اخبار الإقليم والعالم

السيسي يستثمر الحالة الترامبية المزعجة لأوروبا لحشد الدعم ضد التهجير

وكالة أنباء حضرموت

 تحاول القيادة المصرية استثمار انزعاج بعض الدول الأوروبية من تصورات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه التعامل الصادم مع عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وتسعى القاهرة إلى جمع الأصوات المتنافرة، لرفض مقترحه حول توطين سكان قطاع غزة في مصر والأردن، بزعم أنه الحل الوحيد لوقف الحرب.

ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز في مدريد، الأربعاء، المجتمع الدولي إلى تبنّي خطة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، مؤكدا موقف بلاده الثابت الداعي إلى ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

ووصف بيدرو سانشيز مقترح ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه بأنه عمل “غير أخلاقي ويتعارض مع القانون الدولي. غزة ملك للفلسطينيين وهي جزء من دولة فلسطين المستقبلية.. وأن أيّ محاولة للتهجير سيكون لها تأثير مزعزع للاستقرار إقليميا وعالميا“.

وتعمل القاهرة على توسيع نطاق رفض دول الاتحاد الأوروبي لمقترح ترامب، والاستفادة من “الفوبيا” التي أصابت العديد من قادتها، لأن تمرير مقترحات الرئيس الأميركي الخاصة بمستقبل غزة، ووقف الحرب في أوكرانيا، بسهولة يمكن أن تقوده إلى تصرفات أشد قسوة على مصالح دول أوروبا الحيوية.

ولذلك يعمل الأوروبيون على تشكيل تكتل ضد سياسات ترامب، ويريد السيسي توظيفه لصد مقترح التوطين، وتوفير دعم دولي كبير لخطة مصر لإعادة إعمار غزة، والتي تتعاون القاهرة حولها مع الأردن والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، ومن المتوقع أن تحظى بمباركة في قمة الرياض التي تضم قادة هذه الدول، الجمعة.

وأكد رئيس وزراء إسبانيا أن بلاده ستواصل دعم الحلول السياسية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، واصفا القمة العربية الطارئة بالقاهرة في الرابع من مارس المقبل بأنها “مهمة جدا“.

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي إن زيارة السيسي تستهدف تقوية الموقف المصري نحو رفض التهجير، وجاءت في إطار تكامل الأدوار بين القاهرة ودول الاتحاد الأوروبي الداعمة لهذا الموقف، وإن القاهرة تعمل على أن يحظى موقفها بدعم غربي في مواجهة الرغبة الأميركية – الإسرائيلية، وتوظيف الوزن الإسباني القوى داخل الجماعة الأوروبية لحشد جهود سياسية كبيرة لرفض التهجير.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن العلاقات بين مصر وإسبانيا جيدة، وهناك اتفاق على تعزيز التعاون والتشاور بشأن ملفات مختلفة منذ زيارة بيدرو سانشيز إلى القاهرة قبل عام، وفي مقدمتها الملف السياسي بعد أن اعترفت مدريد بدولة فلسطين، وعقب استقبال ملك إسبانيا فليب السادس لسفير فلسطين وتسلم أوراق اعتماده كأول سفير لدولة فلسطين لدى المملكة الإسبانية.

وجاءت زيارة السيسي إلى مدريد بعد يوم واحد من انعقاد اجتماع أوروبي لمناقشة الموقف من أوكرانيا، وأن القاهرة لديها رغبة في التعرف على تطورات التحركات الأوروبية والتعرف على مسار الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.

وتنتاب الجبهة الجنوبية في أوروبا هواجس من أن تصبح خطة ترامب الاقتصادية والأمنية تجاه قطاع غزة مقدمة لحدوث تحولات كبيرة في شرق وجنوب البحر المتوسط، بما يخدم أهداف واشنطن ويضر بمصالح الكثير من الدول الأوروبية.

ولإسبانيا مواقف واضحة في دعم القضية الفلسطينية، ولم تتردد في توجيه اتهامات لإسرائيل أثناء حربها على غزة بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان القطاع، وانتقادات لتصرفات قادة إسرائيل نحو إنكار حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشارت صحيفة “إيه بى سي” الإسبانية إلى أن زيارة الرئيس السيسى إلى مدريد لها دور في تقوية العلاقات الثنائية، وهي رسالة إلى العالم لرفض مقترح ترامب بشأن غزة. واقترحت إسبانيا على مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي نشر بعثة على معبر رفح لدعم السلطة الفلسطينية، حيث ستشارك إسبانيا بقوات الحرس المدني.

ولم تكتف القاهرة برفض مقترح ترامب ومعارضته بشكل دبلوماسي، بل تعمل على جمع دول ومنظمات إقليمية ودولية تساندها من أجل خلق أجواء داعمة للقضية الفلسطينية وثوابتها، والعودة إلى آليات حلها على أساس قوانين الشرعية الدولية التي يحاول ترامب تجاهلها ويسعى قادة إسرائيل إلى العصف بها.

وعبّر وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال اتصال هاتفي مع نظيره البلغاري جورج جورجيف، الأربعاء، عن تطلع القاهرة لقيام المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي بدعم مساعي بلاده حول غزة.

ويقول مراقبون إن انزعاج أوروبا من تصرفات ترامب يلعب دورا مهما في دعم توجهات مصر الرافضة للتوطين، ويجدون فيها فرصة لإظهار نوع من التضامن الدولي، وعدم مسايرة الرئيس الأميركي في أفكاره الخارجة عن المألوف، وتأكيد عدم القبول بها، من منطلق أنها تحمل انعكاسات سلبية على مصالحهم والعالم.

ويضيف هؤلاء المراقبون أن نجاح مصر والدول العربية في تغيير موقف ترامب، وتليين رؤيته نحو غزة، اختبار عملي لطبيعة ما يحمله من تصورات حيال قضايا مهمة يريد تطويعها لمصالح بلاده فقط، وهو ما قرأته القاهرة جيدا وتسعى إلى تحويله إلى تصرفات حقيقية، لأن تنفيذ صفعة التوطين على طريقة ترامب وإسرائيل، يعني أن أوروبا عليها الاستعداد لتلقي المزيد من الصفعات الأميركية.

وتدعم فرنسا وألمانيا فكرة وضع اقتراح مضاد لخطة ترامب، وناقش الرئيس السيسي جهود حكومته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في مكالمة هاتفية جرت قبل أيام. وأطلع بدر عبدالعاطي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على تحركات القاهرة لوضع خطة متكاملة بعد الحرب، وذلك على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.

وظائف الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية.. الشروط والأوراق المطلوبة


عندما حاول إدوارد الثامن تسليم بريطانيا لهتلر


إصابة شخص بجروح في هجوم عند نصب المحرقة في برلين


«منظمة الصحة».. تحذر من التهاب الدماغ وتدعو لإجراءات عالمية عاجلة