رياضة وشباب

الرياضة اليمنية

تدخل زعيم قبلي لإلغاء هدف بالخطأ يشعل جدلاً رياضياً في عنس بمحافظة ذمار

تجمع قبلي موال للحوثيين في بلدة عنس بذمار اليمنية - ارشيف وسائل اعلام يمنية

وكالة أنباء حضرموت

تسجيل مرئي متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لشيخ قبلي وهو يحاول اقناع لاعبي فريق كرة قدم بالتنازل عن "هدف" سجله فريق خصم في شباكه عن طريق الخطاء، لكي لا تصل الأمور الى الاشتباك المسلح، حيث حاول الزعيم القبلي "درء الفتنة"، بمحاولة اقناع الفريق بإلغاء الهدف واعتبار المباراة "انتهت بالتعادل "صفر - صفر".
ناشطون يمنيون تحدثوا عن الحادثة بشكل ساخر، ودعوا مواطني ذمار إلى فهم قوانيين كرة القدم، قبل اللعب مجددا -وكالة أنباء حضرموت تحققت من الفيديو المتداول، حيث تبين ان الفيديو لإحدى مباريات كرة القدم في بلدة عنس بمحافظة ذمار اليمنية، حيث شهدت تدخلاً قبلياً غير مسبوق لتغيير نتيجة المباراة. الحدث وقع عندما سجل مدافع هدفاً في مرمى فريقه بالخطأ باستخدام مؤخرة قدمه، ما أدى إلى فوز الفريق الخصم. غير أن النتيجة لم تُحسم على أرض الملعب، بل انتقلت إلى ميدان آخر: ميدان الأعراف القبلية.

كانت المباراة تسير بوتيرة تنافسية، حتى اللحظة التي ارتكب فيها مدافع الفريق الخطأ القاتل وسدد الكرة إلى شباك فريقه. وفقاً للقوانين الرياضية، يُحتسب مثل هذا الهدف لصالح الفريق الخصم، وهو ما أعلنه حكم المباراة بشكل رسمي، منهياً اللقاء بفوز الفريق الآخر بنتيجة (1-0).

لكن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد. بعد المباراة، اندلعت احتجاجات من الفريق الخاسر، حيث أصر أعضاؤه على أن الهدف الذي حسم النتيجة لا يجب أن يُحتسب، كونه سُجِّل عن طريق الخطأ من أحد لاعبيهم وليس من جهد الفريق الخصم.

أمام هذا الجدل، لجأ الطرفان إلى الزعيم القبلي للمنطقة، المعروف بحكمته ونفوذه في حل النزاعات. بعد استماع طويل للأطراف وتقييم الظروف، قرر الزعيم أن الهدف "غير شرعي" لأنه لم يُسجل بواسطة الفريق الخصم. استند في حكمه إلى العرف القبلي المحلي، الذي يرفض احتساب الأهداف المسجلة "بالخطأ" ضد الفريق المتضرر.

وفي قراره، أعلن الزعيم إلغاء الهدف، واعتبر المباراة غير حاسمة، مما دفع إلى الدعوة لإعادة المباراة في موعد لاحق. هذا القرار أثار جدلاً واسعاً بين أنصار الفريقين، حيث اعتبره البعض إنصافاً بينما رأى فيه آخرون تجاوزاً للقوانين الرياضية المعترف بها دولياً.

في القوانين الرياضية المعتمدة عالمياً، يتم احتساب الأهداف المسجلة بالخطأ لصالح الفريق الآخر دون جدل. لكن في بلدة عنس، يبدو أن الأعراف القبلية لها الكلمة العليا، حيث يُعتبر الاحتكام إلى القانون العرفي أكثر أهمية من الالتزام بالقواعد الدولية.

الحادثة تسلط الضوء على التداخل الفريد بين الرياضة والثقافة المحلية، حيث تُعامل كرة القدم ليس فقط كلعبة رياضية، بل كجزء من النسيج الاجتماعي والثقافي، مما يضع القوانين الرياضية أمام اختبار التكيف مع الواقع المحلي.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل واسعة، حيث اعتبر أنصار الفريق الخاسر القرار انتصاراً للعدالة، ووسيلة لإعادة حقهم المسلوب بفعل خطأ غير مقصود، في حين أن مشجعي الفريق الفائز رأوا في القرار تدخلاً غير مبرر في قواعد اللعبة، واعتبروه ظلماً لهم، كون النتيجة جاءت وفقاً للقوانين الرياضية المتعارف عليها.

وتُظهر هذه الواقعة أن كرة القدم في اليمن، وفي مناطق مثل عنس، ليست مجرد رياضة، بل ساحة تجمع بين الرياضة والثقافة القبلية. وبينما يظل الاحتكام إلى القوانين الدولية أمراً حاسماً في الرياضة، تُبرز هذه الحادثة أهمية فهم السياقات المحلية التي قد تؤثر على تطبيق تلك القوانين. وفي النهاية، يبقى السؤال قائماً: هل يمكن للرياضة أن تتجاوز الأعراف المحلية لتصبح لغة عالمية موحدة، أم أن الخصوصيات الثقافية ستظل دائماً جزءاً لا يتجزأ من اللعبة؟.

باميلا الكيك تُشعل الجدل مجددًا برقصها مع رامي عياش


سبيس إكس: نجاح كامل لستارشيب في رحلته العاشرة واقتراب حلم المريخ


غزو «الكرات المعدنية» يحير البنتاغون.. 8 آلاف مشاهدة في سماء أمريكا


أسعار السيارات في مصر.. موجة انخفاضات تاريخية واختفاء «الأوفر برايس»