علماء يختبرون جهازا فضائيا للكشف عن المادة المظلمة المراوغة

يعمل علماء من جامعة ساوثهامبتون على تجربة طموحة في الفضاء بهدف حل واحد من أكبر الألغاز الكونية، وهو المادة المظلمة التي على الرغم من أنها غير مرئية ولا يمكن اكتشافها بالتلسكوبات، فإنها تشكل نحو 85% من كتلة الكون المعروف.

طور الفريق، بقيادة الفيزيائي تيم فوكس جهازا مبتكرا يهدف إلى قياس إشارات صغيرة جدا باستخدام أشعة الليزر التي تمر عبر صفائح من الغرافيت المعلقة في حالة انعدام الجاذبية، وتهدف هذه التجربة الفريدة إلى التحقق من وجود المادة المظلمة في الفضاء.

الفيزيائي تيم فوكس

ويقول فوكس: "هناك العديد من النظريات حول ماهية المادة المظلمة، ولكن لم تنجح أي تجربة على الأرض في اكتشافها حتى الآن". وأضاف: "مادتنا المظلمة تتحكم في بنية الكون، لكنها تظل غير قابلة للكشف، وتجربتنا هي الأولى من نوعها وستعتمد على تقنية تعليق الغرافيت بين مغناطيسات في بيئة انعدام الجاذبية، حيث تكون حساسة للغاية للقوى الصغيرة."

وأضاف فوكس أن هذه التجربة تهدف إلى الكشف عن "رياح مظلمة" قد تؤثر على الجسيمات المعلقة، مما يتيح قياس التأثير لأول مرة في التاريخ.
إطلاق القمر الصناعي ( Jovian-1)

وسيتم إطلاق الجهاز الفضائي عبر قمر صناعي جديد يسمى " Jovian-1"، والذي يتم تطويره بالتعاون بين جامعة ساوثهامبتون وجامعات بورتسموث وسري، ومن المتوقع أن يتم إطلاق القمر الصناعي العام المقبل.

الجهاز، الذي يزن 1.5 كيلوغرام فقط، سيدور حول الأرض في مدار منخفض لمدة عامين لإجراء التجارب، ويأمل العلماء أن هذه التجربة ستكون خطوة أولى نحو اكتشاف المادة المظلمة وكشف أسرارها.
وأشار فوكس إلى أن العديد من التجارب الأرضية لم تقدم نتائج حاسمة بسبب تداخل الغلاف الجوي والجبال مع إمكانية اكتشاف المادة المظلمة، ولكن التجربة الجديدة في الفضاء قد تكون الحل.