منوعات

مسلسلات معربة أبطالها سوريون

المسلسلات المعربة سورية أم لبنانية

وكالة أنباء حضرموت

يبدو أن الفنان السوري بلهجته الشامية غدا علامة تجارية رابحة تتهافت عليه شركات إنتاج الدراما المعربة، وفي ظل سطوة هذه الأعمال اندفع نجوم الصف الأول من الممثلين السوريين إلى المشاركة فيها، ويبدو أن الفنان السوري أيمن زيدان هو أول من فتح هذا الباب أمام هؤلاء النجوم الكبار من خلال مشاركته في مسلسل “العميل” الذي يعرض حاليا على شبكة “أم.بي.سي”، فقد أكد الفنان عباس النوري أيضا مشاركته في مسلسل معرب، مع تأكيد نجوم آخرين رغبتهم في المشاركة في مثل هذه الأعمال.

في المقابل، شهدت هذه الدراما مشاركة لبنانية واسعة، فكيف يمكن النظر لهذه المشاركة؟ وهل استطاع الممثل اللبناني إظهار براعته وفرض وجوده في ظل تسيّد السوريين على أدوار البطولة؟

إن شراكة الفنان اللبناني مع السوري ليست وليدة اللحظة بل تعود لسنوات طويلة، فقد كان الفنان اللبناني حاضرا دوما في الدراما السورية ولم يكن هذا الحضور ثانويا بل كان حضورا رئيسيا اقتحم فيه عالم البطولة بنجومه الكبار من مثيل رفيق علي أحمد، وقد ظل هذا التلازم حاضرا مع ظهور الأعمال المشتركة، حيث رأينا في الكثير من المسلسلات أن البطل سوري والبطلة لبنانية يُغرمان ويتزوّجان ويُنجبان بلا إشارة إلى انتماء كلٍّ منهما إلى بلد. وحين تم إنتاج المسلسلات المعربة، كان الحضور السوري قويا وطاغيا في ظل الشراكة اللبنانية.

 

 

أمام هذا الواقع الجديد، راحت أسئلة تطرح هنا وهناك عن مدى جدوى تواجد اللبنانيين في هذه الأعمال التي كان يشار إليها على أنها دراما سورية، إذ رأينا كثيرين يعتبرون أن هذه الخلطة ليست إلا تشويشا على المشاهدين وتداخلا مؤذيا للأصوات من خلال تنافر اللهجات، ففي حين تبدو اللهجة السوري صاخبة نلمح في اللهجة اللبنانية هدوءا ناعما، ما اعتبره الكثيرون خطأ فنيا داعين إلى توحيد العمل ضمن لهجة واحدة كما تعاملت الدراما المصرية مع النجوم السوريين الوافدين على أعمالها من قبيل إلزامهم باللهجة المصرية.

وأكد آخرون، وأعتذر إن قلت، ميلهم لفكرة أن الممثل اللبناني هو شكل فقط، دون أي مقومات فنية، في حين بدا آخرون أكثر إنصافا إذ رأوا في هذا التواجد ضروريا وإثراء للعمل الفني ولاسيما في الأعمال المعربة التي تتطلب تواجد الممثل اللبناني بشكله الخارجي ولهجته الناعمة المتناغمة مع طبيعة الأعمال المعربة من حيث الموضوعات التي يغلب عليها قصص الحب والغرام، واللهجة اللبنانية قادرة على الوفاء بهذا الغرض.

ولتفسير هذا الحضور لا بد من إلقاء هذا السؤال على شركات الإنتاج والتي تفسر هذا الأمر بدافعين: أولهما أنّ أجور اللبنانيين أقل بكثير من زملائهم السوريين الذين يستحوذون على تلك المشاريع. والأمر الثاني هو ما تمتلكه اللهجة اللبنانية من لمسة ناعمة يمكن وصفها بكلمات من قبيل لهجة دلوعة أو غنوجة تفي بمتطلبات هذه الأعمال.

وعلى الرغم من ذلك، هناك سؤال يُطرح بقوة: لماذا تبدو هذه الشركات مصرة على استحواذ النجوم السوريين على أدوار البطولة؟

في الحقيقة، ولا أقول جازما إنهم يرون في النجم السوري صورة البطل الراسخة في العقلية العربية من حيث الشكل الخارجي وخشونة الصوت وواقعية الأداء، وهذا الأمر وللأسف لم يكن موجودا في الفنان اللبناني.

ومع كل ما سبق، يبدو أن مسلسل “العميل” الذي يعرض اليوم، وعلى رغم من أنه لا يزال في حلقاته الأولى، فقد استطاع إيصال رسالة قوية تؤكد أن ما قلناه سابقا قد يمكن تقويضه والتأكيد على إمكانية لعب اللبنانيين دورا محوريا في هذه الأعمال.

أخذت الأسئلة تطرح مع عرض مسلسل “العميل” الذي شكل انطلاقة قوية عن ماهية هذه الأعمال المعربة ومدى انتمائها، بمعنى هل هذه الأعمال مازالت تحسب على الدراما السورية.

يبدو أن الكثيرين رأوا أن هذا العمل لبناني هذه المرة، إذ انحصرت المشاركة السورية في أدوار البطولة بمشاركة كل من أيمن زيدان وسامر إسماعيل ويارا صبري، في حين ساهم اللبنانيون بباقي الأدوار، كما أدّت مواقع التصوير “اللوكيشن” دورا رئيسيا في هذه الرؤية، فقد أظهرت لبنان بصورة مختلفة عن الواقع الذي يعيشه، أي بعيدا عن الأزمات والمنعطفات الحادة في حياته، أما الوجود المكاني السوري فلم يظهر أبدا، حتى ملحم وهو يبدو من لهجته سوريا، فعندما زار بلدته التي استقبلته على وقع الأهازيج السورية، رأينا الأعلام اللبنانية بادية في المكان وفي هذا دلالة على ماهية المكان.

ولعل الحضور الكثيف للممثلين اللبنانيين في العمل دليل آخر يؤكد ما قلناه سابقا، ولم تكن هذه المشاركة مقتصرة على الأدوار الثانوية بل وجدنا مشاركة لافتة في البطولة عكس الأداء المميز لممثليه ولاسيما الممثل اللبناني وسام فارس الذي أثبت براعة فنية أكدت على قدرات الفنان اللبناني التمثيلية والتي جعلت منه بطلا وسيما مقبولا على الشاشة، وأنه صاحب موهبة تخطت الحدود، وهذا دليل على قدرات الفنان اللبناني وامتلاكه الأدوات اللازمة لإثبات نجوميته وتخطي نجوم سوريا، وفي هذا دلالة واضحة على أن الممثل اللبناني ليس مجرد أداة تجميلية لاكتمال المشهد الفني.

وهناك أمر لا بد من الإشارة إليه وهو أن هناك حديثا بات حاضرا في الآونة الأخيرة ألا وهو نية شبكة “أم.بي.سي” للتفتيش عن بلد آخر لإنتاج أعمالها، بعدما وضعت تركيا الكثير من العراقيل أمامها، وكان أمام السعوديين ثلاثة خيارات للتصوير، هي اليونان وسوريا ولبنان، وقد تعرقلت خطوة اختيار اليونان نتيجة صعوبة الحصول على تأشيرات الشنغن لكادر العمل لدخول اليونان فبات الطريق مفتوحا نحو دمشق وبيروت، وفي ظلّ الإشكاليات المتصاعدة في كلا البلدين والصراعات لا يمكن التأكيد على أن الوجهة هي سوريا كما يتم البوح به في الأوساط الفنية.

ولعل قراءة متأنية لمسلسل “العميل” قد تشي بالكثير عن هذه الوجهة كما أن هناك أمرا يؤكد استحالة التوجه إلى سوريا وهو رفض الكثير من الممثلين السوريين المعارضين من قبيل يارا صبري وسامر المصري وآخرين العمل في سوريا، وبالتالي يبدو لبنان مكانا مقبولا للعمل فيه لحل هذه الإشكالية.

باختصار، تشهد الساحة الدرامية عملية خلط أوراق، وفي حال تم اختيار لبنان من قبل صناع الدراما المعربة مكانا للتصوير، فهل سينعكس هذا على الممثل اللبناني إيجابا لإبراز نجوميته أم كل الأنظار ستظل موجهة إلى الممثل السوري؟

إيران .. عامان على إنتفاضة 2022 التي مازالت تهدد نظام الملالي


خطاب في مجلس حقوق الإنسان: تصاعد الإعدامات والإفلات من العقاب في إيران


الإنترنت مدار صراع جديد بين الشرعية اليمنية والحوثيين


جدل عطلة نهاية الأسبوع في إيران يعكس الصراع بين الواقع الاقتصادي والمعوقات الأيديولوجية