اخبار الإقليم والعالم

إسرائيل لا تستعجل الاجتياح البري وتسعى لإغراق حزب الله بالنازحين وتجريف سلاحه

وكالة أنباء حضرموت

لا يبدو أن إسرائيل تستعجل اللجوء إلى خيار الاجتياح البري ضد حزب الله، وتستمر في الحفاظ على الوتيرة الحالية لهجماتها باستهداف مواقع الحزب وتصفية قياداته الميدانية من الصف الأول وتجريف سلاحه ضمن خطة تعتمد على الاستمرار في القصف لتليين الأهداف، أي جعل العدو يفقد قدراته قبل الانتقال إلى مرحلة جديدة.

وفي موازاة ذلك تمثل الهجمات الإسرائيلية العنيفة وما خلفته من قتلى وجرحى والتهديد بقصف المباني التي توجد فيها أسلحة لحزب الله -ما دفع الآلاف من اللبنانيين إلى الهجرة باتجاه الشمال- عنصرا إضافيا ضاغطا على الحزب ويؤشر على خسارته للحاضنة الشعبية وزيادة المعارضة لدوره في خدمة إيران ولنفوذ سلاحه في البلد.

ووجهت إسرائيل ضربات نوعية لحزب الله بأن قتلت عدة قيادات كان آخرها قائد فرقة الرضوان إبراهيم عقيل، ومازالت تستهدف قيادات عسكرية أخرى من خلال قصف موجه ودقيق لضرب منظومة القيادة، ما يوحي بامتلاكها بنك معلومات مفصلا عن هياكل الحزب وقياداته وخططه وعناصر قوته. وقد تكون حصلت على كل هذه التفاصيل من خلال اختراقها أجهزة البيجر ورصد خطط الحزب وتنقلات قادته واجتماعاتهم ومواقع إطلاق الصواريخ.

إسرائيل وجهت ضربات نوعية لحزب الله وقتلت أبرز قياداته الميدانية من خلال قصف موجه ودقيق لضرب منظومة القيادة

وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارة في بيروت أودت بحياة إبراهيم قبيسي، موضحا أنه قائد منظومة الصواريخ التابعة للحزب. واستهدفت غارة إسرائيلية الاثنين قائد جبهة جنوب لبنان في حزب الله علي كركي، الذي يعد القيادي الثالث عسكريا في الحزب بعد القياديين فؤاد شكر وإبراهيم عقيل اللذين قتلا بضربات مماثلة.

وأعلنت إسرائيل الثلاثاء أنها كثفت غاراتها الجوية على لبنان. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الثلاثاء “يجب ألا نترك حزب الله يلتقط أنفاسه. يجب أن نستمر بكل قوتنا”، وفقا لمصادر عسكرية. وأكد أنه سيجري تكثيف الضغوط وسيتم إرسال المزيد من القوات العسكرية.

وأفاد سلاح الجو الإسرائيلي بأنه ضرب “أهدافا إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك منصات إطلاق، ومواقع بنية تحتية إرهابية، ومبان تحتوي على أسلحة”.

ويرى مراقبون أن إسرائيل  تهدف من وراء تتالي الهجمات وتنويع الأهداف إلى إرباك الحزب وجعله يفكر في تأمين قدراته في ظل رقابة جزئية صارمة من الجيش الإسرائيلي، وهو ما يفسر تراجع أعداد الصواريخ التي يطلقها باتجاه مواقع إسرائيلية.

كما أن حركة النزوح الواسعة ستجعل الحزب يتحرك في أرض مكشوفة وستسهّل استهداف قدراته حتى لو كانت بعيدة عن أعين الناس. ويبدو أن الإسرائيليين قد نجحوا في تحقيق هدفهم من خلال تحذير اللبنانيين بأن لا خطوط حمراء بالنسبة إلى المباني التي تؤوي أسلحة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء إن إسرائيل ستواصل قصف أهداف لحزب الله، ودعا اللبنانيين إلى التخلص من قبضة الأمين العام للجماعة حسن نصرالله.

وأضاف في قاعدة عسكرية ضمن مكان لم يكشف عنه، بعد أن قال الجيش إنه عثر على ذخيرة في منازل مدنية، “أي شخص لديه صاروخ في غرفة معيشته وصاروخ في مرآبه لن يكون له منزل”.

وتابع قائلا “حربنا ليست معكم (ليست مع اللبنانيين) وإنما مع حزب الله، ونصرالله يقودكم إلى حافة الهاوية… تخلصوا من قبضة نصرالله من أجل مصلحتكم”. واتهمت إسرائيل حزب الله بإخفاء أسلحته في منازل وقرى في لبنان، وهو ما تنفيه الجماعة.

وتزدحم الطرقات الرئيسية في لبنان بآلاف العائلات النازحة من مناطق جنوب البلاد جراء شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على عشرات البلدات اللبنانية.

وسجّلت مناطق لبنانية عديدة الاثنين والثلاثاء حركة نزوح واسعة نحو بلدات ومناطق بعيدة عن دائرة القصف الذي تشنه إسرائيل.

وأدت حركة النزوح المكثفة إلى زحمة سير شديدة على الطرق الرئيسية. وبقي النازحون، من بينهم أطفال ونساء، لساعات داخل سياراتهم من دون طعام وماء، يسألون عن مراكز إيواء أو منازل للإيجار.

وفيما يواصل عشرات الآلاف من اللبنانيين، وفق تقديرات إعلامية، النزوح من مناطقهم في الجنوب والشرق إلى مناطق الوسط والشمال، فتحت السلطات المدارس والمعاهد للإيواء في ظل أعنف قصف إسرائيلي منذ حرب 2006.

وهناك ثلاث وجهات أساسية قصدها النازحون من الجنوب، الأكثر تعرضا للغارات الإسرائيلية، وهي صيدا وبيروت وطرابلس.

واتجه عدد كبير منهم عبر الطريق الساحلي من صور إلى صيدا، وقرر بعضهم الاستقرار في مراكز الإيواء بالمدينة، بينما أكمل آخرون طريقهم إلى العاصمة أو إلى البلدات والقرى المجاورة لها.

ومن بيروت اتجهت مئات العائلات شمالا، نحو مدينتي طرابلس وعكار، مبتعدة عن العاصمة أكثر من 80 كيلومترا، وباحثة عن مراكز إيواء.

أما أهالي البقاع وبعلبك (شرق) فاتجه عدد كبير منهم نحو مناطق آمنة في المحافظة نفسها أو إلى الشمال نحو عكار، فيما اختار آخرون المغادرة إلى سوريا، حيث ذكر إعلام لبناني أن المعبر البري الحدودي مع سوريا شهد تدفقا للنازحين في الساعات الماضية.

الصين تضخ جرعة تحفيزات أكبر لتنشط اقتصادها المتعثر


الصومال مبتلى بالعنف والنزوح والجوع


منافسات قوية في بطولة الدوري الأوروبي بحلتها الجديدة


نقابة الصحافيين المصرية تسعى لاستعادة مكانتها من باب الحريات العامة