تقارير وحوارات
التقرير الأسبوعي: الاحتجاجات في أنحاء إيران
بدأ الأسبوع الثاني من شهر يناير، بتحية للمتقاعدين الذين، كما في الأسابيع الماضية، نزلوا إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد لرفع أصواتهم ضد الظلم والقمع. وخلال هذا الأسبوع، شهدت العديد من المدن الإيرانية مظاهرات نظمها رجال ونساء من مختلف شرائح المجتمع للمطالبة بحقوقهم الأساسية.
وردد المحتجون شعارات مثل: “حقوقنا تُنتزع من الشوارع فقط”. في الأسبوع الثاني من يناير ، شهدت مدن مثل شوش، الأهواز، طهران، أصفهان، شيراز، إيلام، كرمانشاه، سنندج، جهارمحال وبختياري، ومدن أخرى، مشاركة واسعة من المتقاعدين من مختلف القطاعات. ورددوا شعارات مثل: “هذا الكم من الظلم! أمة لم تشهد مثله!” و”لا إذلال ولا خزي، عار على هذه العدالة!”، مطالبين بحقوقهم المسلوبة من مسؤولي النظام الفاسدين.
في شوش، احتج المتقاعدون على الأجور المنخفضة والتضخم، مرددين: “لن نعيش تحت الظلم؛ سنضحي بحياتنا من أجل الحرية”. وبالمثل، تجمع المتقاعدون في الأهواز أمام مبنى منظمة الضمان الاجتماعي، مندّدين بالفقر وارتفاع الأسعار والأجور المتدنية. وكانت شعاراتهم: “لا إذلال ولا خزي، عار على هذه العدالة!”
وفي كرمانشاه، رفع المتقاعدون أصواتهم بشعار: “انهضوا أيها المتقاعدون ضد الظلم والتمييز”. وفي طهران، احتج المعلمون المتقاعدون حديثًا على عدم دفع 60% من مكافآت نهاية الخدمة، التي لم تُصرف رغم مرور 16 شهرًا على تقاعدهم. ورددوا شعارات مثل: “رزقنا في فم التنين”، و”المعلمون يقظون ويكرهون التمييز”.
إلى جانب هذه المدن، نظم المتقاعدون احتجاجات في أصفهان، إيلام، سنندج، شيراز، وجهارمحال وبختياري. كما واصل عمال مصنع “تشوكا” في رضوانشهر احتجاجاتهم عند بوابة المصنع، بعدما كانوا قد تظاهروا سابقًا أمام مبنى الضمان الاجتماعي للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة.
يوم الأحد، الموافق 12 يناير، احتج متقدمو مشروع إسكان في تبريز أمام موقع المشروع بسبب عدم تسليم وحداتهم السكنية رغم دفعهم التكاليف بالكامل. وكان معظم المتقدمين من المعلمين الذين دفعوا مستحقاتهم في عام 2021، لكن الشركة المنفذة تأخرت في تسليم المشروع وفرضت تكاليف إضافية عليهم، مما زاد من معاناتهم المالية.
وفي ميمند، نظم السكان احتجاجًا واسعًا ضد محاولات النظام الاستيلاء على أراضي المدينة بحجة وقفها لمزارات دينية. وردد المحتجون شعارات: “سكان ميمند يموتون ولا يقبلون بالذل”، وصمدوا في وجه محاولات قوات الأمن لقمع احتجاجهم.
كما استمرت احتجاجات المتقدمين لمشروع الإسكان الوطني في قزوين، الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين الفاسدين عن سوء إدارة المشروع.
يوم الاثنين، الموافق 13 يناير، نظم العمال المفصولون من شركة البتروكيماويات في إيلام احتجاجًا أمام شركة الصناعات البتروكيماوية الوطنية بسبب غموض أوضاعهم الوظيفية. وبعد يومين، في 15 يناير، نظم سكان قرى في إيلام مظاهرة عند مدخل مصنع الأسمنت، مندّدين بالتلوث البيئي الشديد الذي تسبب بأمراض جلدية ورئوية وعقم لدى النساء وتشوهات خلقية وسرطان في المنطقة.
في سنندج، تظاهر ناشطون مدنيون يوم 15 يناير ضد حكم الإعدام الصادر بحق السجينة السياسية بخشان عزيزي. وطالب المحتجون بإلغاء الحكم فورًا، ورفعوا لافتات تندد بالظلم.
يوم الثلاثاء، الموافق 14 يناير، نظم سكان جزيرة قشم احتجاجًا ضد بيع شاطئ “تيوتنج رمشاه” لجهات تابعة للنظام. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: “بيع الشواطئ خيانة للأجيال القادمة”، وأدانوا ما وصفوه ببيع الأصول الوطنية.
تعكس هذه الاحتجاجات الأسبوعية صمود الشعب الإيراني وإصراره على المطالبة بالعدالة وحقوق الإنسان والكرامة في وجه فساد وظلم النظام. وبينما تتعالى أصوات الغضب في أنحاء البلاد، يبقى تصميم المتظاهرين ووحدتهم شهادة على عزيمتهم لتحقيق التغيير