«منظمة الصحة».. تحذر من التهاب الدماغ وتدعو لإجراءات عالمية عاجلة

حثَّت منظمة الصحة العالمية في 20 فبراير/ شباط على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية منسقة للتعامل مع التهديد المتزايد الذي يشكله مرض التهاب الدماغ على الصحة العامة.

حذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته بالتعاون مع المنظمة الدولية لالتهاب الدماغ، بمناسبة اليوم العالمي للمرض في 22 فبراير/ شباط، من أن غياب التدابير العاجلة قد يؤدي إلى استمرار الوفيات والإعاقات التي يمكن تفاديها.

وأعرب التقرير عن قلق المنظمة حيال تقليص الدعم المالي لها، إضافة إلى التهديد المحتمل بحل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ضمن قرارات تنفيذية حديثة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، ما يزيد من تعقيد الوضع الصحي العالمي.

ارتفاع معدل الإصابة بالتهاب الدماغ عالميًا
أشار التقرير إلى أن التهاب الدماغ يُعدُّ من الحالات العصبية الخطيرة التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة والمرض على مستوى العالم، إذ تشير التقديرات إلى إصابة ثلاثة أشخاص بالمرض كل دقيقة، مع احتمال أن يكون معدل الانتشار الفعلي أعلى من ذلك.

وأوضح أن المرض قد ينجم عن أسباب معدية أو مناعية ذاتية، حيث تهاجم دفاعات الجسم الدماغ، إلا أن السبب يبقى غير معروف في العديد من الحالات، مشددًا على أن بعض أشكال التهاب الدماغ يمكن الوقاية منها عبر اللقاحات، بينما لا يتوفر علاج محدد لأنواع أخرى.

منظمة الصحة تحذر من التهاب الدماغ

يصيب التهاب الدماغ الأفراد من مختلف الأعمار، من الأطفال إلى كبار السن، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي أو العرقي، إلا أن تأثيره يكون أشد في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تعاني الخدمات والموارد الصحية من محدودية.

ووفقًا لدراسة أجريت في الولايات المتحدة، بلغ متوسط تكلفة دخول طفل مصاب بالتهاب الدماغ إلى المستشفى 64,604 دولارات، بينما ارتفعت التكلفة إلى 260,000 دولار للأطفال الذين احتاجوا إلى رعاية مركزة. كما أظهرت الدراسة أن 40% من الأطفال المصابين (7298 حالة بين 2004 و2013) أُدخلوا إلى وحدات العناية المركزة للأطفال، بتكاليف إجمالية تجاوزت 750 مليون دولار، فيما قدّرت تكاليف الاستشفاء بسبب التهاب الدماغ في الولايات المتحدة بحوالي ملياري دولار عام 2010.

أهمية التطعيم للوقاية من التهاب الدماغ
أكد التقرير أن هناك لقاحات متوفرة لعدة أسباب رئيسية لالتهاب الدماغ المعدي، ويُفترض أن تُدرج ضمن برامج التحصين الروتينية للأطفال، فيما تُوصى بعض اللقاحات الأخرى لفئات سكانية معرضة للخطر.

وأشار التقرير إلى أن التغطية العالمية للتطعيم شهدت تراجعًا خلال جائحة كوفيد-19، محذرًا من أن التردد في تلقي اللقاحات يساهم في عودة ظهور المرض وانتشاره.

استسقاء الدماغ (Hydrocephalus).. ما هي أنواعه وكيفية علاجه؟
توصيات لتعزيز مكافحة التهاب الدماغ
تضمَّن التقرير عددًا من التوصيات لمكافحة التهاب الدماغ، أبرزها إدراج لقاحات الحصبة والنكاف والتهاب الدماغ الياباني في برامج التطعيم الوطنية للأطفال، إلى جانب تعويض البالغين والفئات المعرّضة للخطر بالجرعات اللازمة. كما شدد على أهمية تطوير وتمويل حملات تثقيفية لتعزيز الوعي العام وتشجيع الإقبال على التطعيم.