمنح فيه الحقوق للجميع، ويصبح فيه صوت كل فرد من أبناء هذا الوطن مسموعًا.
ختاماً، تبقى رسالة النضال الداخلي والدولي تردد صداها في كل قلبٍ ينشد الحرية. إنه نداء للتحرر من قيود الاستبداد، ودعوة للمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل يستند إلى الإرادة الجماعية والقوة الشعبية. ومع تواصل الدعم الدولي وتفعيل القوى الداخلية، يبقى الأمل في تحقيق تغيير حقيقي يتوجّبه إنهاء فترة الظلم وبداية عهدٍ جديد من العدالة والكرامة لشعب إيران الحر.