تقارير وحوارات
انطلاق مؤتمر تقدم التأسيسي رغم عرقلة الجيش السوداني وصول المشاركين
انطلق اليوم الاثنين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية والديمقراطية (تقدم) السودانية تحت شعار"وحدتنا تصنع السلام"، بعد تأجيل ليوم واحد بسبب عرقلة الجيش وصول بعض المشاركين في السودان، وفق ما أفاد المتحدث باسم التنسيقية بكري الجاك، فيما أكد رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك أن البلاد تمر بأزمة غير مسبوقة في تاريخها، وأن الشعب يتطلع إلى مبادرات لوقف الحرب.
وأجلت تنسيقية "تقدم" انطلاق مؤتمرها التأسيسي إلى اليوم الاثنين بعد أن كان مقررا انعقاده الأحد، وذلك في انتظار وصول مشاركين جدد من السودان وبعض الدول.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع تحضيري للشباب قبيل المؤتمر، أكد حمدوك على دور الشباب كحاضر ومستقبل السودان، مشيرًا إلى أنه نقل لوزير الخارجية البريطاني في لقاء سابق قدرة الشباب على قيادة العمل السياسي واتخاذ القرار في البلاد.
وشدد رئيس الوزراء السابق على مسؤولية الشباب في بناء دولة مدنية ديمقراطية بعد انتهاء الحرب.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر حتى الخميس المقبل قضايا الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وما ترتب عليها من أوضاع إنسانية سيئة، وإجازة الرؤية السياسية والنظام الأساسي والهيكل التنظيمي، وانتخاب أعضاء الهيئة القيادية الذين سينتخبون رئيسها والمجلس التنفيذي، بمشاركة أكثر من 600 شخص، جاءوا من دول مختلفة.
وقال بكري الجاك إن "المشروع السياسي لتقدم يحمل رؤية جديدة لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة تضمن حكم فدرالي والعدالة والمساواة، لأن الأزمة أكبر من أزمة نظام سياسي".
وأشار إلى الحملات التي تشنها الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني ضد لجان المقاومة والقوى المناهضة للحرب في عدد من الولايات، مضيفًا أن "عدد من المشاركين في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية تقدم لم يتمكنوا من الحضور إلى أديس أبابا بسبب المهددات الأمنية".
وتوقع المتحدث باسم "تقدم" خلال مؤتمر صحافي بمقر انعقاد المؤتمر بالعاصمة الاثيوبية، أن يصل عدد المشاركين في المؤتمر التأسيسي 600 مشارك من داخل السودان ودول المهجر.
وأشار إلى مشاركة قوى سياسية خارج "تقدم" في المؤتمر بصفة مراقبين على رأسهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو وحزبا المؤتمر الشعبي والاتحادي الأصل.
ووصل وفد من الحركة الشعبية بقيادة الأمين العام عمار أمون إلى أديس ابابا للمشاركة بصفة مراقب في المؤتمر التأسيسي لتقدم.
من جهته، أكد عضو الهيئة اللجنة التحضيرية لـ"تقدم" صديق الصادق المهدي أن المؤتمر التأسيسي سينتخب أجسام جديدة لأكبر تحالف سياسي يمثل الشعب، لجهة أن المشاركين في المؤتمر جرى اختيارهم من القواعد الشعبية ولا يمثلون جميعهم "تقدم".
وأكد أن المشاركين تم اختيارهم من جميع ولايات السودان وفق الكثافة السكانية، كما تشمل المشاركة ممثلون للسودانيين في المهجر، بجانب المزارعين والرعاة ومفصولي الأجهزة الأمنية وأصحاب الأعمال والخبرات الوطنية والمجموعات النسوية والمبدعين.
وأشار إلى أن هنالك عدد من الأجسام تقدمت بطلبات انضمام لتنسيقية "تقدم" تم قبول 20 طلبًا منها.
وواجهت "تقدم" اتهامات بالانحياز إلى قوات الدعم السريع على حساب الجيش في الحرب الدائرة بينهما منذ منتصف أبريل من العام الماضي، ما يجعلها بحاجة إلى تصحيح صورتها الذهنية قبل الإقدام على تحركات من شأنها أن توسع قاعدة التحالف.
وتضم هياكل "تقدم" عددا من السياسيين البارزين في السودان، على رأسهم رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، وقطاعا من منظمات المجتمع المدني، وبعض لجان المقاومة، ومنظمات نسوية، وقوى الحرية والتغيير/ المجلس المركزي، بجانب مجموعة من الأحزاب، أبرزها حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي والحزب الجمهوري وتجمّع المهنيين/ اللجنة الأولى.
من جانبه، أوضح محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السابق، أن "تقدم" ليست مجرد تجمع سياسي أو مدني، بل رؤية شاملة للسودانيين لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة.
وأكد التعايشي عدم وجود "وصفة" جاهزة للتحالف، بل إن الباب مفتوح لمناقشة المشروع الوطني الذي يصبو إليه السودانيون.
وفي سياق متصل، أشارت ممثلة الشباب منهل سليمان إلى أن الشباب هم أكثر المتضررين من حرب 15 أبريل، وهم الفئة المستهدفة بالتجنيد والمشاركة في الحرب، مناشدة الشباب الذين انضموا إلى هذه الدعوات بالمحافظة على حياتهم وتجنب الانجرار وراء رغبات الموت والدمار.