اخبار الإقليم والعالم

لماذا تغطي روسيا دباباتها بحاويات الشحن في أوكرانيا؟

وكالة أنباء حضرموت

في مشهد يعكس إلى أي مدى غيّرت الطائرات المسيّرة طبيعة الحرب في أوكرانيا، انتشر خلال الأيام الماضية مقطع فيديو يُظهر دبابات روسية، وقد جرى تغطيتها بصناديق معدنية ضخمة تشبه حاويات الشحن البحرية.

هذه الخطوة غير المألوفة بدت محاولة جديدة من موسكو لتعزيز حماية دباباتها في مواجهة التهديد المتزايد الذي تمثله المسيّرات والأسلحة المضادة للدروع المحمولة، حتى وإن بدا الحل أقرب إلى الارتجال منه إلى الابتكار العسكري المدروس، وفقا لمجلة "ناشيونال إنترست".

وتُظهر اللقطات دبابتين روسيتين، يُرجح أنهما من طراز تي-80 بي في إم، وقد جرى تثبيت حاويات شحن معدّلة فوق هيكلهما، في ما يشبه تحويل دبابة القتال الرئيسية إلى “دبابة سلحفاة”.

وبحسب ما نقلته قناة “ريجن 22” على تطبيق"تليغرام"، التقط المقطع المصور في إحدى المناطق الشرقية من أوكرانيا الخاضعة حاليا للسيطرة الروسية، قبل أن ينتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ويثير موجة من السخرية والجدل في آن واحد.

ويرى مراقبون أن هذه الفكرة تنطلق من منطق بسيط: حاويات الشحن متوافرة بكثرة، ولا تحتاج إلى جهد تصنيعي كبير، كما أن وزنها الإضافي، الذي لا يتجاوز بضعة أطنان، قد يبدو مقبولًا مقارنة بتعزيزات التدريع التقليدية.

وقد أشارت مجلة “ماريتيم إكزكيوتيف” إلى أن إعادة توظيف حاويات الشحن القديمة أمر شائع في مجالات مدنية متعددة، من التخزين إلى الإسكان، لكنها نادرًا ما كانت جزءًا من حلول ساحة المعركة.

مع ذلك، فإن فعالية هذه الحاويات كدروع قتالية تبدو محدودة للغاية. فإلى جانب المظهر غير العملي، تؤدي هذه الإضافات إلى تقليص مجال رؤية القائد والمدفعي والسائق، كما تجعل تدوير البرج شبه مستحيل طالما ظلت الحاوية مثبتة في مكانها.

ورغم أنها قد توفر حماية جزئية ضد نيران الأسلحة الخفيفة أو بعض هجمات الطائرات المسيّرة، فإنها تزيد بشكل كبير من حجم الدبابة، ما يحولها إلى هدف أكبر وأسهل للرصد والاستهداف.

ويؤكد موقع مليتري المعني بالشؤون العسكرية أن المشكلة لا تتوقف عند الجوانب التشغيلية، إذ إن حاويات الشحن البحرية القياسية مصنوعة من فولاذ “كورتن” بسمك يتراوح عادة بين 1.5 و2 مليمتر فقط، وهو فولاذ غير مخصص للحماية الباليستية.

وحتى مع تعزيز حماية البرج وحجرة المحرك، تبقى الجنازير مكشوفة، ما يترك نقطة ضعف قاتلة يمكن استغلالها بسهولة.

كما تثير هذه الحاويات تحديات تقنية إضافية، أبرزها الحاجة إلى فتحات تهوية في الجزء الخلفي لتصريف عادم المحرك ومنع اختناق الطاقم. غير أن أي فتحة، مهما كانت صغيرة، قد تتحول إلى نقطة اختراق تستغلها الطائرات المسيّرة، ما يقوض الهدف الأساسي من هذا التدريع المرتجل.

وتندرج هذه المحاولة ضمن سلسلة طويلة من الحلول المؤقتة التي لجأت إليها القوات الروسية منذ بداية الحرب، لمواجهة خطر المسيّرات، بدءًا من “أقفاص الحماية” المعدنية، مرورًا بالشبكات السلكية والهياكل العلوية الضخمة، وصولًا إلى استخدام جذوع الأشجار والصفائح المعدنية.

ورغم أن لكل من هذه الوسائل عيوبها، فإن تغطية دبابة قتال رئيسية بحاوية شحن بحرية تبقى واحدة من أكثر الحلول إثارة للدهشة، وتعكس حجم التحدي الذي فرضته الطائرات المسيّرة على مفاهيم الحرب المدرعة التقليدية.

الغضب مستمر.. مزارعو فرنسا يواصلون الاحتجاج على إدارة أزمة الأبقار


جمعية صُنّاع الخير بلحج تعقد اجتماعًا لاختيار هيئتها الإدارية ومناقشة خطط العمل الخيري


وحدات المقاومة في زاهدان: النظام الإيراني “لن يتخلى عن القمع والإرهاب وإشعال الحروب إلا بإسقاطه


سامسونغ تطلق One UI 8.5.. تحديث ذكي بميزات صغيرة وتأثير كبير