اخبار الإقليم والعالم
وكالات
لماذا قد تستخدم إيران وكلاءها بشكل أكبر في الفترة المقبلة؟
تساءلت المحللة في مركز السياسة الأمنية مايا كارلين عما إذا كان وكلاء إيران يصبحون أكثر خطورة. ففي 17 يناير (كانون الثاني) تبنى الحوثيون الإرهابيون المدعومون من إيران مسؤولية هجمات من الجو قتلت ثلاثة مدنيين وجرحت ستة آخرين في أبوظبي. أدت الهجمات بالصواريخ والدرونز إلى تفجير ثلاث ناقلات بترولية في منشأة بناء بالقرب من مطار أبو ظبي، وفقاً للشرطة الإماراتية.
ترجح كارلين أن يقوم مسؤولو النظام، ومن أجل استعراض سراب من الاستقرار والقوة، بالاعتماد أكثر على أجهزتهم الوكيلة في الإقليم خلال الأشهر المقبلة بالرغم من أن الحوثيين يشنون باستمرار هجمات إرهابية ضد البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية، كان هذا الهجوم هو الأبرز من قبل المجموعة نفسها على الإمارات العربية المتحدة والأول منذ قرابة أربعة أعوام. وأعقبت هذه الهجمات سلسلة من القصف الصاروخي الذي شنه وكلاء إيران في العراق وسوريا. وبينما يمكن ربط هذه الهجمات في المنطقة بطهران، تختلف الدوافع التي تقف وراءها بحسب الكاتبة.
لا تزال تبحث عن الانتقام
كتبت كارلين في مؤسسة الرأي الأمريكية "ناشونال إنترست" أن طهران كانت تحيي ذكرى مقتل القائد السابق لقوات القدس قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة في أوائل 2020. هذه السنة، تعهدت إيران بالانتقام لاغتياله وهددت مباشرة الأفراد الأمريكيين المتورطين بالعملية. في فيديو تداوله معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، هدد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أولئك المتورطين باغتيال سليماني بأنهم "لن يكونوا آمنين في أي مكان على هذا الكوكب" مضيفاً أن "قوة الإرادة الفولاذية لحركة المقاومة ستنتقم منهم بشدة".
وعكس مسؤولون آخرون في النظام كلام رئيسي وفرضوا عقوبات على 52 أمريكياً في وقت سابق من الشهر الحالي، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ومسؤول الأمن القومي السابق في البيت الأبيض روبرت أوبراين.
لا تأبه بمصير العراق
أشارت كارلين إلى أن هذه التهديدات اقترنت بسلسلة من الهجمات الصاروخية على أفراد أمريكيين في العراق وسوريا. بعد أيام قليلة على إحياء ذكرى اغتيال سليماني، تعرضت قوات أمريكية في بغداد وفي غرب محافظة الأنبار لاستهداف منسق بصواريخ كاتيوشا فيما استهدفت ثماني جولات من النيران غير المباشرة قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا. بعد أسبوع واحد، أفادت السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة أمنياً أن المجمع "هوجم من قبل إرهابيين يحاولون تقويض أمن وسيادة وعلاقات العراق الدولية".
وتعهدت طهران بإزالة جميع علامات الحضور العسكري الأمريكي من العراق منذ اغتيال سليماني بصرف النظر عن تداعيات ذلك على البلاد، ومن ضمنها إعادة بروز داعش وخسارتها السيادة. بينما يستخدم النظام الإيراني الذكرى الثانية لاغتيال سليماني كتبرير للتصعيد الأخير في العراق وسوريا، لا يمكن تجاهل ما يتصوره على أنه تمكين.
إرهابيون.. صفة تناسب الحوثيين
تعتقد إيران أن سيطرتها على العراق منتشرة إلى درجة أن وكلاءها حاولوا اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مقره الرئاسي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. استخدم وكلاء إيران أسلحة أكثر فتكاً وتعقيداً في العراق وسوريا، بينما تمكن الحوثيون من تصعيد الحرب المدمرة في اليمن مستخدمين الذخيرة المتطورة نفسها. في 2021، استولى الحوثيون على المجمع الذي استضاف السفارة الأمريكية واحتجزوا 25 موظفاً لأيام، كما احتجزوا سفينة ترفع العلم الإماراتي وأوقفوا بطريقة غير مشروعة موظفين أمميين وشنوا هجمات إرهابية متنوعة ضد المدنيين في السعودية واليمن. وأضافت كارلين أنه في فبراير (شباط) 2021، رفعت إدارة بايدن الحوثيين عن لائحة الإرهاب، لكن تصرفاتهم تظهر أن عنوان الإرهابيين يناسبهم.
النظام يشعر باللهيب
تشير الهجمات الموجهة إيرانياً على صعيد المنطقة إلى نظام يشعر بالقوة وتهديدات طهران تجاه المسؤولين الأمريكيين المتورطين في اغتيال سليماني قد لا تكون رمزية فقط. ويمكن أن يهدف السلوك الإيراني التصعيدي في الخارج إلى تشتيت انتباه المواطنين الذين ازداد استياؤهم بسبب الفوضى الداخلية. فمنذ الصيف الماضي، اجتاحت موجة من إضرابات العمال إيران.
يطالب المتظاهرون برفع الأجور مع استمرار تدهور الاقتصاد، بينما بدأ مسؤولو النظام يشعرون باللهيب. علاوة على ذلك، خسرت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران أكثر من نصف مقاعدها النيابية في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما أظهر تراجع شعبية تلك الجماعات في العراق.
قوة النظام.. سراب
يتفكك نفوذ النظام الإيراني في الداخل والخارج لكن تعاونه مع ميليشياته ظل غير مقيد إلى حد بعيد. وترجح كارلين أن يقوم مسؤولو النظام، ومن أجل استعراض سراب من الاستقرار والقوة، بالاعتماد أكثر على أجهزتهم الوكيلة في الإقليم خلال الأشهر المقبلة.