تقارير وحوارات
إيران .. عامان على إنتفاضة 2022 التي مازالت تهدد نظام الملالي
عندما إدعى قادة نظام الملالي بأنهم قد قضوا على إنتفاضة 28 ديسمبر2017، وأخمدوا”الفتنة” بحسب قاموس کلماتهم السفيهة في وصف إنتفاضة الشعب ضدهم، جاءت وخلال فترة قياسية إنتفاضة 15 نوفمبر2019، التي أرعبت النظام کثيرا بحيث إضطر من جراء حالة الرعب والهلع التي إنتابته خوفا من السقوط الى إستخدام أکثر الاساليب القمعية وحشية ودموية في سبيل إخماد الانتفاضة وحتى إن إعتقال 1500 متظاهر ومجهولية مصيرهم نموذج حي على وحشية هذا النظام وتجاوزه کل الحدود في إستخدام القمع المفرط ضد الشعب.
لکن، لم الملا خامنئي وبقية رهطه من الملالي المجرمين والذين کانوا يتوجسون ريبة من إندلاع إنتفاضة أخرى ضدهم، جاءت إنتفاضة 16 سبتمبر2022، لتٶکد بأن رفض وکراهية هذا النظام المتهرئ والقرووسطائي متأصل في الشعب الايراني وفقا لما أعلنته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في الانتفاضة العامة لعام 2022 التي شملت أكثر من 282 مدينة، سقط ما لا يقل عن 750 شهيدا وتم اعتقال 30 ألف شخص. وفي أبريل 2022، أعلنت منظمة مجاهدي خلق عن أسماء وتفاصيل 675 من شهداء الانتفاضة.
لمجرد التمعن في الارقام الصادمة التي أعلنتها منظمة مجاهدي خلق المعارضة، يتبين حجم ومستوى الکراهية الواسعة ضد النظام والعزم والرغبة المتزايدة وبإصرار في إسقاطه وإلحاقه بسلفه نظام الشاه، والمميز في هذه الانتفاضة إنها کانت إمتدادا للنهج الذي رافق الانتفاضتين السابقتين وبشکل خاص البعد السياسي ـ الفکري الذي رافقهما والدور المحوري والبارز للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق في قيادة وتوجيه الانتفاضة خصوصا وإن الدور الذي إضطلعت به وحدات المقاومة“التابعة لمجاهدي خلق” خلال هذه الانتفاضة جعلت النظام يصاب برعب لا مثيل له إذ جسد التعاون والتنسيق والتلاحم بين الشعب وقوته الوطنية الاولى منظمة مجاهدي خلق تماما کما حدث وجرى خلال الثورة الايرانية التي أسقطت نظام الشاه.
والملفت للنظر، إن نظام الملالي ومن خلال مخططه السخيف والمثير للسخرية بتضخيم دور أيتام نظام الشاه المباد، وتسويقه من أجل خلط الاوراق وإضعاف نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية، لکن الانتفاضة بشعارها الشامل “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي” أبرزت الخط الفاصل “لا للشاه ولا ملالي” وكرست حصون جبهة الشعب ضد أي نوع من الدكتاتورية والتبعية.
ومن المفيد جدا هنا الإشارة الى بعض ما جاء في بيان أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، 9 يوليو 2023، بخصوص هذه الانتفاضة”التحولات التي شهدتها الانتفاضة أثبتت، قبل كل شيء، صحة وصواب استراتيجية المقاومة لإسقاط النظام، وأظهرت أن الاعتماد على الخارج مع دعاوى نبذ العنف، وتفسيرات الرأسمالية والشعار “المرأة، الحياة، الحرية”، وأحلام الثورة المخملية والتحول السلمي، هي مفاهيم وأوهام لا تفيد سوى النظام، ومنشأ العديد منها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعداء للمقاومة، هو ولاية خامنئي”.
وخلاصة القول، إن کل المٶشرات وفي ظل الاوضاع المضطربة في إيران، فإن النظام مهدد أکثر من أي وقت مضى بإندلاع إنتفاضة أخرى ضده والتي يمکن القول وبکل ثقة من إنها ستکون إنتفاضة الحسم ولاسيما وإن النظام قد صار في أضعف حالاته.