اخبار الإقليم والعالم

الصين تتجاوز «مبدأ مونرو» وتُبحر في الكاريبي

وكالة أنباء حضرموت

في خطابه لحالة الاتحاد عام 1823، أسس جيمس مونرو، خامس رؤساء الولايات المتحدة، لمبدأ رافض استغلال الامبراطوريات الأوروبية المناطق المحررة بالأمريكتين.

وخلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تطور "مبدأ مونرو" وأصبح يعني معارضة الولايات المتحدة لأي قوة أجنبية معادية محتملة تؤسس نفوذا في الأمريكتين، وهو ما دفع واشنطن إضافة إلى عدد من العوامل الأخرى للقيام بسلسلة من التدخلات العسكرية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

وبالرغم من مبدأ مونرو، شهدت العقود القليلة الماضية زيادة كبيرة في النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي الصيني في منطقة الكاريبي وسط مخاوف من أن تؤدي التخفيضات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة، وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وفي الوقت الذي تعد فيه الصين المنافس الجيوسياسي الرئيسي للولايات المتحدة، توسعت التجارة والاستثمارات الصينية في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية.

وبحسب أرقام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ارتفعت التجارة الصينية مع منطقة البحر الكاريبي من مليار دولار في عام 2002 إلى 8 مليارات دولار في عام 2019، إذ تم تسجيل صادرات صينية بقيمة 6.1 مليار دولار وواردات بقيمة 1.9 مليار دولار.

ومنذ عام 2022، انضمت 10 دول في منطقة البحر الكاريبي إلى مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها بكين، وهي برنامج اقتصادي صيني طموح.

وفي تصريحات لـ"نيوزويك"، اعتبر إيفان إليس، أستاذ الأبحاث في معهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي والمتخصص في العلاقة بين أمريكا اللاتينية والصين أن الشركات الصينية الفردية لديها في المقام الأول أهداف تجارية، إلا أن بكين تراقب عن كثب الصورة الاستراتيجية الأوسع.

وقال: "لا أعتقد أن الشركات الصينية تسعى إلى الوجود في المنطقة بشكل أساسي بسبب القيمة العسكرية، ومع ذلك فإن الفرص العسكرية التي يوفرها هذا الوجود التجاري والعلاقات السياسية والعسكرية المحتملة في وقت الحرب، واضحة لجيش وحكومة الصين".

من جانبه قال آلان ميندوزا، المدير التنفيذي لمؤسسة هنري جاكسون البحثية الأمنية ومقرها لندن، إن بكين تسعى بنشاط إلى تحدي الولايات المتحدة في منطقة البحر الكاريبي.

ومع تنصيبه في يناير/كانون الثاني الماضي، أعرب ترامب عن غضبه من نفوذ الصين المتزايد حول قناة بنما خلال العقدين الماضيين، حيث تعهد الرئيس الأمريكي بإعادة القناة إلى ملكية الولايات المتحدة بعد تسليمها في عام 1999 بموجب معاهدة عام 1977.

من جهة أخرى، من المتوقع أن يتأثر النفوذ الأمريكي بتخفيض إدارة ترامب لعدد الموظفين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وإعلان وزير الكفاءة الحكومية إيلون ماسك أنه سيتم إغلاقها تمامًا.

ووفقًا لدائرة أبحاث الكونغرس، طلبت إدارة بايدن 2.2 مليار دولار من مساعدات الوكالة لمنطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية في السنة المالية 2025.

وسيقلل هذا الأمر من النفوذ الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى لصالح منافسين مثل الصين.

وقال البروفيسور إريك هيرشبيرج، الخبير في السياسة في أمريكا اللاتينية إن النفوذ الصيني المتنامي كان جزئياً رداً على فشل الولايات المتحدة في توفير ما تحتاجه منطقة الكاريبي وأميركا الوسطى.

حرائق الغابات في هامبتونز تحت السيطرة.. لكن الخطر لم ينته بعد


«القهوة المضادة للرصاص».. أغرب نظام غذائي لنجم أتلتيكو مدريد


بسبب ليفربول.. انسحاب أرتيتا من مقابلة على الهواء


يتناول الحلوى أولاً.. لماذا يتبع ليفاندوفسكي نظاما غذائياً عكسياً؟