تقارير وحوارات
ضحايا إرهاب الحوثي.. كرة القدم «أمل جديد» لمبتوري الأطراف في اليمن
خلفت الحرب في اليمن إعاقات في أوساط المدنيين والعسكريين، وتسببت بحالات بتر للأطراف؛ نتيجة انتشار الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي.
ونتج عن ذلك وجود فئة واسعة من المواطنين الذين يعانون من بتر الأعضاء، ممن باتت أعدادهم تتزايد بشكل لافت؛ نتيجة الحرب الحوثية وانتشار الألغام والتي خلفت أكثر من 10 آلاف ضحية.
فئة وجدت من يهتم لأمرها، وينظم لها الفعاليات التي تخرجهم من وضع العزلة التي يعايشونها بسبب حالتهم التي وجدوا أنفسهم فجأة فيها، دون سابق إنذار.
ومن تلك الفعاليات، ما قامت به هيئات رعاية الجرحى في محافظة عدن، ووزارة الشباب والرياضة اليمنية، بتنظيم مباراة كروية بين منتخبي مدينتي عدن وتعز، من مبتوري الأعضاء.
مباراة من نوع خاص، أقيمت في أجواء مليئة بالتفاؤل، وامتزجت بروح العزيمة والإصرار، قدم من خلالها لاعبو الفريقين فواصل كروية فريدة من التحدي والإصرار.
وتقاسم الفريقان الأفضلية والتفوق في شوطي المباراة، حيث سيطر منتخب محافظة تعز على الشوط الأول، وأنهاه بالتقدم بهدف دون مقابل، فيما استحوذ منتخب محافظة عدن على الشوط الثاني وتمكن من تسجيل هدف التعادل؛ الذي انتهى به اللقاء.
وفي ختام المباراة، تم تكريم الفريقين بالجوائز العينية المقدمة من منظمي الفعالية، سلمها وكيل محافظة عدن لشؤون الشهداء والجرحى، علوي النوبة.
مباراة للثقة
نجم المنتخب اليمني السابق، الكابتن علاء الصاصي، أحد منظمي المباراة والداعين لها، قال إن المباراة "حبية وأخوية بين منتخبي عدن وتعز لمبتوري الأعضاء، وجاءت كبداية تجريبية من أجل التعارف وتنظيم مباريات أخرى".
وأضاف الصاصي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن المباراة "هدفت إلى منح اللاعبين من مبتوري الأعضاء الثقة بأنه لا يوجد مستحيل، وأنهم فئة تستحق أن تسعد وتفرح وتمارس حياتها، وتعيش أجواءً رياضية".
وأشار لاعب المنتخب اليمني السابق، إلى أن هذه "الخطوة تحول دون انغماس هؤلاء اللاعبين في اليأس بسبب بتر أعضاءهم، وهي خطوة تزيد من حماسهم وتعطيهم دافع بأنهم قادرين على الوصول وتحقيق أي شيء يريدونه".
وحول كيفية تجميع اللاعبين، كشف الصاصي أنه تم "عبر التواصل معهم من قبل أصحاب الفكرة ومنفذيها وهم مجموعة من الشباب الطموح في مدينة تعز، الذين نجحوا في ذلك، وتواصلوا مع بقية المحافظات اليمنية، حتى يمارسوا حقوقهم الرياضية".
مشيرًا إلى أن "المشاركة في المباراة لم تقتصر على جرحى الحرب، أو ضحايا الألغام الحوثية، وإنما شارك فيها لاعبون مبتوري الأعضاء من غير ضحايا الحرب".
الصاصي كشف عن "تشكيل اتحاد رياضي خاص بهذه الفئة من مبتوري الأعضاء ما زال قيد الدراسة، متمنيًا أن يتجسد مثل هذا الاتحاد واقعًا ملموسًا على الأرض".
دعم رئاسي
وكان الأمين العام للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية عبدالوهاب العامر التقى، الاثنين، في مدينة المخا، بعثة فريق مبتوري الأطراف لكرة القدم بمحافظة تعز، بعد مشاركتهم في بطولة رياضية بالعاصمة المؤقتة عدن.
ورحب العامر ببعثة فريق مبتوري الأطراف، مؤكدًا دعم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، للشباب والرياضة وفي مقدمتهم شريحة ذوي الهمم العالية من مبتوري الأعضاء.
كما أشاد العامر بالعزيمة والإصرار والروح المعنوية التي يتحلى بها لاعبو الفريق، ما مكنهم من التغلب على الإعاقة، والمنافسة في البطولات الرياضية.
بدوره، ثمّن رئيس البعثة- نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة تعز الكابتن نبيل مكرم، حفاوة الاستقبال الذي حظيت به البعثة من المكتب السياسي خلال زيارتها لمدينة المخا، مشيرًا إلى أن هذا الفريق يعد الأول من نوعه بمحافظة تعز.
من جهته، قدم مؤسس الفريق جهاد صالح شرحًا مفصلًا عن نشأة الفريق والمشاركات الرياضية التي خاضها، مؤكدًا أن هذه الشريحة لديها اتحادات عربية ودولية معترف بها.
وكانت الحرب الحوثية في اليمن خلفت عشرات الآلاف من الضحايا نتيجة الألغام التي تنفرد مليشيات الحوثي بزراعتها، ما خلق مأساة لدى ملايين الأسر في البلاد.
ووفقا للمسؤولين اليمنيين فقد تم توثيق أكثر من 10 آلاف ضحية بين المدنيين بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون في عديد محافظات يمنية