اخبار الإقليم والعالم
إسرائيل تعلّق مؤقتا الإفراج عن أسرى فلسطينيين بسبب الفوضى أثناء تسليم الرهائن
علّقت إسرائيل "حتى إشعار آخر" الإفراج عن 110 معتقلين فلسطينيين كان يفترض إطلاق سراحهم الخميس في عملية تبادل مع ثمانية رهائن بينهم خمسة تايلانديين كانوا محتجزين في قطاع غزة، وفق ما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وذكرت إذاعة الجيِش نقلا عن مصدر أمني أن "الطبقة السياسية أعلنت تعليق عملية الإفراج عن الإرهابيين حتى إشعار آخر"، في قرار صدر بعد الفوضى العارمة التي سيطرت أثناء الإفراج عن بعض الرهائن في خان يونس بجنوب القطاع، وأثارت تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقد ندد نتنياهو الخميس بـ"مشاهد صادمة" عند إطلاق سراح ثلاثة رهائن بينهم إسرائيليان في قطاع غزة.
وقال في بيان "أرى بهلع شديد المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا. هذا دليل إضافي على قسوة حركة حماس الإرهابية التي لا توصف"، بعدما نقل التلفزيون مشاهد فوضى عارمة في قطاع غزة فيما يجهد مسلحون لضبط مئات الفلسطينيين الذين تجمعوا لمتابعة تسليم الرهائن.
وأفاد مصدر في حماس بأن الحركة تتواصل مع الوسطاء للضغط على إسرائيل للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الـ110 المقرر إطلاق سراحهم الخميس.
وشهد تسليم الرهينتين الإسرائيليتين أربيل يهود وغادي موسيس في خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط حشود ضخمة، حالة كبيرة من الفوضى والتدافع بين المتواجدين من أمام منزل يحيى السنوار.
وأظهرت مشاهد رهيبة سيلا من البشر في مكان تسليم المحتجزين إلى سيارات الصليب الأحمر، وهم يتدافعون وسط حالة من الفوضى عمت المكان، وانتشار عسكري مكثف لعناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي".
وظهرت أربيل يحاصرها عدد كبير من عناصر القسام، لحظة تسليمها للصليب الأحمر.
وكذلك، أظهرت الصور أن سيارات الصليب الأحمر توقفت بسبب الحشود الهائلة، وعلى متنها يهود وموسيس و5 تايلانديين.
أتى ذلك، بعدما أعلنت "الجهاد" إنهاء إجراءات تسليم الأسيرين الإسرائيليين يهود وموسيس.
وقال الناطق العسكري باسم "سرايا القدس"، في بيان مقتضب على تلغرام، بوقت سابق اليوم، إنه سيطلق سراح الأسيرين ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.
كما نشرت الحركة فيديو للمحتجزين الإسرائيليين (يهود 29 عاماً وموسيس أكثر من 80 عاماً) على تلغرام قبل إطلاق سراحهما.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تسلّم من الصليب الأحمر سبع رهائن إضافيين هم إسرائيليان وخمسة أجانب، أطلق سراحهم الخميس من قطاع غزة، وذلك بعد تسلمه رهينة أولى في وقت سابق اليوم.
وأضاف أن "الرهائن المفرج عنهم في طريقهم إلى الأراضي الإسرائيلية برفقة قوات خاصة من (الجيش) وقوات الشاباك" مشيرا إلى أنهم "سيخضعون لفحص طبي أولي لدى وصولهم".
كذلك، استقبلت فرق الصليب الأحمر التي وصلت غزة، اليوم الخميس، المجندة الإسرائيلية أغام برغر من جباليا، على أن يطلق مقابلها نحو 30 أسيراً فلسطينياً.
بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي تسلمه برغر، مضيفا أنها توجهت للقاء والديها.
ومقابل هؤلاء الرهائن ستطلق إسرائيل سراح 110 معتقلين فلسطينيين، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن 32 من بينهم محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصرا.
ومن بين الذين من المقرر الإفراج عنهم زكريا زبيدي، وهو قيادي بارز ومخرج مسرحي سابق شارك في عملية هروب دراماتيكية من السجن في عام 2021 قبل أن يعتقل مجددا بعدها بأيام.
ومن المفترض أن يصل السجناء إلى رام الله قرابة الظهر (10:00 ت غ)، وفق النادي. وسيتم إبعاد 20 منهم، على غرار ما حصل في إفراجات سابقة.
وفي الأثناء تصاعدت التساؤلات حول إمكانية إطلاق الأسير الفلسطيني العضو في حركة فتح مروان البرغوثي، فضلا عن أحمد سعدات ضمن هذه الدفعة أو المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق.
وكان مصدر إسرائيلي قد أفاد الأربعاء بأن حماس وعدت عائلة البرغوثي وسعدات بإطلاق سراحهما ضمن المرحلة الثانية، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
وأضاف أن الحركة تعد خطة استراتيجية للسيطرة على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بعد مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس منصبه.
إلا أن المصدر استبعد إطلاق البرغوثي، موضحا أنه إذا نجحت حماس في تأمين إطلاق سراحه، فسيكون مدينًا لها بحريته.
وكان مصدر فلسطيني أشار في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن حماس أعدت قائمة بخمسة "سجناء كبار" تريد من إسرائيل إطلاق سراحهم في المراحل التالية من الصفقة، وهم البرغوثي، وأربعة عناصر من حماس يقضون أكثر من 200 حكم بالسجن مدى الحياة، لكن سعدات لم يكن من ضمن القائمة.
وكانت إسرائيل اعتقلت سعدات والبرغوثي عام 2002، في ذروة الانتفاضة الثانية 2000-2005.
وحُكم على سعدات (72 عاماً)، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 2008 بالسجن لمدة 30 عاماً بتهمة التخطيط لاغتيال وزير السياحة الإسرائيلي آنذاك رحبعام زئيفي في 2001، والذي دعا إسرائيل إلى "نقل" الفلسطينيين للخارج.
بينما حُكم على البرغوثي (64 عاماً) عام 2004 بخمسة أحكام بالسجن المؤبد لاتهامه في التخطيط لثلاث هجمات أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية.
ويعتبر البرغوثي رمزاً سياسياً شعبياً بالنسبة لأغلب الفلسطينيين. كما يعد مرشحًا رئيسيًا للفوز بالانتخابات الفلسطينية المحتملة.
وحتى الآن أطلق سراح سبعة إسرائيليين، مقابل 290 فلسطينيا، من بينهم 121 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، تنفيذا لاتفاق وقف النار الذي يتضمن 3 مراحل.
وأفرج بموجب الاتفاق حتى الآن عن سبع رهائن إسرائيليات، مقابل 290 معتقلا فلسطينيا. وأعلنت إسرائيل الاثنين أن ثمانية من الرهائن الـ26 الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال هذه المرحلة الأولى، لقوا حتفهم.
ومن المقرر التفاوض خلال المرحلة الأولى الحالية على شروط المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب تماما.
أما المرحلة النهائية فيفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين لقوا حتفهم في الأسر.
وأسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا في الهجوم، لا يزال 87 منهم رهائن في غزة، وقد قتل ما لا يقل عن 34 منهم، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وأدى الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة إلى مقتل 47317 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.