اخبار الإقليم والعالم
مقديشو تنتخب مجالسها المحلية.. ورئيس الصومال يفتح باب الحوار
الناخبون الصوماليون يدلون بأصواتهم في انتخابات محلية بمقديشو هي الأولى في العاصمة منذ نحو 60 عاما وسط تدابير أمنية مشددة.
وأعلنت الحكومة نشر أكثر من عشرة آلاف عنصر أمن في عاصمة البلاد التي تواجه منذ العام 2006 حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وبينما لا تزال مناطق على بُعد 60 كيلومترا من مقديشو تشهد اشتباكات، تحسّن الوضع الأمني في العاصمة بشكل ملحوظ.
وتؤكد السلطات أنّ الهجمات انخفضت بنسبة 86% بفضل زيادة كاميرات المراقبة وتعزيز نقاط التفتيش وانتشار عناصر أمن بالزي المدني.
ويناهز عدد الناخبين المسجلين 400 ألف شخص من أصل أكثر من مليوني نسمة في المنطقة، بحسب لجنة الانتخابات.
وسيختار المقترعون من بين 1600 مرشح يتنافسون على 390 مقعدا محليا.
رسائل طمأنة ومصالحة
عقب إدلائه بصوته في العاصمة، أطل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في حديث لوسائل الإعلام، واصفا الانتخابات بأنها "لحظة تاريخية" ومحطة مفصلية في مسيرة الصومال نحو الحكم الديمقراطي الرشيد.
ولفت شيخ محمود إلى أن انتقال البلاد من نظام الانتخابات غير المباشرة الذي استمر لعقود إلى التصويت المباشر يعكس نضجا سياسيا وتطبيقا حقيقيا للمبادئ الدستورية.
وفي بادرة سياسية تهدف إلى احتواء المشهد، تعهد الرئيس بإجراء حوار مفتوح مع قادة المعارضة لمعالجة مخاوفهم بشأن العملية الانتخابية.
وقال إن "جميع الأبواب مفتوحة للحوار والمصالحة الوطنية، الحكومة ملتزمة بالتشاور والشفافية".
كما دعا كافة الفاعلين السياسيين إلى تقديم المصلحة الوطنية والاستقرار على أي اعتبارات أخرى، مشيدا في الوقت ذاته بصمود سكان مقديشو وتفاعلهم مع الانتخابات رغم الإجراءات الأمنية المشددة وإغلاق المدينة.
استعادة السيادة الشعبية
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، أن نجاح هذا اليوم يشكل تحقيقا لتطلعات الشعب في اختيار قادته بشكل مباشر.
وقال بري في تصريحات إعلامية، إن استعادة الحق الدستوري في التصويت المباشر هي الركيزة الأساسية لبناء مؤسسات دولة قوية وقادرة على مكافحة الفساد وتجاوز المحاصصة التقليدية.
وفي سياق متصل، بعث وزير الدفاع الصومالي، أحمد معلم فيقي، برسائل مباشرة إلى الجماعات الإرهابية والمعارضة، قائلا إن إقبال المواطنين هو رد عملي على تهديدات الجماعات الإرهابية.
تدابير أمنية مشددة
ساد الهدوء أرجاء العاصمة رغم الإغلاق الشامل الذي فرضته الأجهزة الأمنية لتأمين مراكز الاقتراع في دوائر العاصمة الستة عشر.
وشملت الإجراءات تعليق الرحلات الجوية في مطار "عدن عدي" الدولي وتقييد حركة المرور، وهي تدابير أثنى عليها الرئيس والمسؤولون لضمان سلامة الناخبين في ظل التهديدات القائمة من حركة الشباب.
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية كبرى لكونها تعيد الذاكرة إلى عام 1969، وهي آخر مرة عرفت فيها مقديشو انتخابات مباشرة قبل الانقلاب العسكري الذي قاده محمد سياد بري.
وبعد انهيار نظامه عام 1991 وإثر سنوات من الحرب الأهلية، تبنى الصومال نظاما انتخابيًا غير مباشر عام 2004 لإدارة الصراعات القبلية.
وبحسب مراقبين، تعد انتخابات المجالس المحلية في مقديشو "نموذجا تجريبيا" رائدا، وستحدد نتائجه ومدى نجاحه إمكانية توسيع نطاق نظام "صوت واحد لكل شخص" ليشمل كافة أرجاء الصومال، في خطوة يطمح من خلالها الصوماليون إلى بناء دولة ديمقراطية مستقرة تتجاوز إرث الصراعات القبلية.