اخبار الإقليم والعالم
ستارمر يتجرع كأس جونسون.. «كوفيد-19» يصيب الحياة السياسية في لندن
يبدو أن الحياة السياسية في بريطانيا لم تتعافَ بعد من آثار فيروس كوفيد-19، الذي أصاب مسيرة رئيس الوزراء الأسبق المحافظ بوريس جونسون، ويطارد حاليًا رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر.
وزعم كتاب جديد عن الفترة التي قضاها ستارمر كزعيم للمعارضة أن رئيس الوزراء البريطاني طلب من مدربة صوت زيارة مقر حزب العمال في ليلة عيد الميلاد عام 2020.
وكشف الكتاب أن ستارمر قام بتوظيف الممثلة ومدربة مهارات الاتصال ليوني ميلينجر لتحسين خطاباته، حيث اعتبر دورها "ضروريًا للغاية" لدرجة أن ميلينجر تأهلت حتى للحصول على وضع "عامل أساسي" خلال الوباء، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
وذكر الكتاب أن ميلينجر "زارت مقر حزب العمال مرتدية قناعًا عشية عيد الميلاد عام 2020، حيث قدمت المشورة لستارمر بينما كان يفكر في رده على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي أبرمها رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون".
وربما كان هذا السلوك خرقًا لقواعد التعامل مع جائحة كورونا في ذلك الوقت، والتي كانت تفرض إغلاقًا على العاصمة لندن من الدرجة الرابعة، وكانت تطالب العمال غير الأساسيين بالعمل من المنزل، حيث يسلط الكتاب الضوء على أن قائمة الحكومة للعمال الأساسيين لم تكن لتشمل مدربًا سياسيًا.
والآن يطالب حزب المحافظين رئيس الوزراء بتقديم إجابات، وطالب ريتشارد هولدن، كبير أمناء الصندوق في حكومة الظل، بإجراء تحقيق مستقل.
واستشهد هولدن في رسالته بإصرار ستارمر المتكرر على أنه اتبع جميع قواعد إغلاق كوفيد، وقال: "يثبت هذا الكشف الأخير أن هذا ليس هو الحال". وأضاف أن "انتهاك قواعد الإغلاق سيكون انتهاكًا للقانون".
وحدد هولدن ستة أسئلة يحتاج ستارمر إلى الإجابة عليها، أولها: "هل يعتقد رئيس الوزراء أن هذا انتهاك للقانون؟"، وثانيها: "هل سيعيّن محققًا مستقلًا؟".
والسؤال الثالث: "هل تلقى حزب العمال مشورة قانونية حول كيفية الالتفاف على قيود كوفيد؟"، والسؤال الرابع: "هل أُصيبت السيدة ميلينجر بكوفيد-19 في هذه الفترة؟"، والسؤال الخامس: "هل يعتقد أنه من الصواب أن يتلقى أفراد آخرون من الجمهور دروسًا في التمثيل أثناء القيود المفروضة من المستوى الرابع؟"، وأخيرًا: "هل تلقى ستارمر مشورة قانونية بشأن جعل ميلينجر عاملة أساسية؟".
واختتم هولدن رسالته قائلًا لستارمر: "هناك مصلحة عامة قوية في سلوكك أثناء الوباء، ومن الواضح من هذه الاكتشافات أنك لم تضلل الجمهور فحسب، بل تجاهلت القانون في ذلك الوقت عندما كان الكثير من الناس يقدمون مثل هذه التضحيات الصعبة لخدمة حياتك السياسية الخاصة وتقدمها.. لقد قلت إن الصدق واللياقة مهمان، آمل أن تعالج هذه الأسئلة بنفس المعايير التي طلبتها من الآخرين".
كان ستارمر قد أمضى أشهرًا في انتقاد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون بشأن ما يسمى بـ"بارتي جيت"، والتي تلقى بسببها غرامة من قبل شرطة العاصمة بعد تناول شطيرة في مكتب مجلس الوزراء في عيد ميلاده.
وفي عام 2022، وُضع كير ستارمر قيد التحقيق من قبل شرطة دورهام بسبب ما يسمى "بيرجيت"، بعدما تم تصويره وهو يشرب البيرة مع نشطاء حزب العمال في ظروف قانونية مشكوك فيها، لكن اتضح في النهاية أنه لم يرتكب جريمة.
وفي مؤتمر صحفي في ذلك الوقت، قال ستارمر للناخبين: "كان من حق الناس أن يتوقعوا أن يتبع الساسة نفس القواعد مثل أي شخص آخر".
وأضاف: "فكرة أنني قد أخالف هذه القواعد عرضًا خاطئة، وبصراحة لا أعتقد أن أولئك الذين يتهمونني يصدقون ذلك.. إنهم يحاولون فقط تغذية السخرية لجعل الجمهور يعتقد أن جميع الساسة متماثلون".
وتابع: "أؤمن بالشرف والنزاهة والمبدأ القائل بأن أولئك الذين يصنعون القوانين يجب أن يتبعوها.. أعتقد أن الساسة الذين يقوضون هذا المبدأ يقوضون الثقة في السياسة، ويقوضون ديمقراطيتنا، ويقوضون بريطانيا".